اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

بعد تغيير النظام عام 2003، جرت دورتين انتخابيتين لاختيار نواب في البرلمان العراقي، كما أنه جرت عدة فعاليات ديمقراطية في الجانب السياسي، وبسبب الجهد الذي بذله المثقفون والكتّاب لتنوير الشعب بمختلف فئاته، أدرك النواب الفائزين وكذلك السياسيين بأن العملية التي أنفقت
عليها مئات الملايين من الدولاارات هي ليست فقط عبارة عن تعيين موظفين في مناصب ادارية في دوائر الدولة. فمع زيادة ونمو الوعي السياسي، اضطرت الاحزاب في ترشيح المقبول سياسيا واجتماعيا وبحسب تاريخهم وماضيهم وقدراتهم، وكذلك ازداد الشعب قدرة على اختيار الافضل من بين المرشحين،

إذن تغيرت المعادلة بشقيها الشعبي والسياسي ونمت قدرة الناخب في اجتياز حاجز الخوف بعد أن ظهرت الحقائق وزيف التغليف بالوطنية والمناداة بالشعارات الزائفة التي لم تعد تنطلي على عامة الناس. فاختار الناخب الشيعي المرشح السّني وبالعكس، وكذلك تعهد المرشح المسيحي بأن يكون الصوت الحقيقي للمواطن الكردي، ويعد هذا بحد ذاته تطورا ايجابيا في تنمية الفكر وزيادة الوعي باتجاه المواطنة التي كنا نراهن عليها منذ فنرة، وعليه فإنه لم يعد من الان فصاعدا هاجس الخوف المشكلة التي يعاني منها الناخب العراقي في اختيار ممثليه.
من الجانب الاخر، على الفائز في البرلمان أن يعي بأنه ليس موظفا تقليديا في دائرة خدمية لتمشية معاملات الناس بشكل يومي، وإنما تم صرف ملايين الدولاارات لاختيار مجموعة من الممثلين ليتحدثوا باسم المواطن بصوت مسموع قانونيا وشرعيا وبالتالي تنقية وتغيير ما في جهاز الدولة من أدران وشوائب وتطوير القوانين بما يلائم التطور والارتقاء بحال الشعب إلى ماهو افضل.
إيزيدياً، رأينا تطورا نوعيا في اختيار الممثلين من قبل الكيانات السياسية وكذلك كان المجتمع بمستوى الوعي والنضوج في الاختيار والتصويت ويعد هذا الامر مبعث فخر واعتزاز لنا جميعا وكذلك للكيانات السياسية التي رشحتهم. فالسيد حسين حسن نرمو مثالا، وهو أبن مناضل إيزيدي جاهد في سبيل كلمة الحق واستشهد من أجلها في الوقت الذي لا يقل السيد حسين عن المرحوم والده في سبيل إظهارالحق وإعلاء شأنه، ولم يكن يوما الة بيد غيره وإنما صاحب كلمة ورأي وموقف. وأن رسالة الشكر التي نشرها كانت واضحة ومعبرة عن معدنه الاصيل وبمثابة الرد الحقيقي لنمو الوعي لدى المواطن بمختلف فئاته في اختيار الافضل من بين البدائل حتى ولو اختلف المرشح عنهم في العقيدة والمذهب. وهكذا بالنسبة للبقية من المرشحين قاسم حسين برجس وفيان دخيل وشريف سليمان وبقية السادة الفائزين. فنقول مبروك لنا ولكم هذا الفوز وأعلموا بأن عليكم مهام كبيرة وأنكم أهل لها واملنا بكم كبير جدا في أن تعوا دوركم الحيوي والتاريخي في المساهمة الايجابية في تغيير الواقع نحو الافضل. وأملنا بكم في أن تكوموا عراقيين وطنيين قبل كل شيء، لا أن تكونوا كما هم أعضاء مجلس محافظة نينوى الذين خابوا في مهمتهم وخيبوا آمال ناخبيهم. ولكم منا كل التحية والتقدير وبالتوفيق من الله.

علي سيدو رشو
المانيا في 29/3/2010

0 التعليقات: