اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

يبدو أن الخروج عن طاعة الامريكان قد اصبح جرما لا يمكن الا ان يصف في خانة الارهاب والخروج عن القانون، بل ويجب معاقبة كل من يتجاوز هذا الخط رئيسا كان أو مرؤوسا. السيد رئيس المحكمة الجنائية الدولية ارسل مذكرة توقيف بحق البشير، طبعا البشير رئيس دولة ذات سيادة في الامم المتحدة وجامعة الدول العربية. وكانت الاتهامات هي في ابرزها محصورة في ثلاث نقاط رئيسية وهي: جريمة الاغتصاب للفتيات وكبار السن من النساء، وتجويع اهالي دارفور، وتخويفهم إضافةً إلى القتل والتشريد والاعتقالات العشوائية وغير ذلك.
إنه جميل أن نسمع من رئيس محكمة دولية، السودان لم يوقع على الاعتراف بها طبعا، بأن هذه الجرائم تبرر اصدار مذكرة توقيف بحق رئيس جمهورية لأكثر من خمسين مليون انسان. وقد يكون بعد القاء القبض عليه مصيره كمصير صدام حسين، وقد يكون ابشع؛ من يدري!
في تصوري أن السيد رئيس المحكمة ليس من هذا الكوكب ولم يسمع بما عملته امريكا في العراق بدءً بالحصار في عام 1991 وانتهاءً بالاحتلال في ابشع صوره في ربيع عام 2003. لقد عرفنا بالجرم المشهود الاغتصاب بابشع ما يمكن تصويره في سجون الاحتلال ومن قبل السلطات التي جاءت بها امريكا بعد الاحتلال. ورأينا صور عبير ذات الاربعة عشر ربيعا في المحمودية والتي تم احراق جثتها واخواتها بعد الاغتصاب لاخفاء الجريمة ولم تتم اصدار مذكرة بحق الضابط المسئول عن تلك المجموعة المجرمة من جنود الاحتلال. وعرفنا عن مقتل السبعة عشر مدنين على ايدي مجموعة بلاك ووتر في شوارع بغداد. وعرفنا عن تشريد اكثر من اربعة ملايين عراقي في الداخل والخارج وتفريغ البلد من كل كفاءاته ومحتواه من التراث والتاريخ والاثار وهدم البنية التحتية وتخريب الاقتصاد والتعليم وهدم المنازل على رؤوس اصحابها وتهديم اماكن العبادة وكل ما يتعلق بتاريخ العراق العظيم منذ فجر التاريخ. ولكن كان مقابل كل هذا فقط كلمة "sorry". وهي في العرف الامريكي كفاية على سحق الاستاذ الدكتور طلال الجلبي وعائلته عندما كان واقفا بسيارته الشخصية في طابور البنزين منتظرا دوره ليمون سيارته واذا بعربة امريكية تسحقة مع زوجته وابنته كرغيف خبز خارج لتوه من التنور في الشارع العام امام جامعة الموصل، وكان الرد كما هو متوقع "sorry". أو كما حصل مع مها وزميلاتها الاربعة عندما خرجن من اداء الامتحان في كلية القانون بجامعة الموصل وتسحقهم سترايكا امريكية في الشارع العام في مدينة الموصل، وكانت الإجابة "sorry" لان السائق لا زال لم يتعرف على شوارع المدينة ومداخلها. والكثير الذي لا يوصف من الجرم الذي حصل في كل بقعة على ارض العراق.
الوجه الثاني من الموضوع وهو التجويع، اللهم لم اشهد ولم اسمع في التاريخ مثل ما تعرض له شعب بكامل مكوناته مؤلف من اكثر من 25 مليون انسان ان يتعرض لمثل هذا التجويع لمدة 15 سنة بالتمام والكمال ولا زال. وباحصائية من الامم المتحدة اكثر من نصف مليون طفل عراقي ماتوا خلال فترة الحصار بسبب نقص الدواء والغذاء وخدمات المستشفيات والصحة وحليب الاطفال.
وما ادراك ما التخويف والرعب والرهبة التي جاءت بها قوات الاحتلال في كل ما هو بشع ومن اساليب تستخدم لاول مرة في تاريخ البشرية. الاعتقالات العشوائية والمداهمة في عمق الليل بالطائرات المروحية التي كادت احيانا تقلع محلات بكاملها من الاساس. القتل العشوائي في الشوارع بعد تعرض قافلتهم لاي هجوم ومهما كان مصدرة يكون الضحية المدنيين الذين يجوبون الشوارع بحثا عن لقمة العيش.
وماذا نتكلم عن الفساد الاداري الذي فاق الارقام الفلكية. وبمعادلة بسيطة يمكن تصور حجم الهدر في المال العام ونمو الفساد؛ فمثلا كان سعر برميل النفط قبل سنتين بمبلغ 35 دولار والان تجاوز ال 140 دولار. فإذا كان العراق يصدر مليون برميل فإن عائد النفط اليومي هو 35 مليون دولار ولكن بنفس طاقة التصدير فإن الوارد اليومي الآن هو 140 مليون دولار اي اربعة أضعاف مع زيادة استقرار سعر الدينار عن تلك الفترة. عليه، فإن جميع هذه الاموال سواء كانت في زمن صدام حسين ام في هذا الزمن هي ليست ملكا للشعب العراقي كما ادعوا قبل الاحتلال وانما النتيجة واحدة سواء استخدمت في شراء الاسلحة والدخول في حروب غير مبررة او في التهريب للخارج وشراء العقارات وزيادة نسبة الفساد والافساد.
لذلك نضع هذا الامر البسيط امام السيد رئيس المحكمة الجنائية ليتأكد من المجرم الحقيقي في تدمير الشعوب والحضارات وتخليق الارهاب والفوضى الخلاقة والجريمة المنظمة بكل اشكالها المنظمة، هل هو بوش ام البشير ام صدام حسين، واعتقد جازما بإن المجرم الاول على وجة التاريخ هو الرئيس الامريكي وادارته.

علي سيدو رشو
ناشط في مجال حقوق الانسان
القاهرة في 15/7/2008

0 التعليقات: