اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


في خضم الظروف القاسية التي تمر بها المجتمعات التي على شاكلة المجتمع الإيزيدي، تبقى الأنظار متجهة نحو الباحثين والمثقفين الذين قد يخرجون بما يسر القلوب ويطفي نار الهزيمة والذل الذي لحق به جراء تاريخه المأساوي. إلاّ إننا نجد بأن لمثقفينا منحى آخر في النهج (العلمي)، الذي يسلكونه من غير ان يتحسبوا لما قد يعتريهم من هذا الهذيان الغير مبرر. واليوم يطل علينا الباحث العزيز ابو آزاد بما لا يسر العدو قبل الصديق بمقاله المطول والذي يبدو أنه تعب عليه ليخرج لنا بهذا المنظور الذي لا يليق بمقام باحث أن يكلف نفسه به. لم نكن ضد اي فكر يطرح للنقاش بهدف الاغناء والبلورة وتفاعل الافكار والاراء للخروج بنتيجة موفقة يستفيد منها المجتمع الإيزيدي والمتعايشين معه، ولكن على الاقل يجب أن يكون للموضوع واقعية مقبولة.
فالباحث الفاضل يذكر في اول مقاله بأن الاديان تتعرض لفقدان الكثير من نصوصها مع الزمن والايزيدية واحدة من تلك الحالات. ثم ياتي ويقول ما الحل؟ فلا أدري لماذا يأتي باحثينا ليجمعوا كل قواهم ليفرغوا باكورة اعمالهم في سلة مهملات ويفرغوا انفسهم من محتواهم بشكل مجاني. وكأن الجميع وجد ضالته في الطبقات الدينية التي حافظت على كيانهم ووجودهم من الذوبان في البعض ومن ثم في الآخر. فلا يعقل أن يأتي باحث بين حين وآخر ليهدم بنياناً متيناً ولا يجد بديلاً لهذا البنيان أو يطرح ما يمكنه ان يملي الفراغ الذي يحدثه هدم هذا الكيان او البنيان. ولكن الذي يؤرقني هو أن يأتي باحث ويعيب على مافات من زمن ويتهم آخرين بالعجالة من أمرهم ومن ثم يوقع نفسه في أمر لم يقع فيه المتعجلين من سذاجة الطرح والرأي ومن دون بديل واقعي يمكنه ان يحفظ على الموروث.
وإنني سوف لن أتطرق إلى الفقرات واستقيها كما يفعل الكثيرين من الاخوة، ولكني اشير ضمناً إلى ما يعكس راي الكاتب في مقالته وهو التلاعب بالنظام الطبقي وهزه من الأعماق في الوقت الذي لم يقدم اي واحد منهم فكرة ناضجة لتكون بديلا عن الموجود. وأرى، بأن هذه الافكار ما هي إلا ردود أفعال لضعف نفسي وهزيمة مرة تثير في مكامن انفسهم للتعبير عن هذا الطرح. فلو كان القصد من آرائهم هو مقارنتنا مع الاديان الاخرى، فلا باس مناقشة الموضوع بكل شفافية ورحابة صدر وبما يحافظ على كل كيان في بنيانه ومن ثم التطرق وتفعيل الحوار بشأن النقاط الخلافية فيهما. ولكن الذي يبدو لي من هذه الافكار هو أن الكل تدور حول محور واحد وهو الهدم من غير طرح بديل معقول لبناء ما بعد الهدم وكأنه يريد تفخيخ البيت الإيزيدي ومن ثم لملمة الاشلاء وبالطبع هذه الاشلاء سوف لن تجد طريقها إلى التكامل في إعادة البناء كما كان.
فالدين هو علاقة بين الانسان وربه، ولا يشترط في رجل الدين فقط أن يحفظ النصوص ويجب أن لايكون ذلك حكراً عليه وكأنه ملكه الخاص وكيف مايريد يتصرف به وهو الذي سمعته من احد رجال الدين حيث يقول "لقد تعبنا عليه وسوف لن نعطية لغيرنا بسهولة". هذا العماء غير مبرر ويجب ان تكون التعليمات الدينية متاحة للجميع (للنساء والاطفال والشباب)، لانها تعليمات تخص المجتمع وتهذيبه وكان في ما مضى البديل الاساسي للقوانين الوضعية، فلماذا يكون حكرا على جماعة معينة ويبقى آخرين لا يفهمون من دينهم ما يجب ان يعرفوه؟ وكيف يمكن تنشئة المجتمعات والاجيال المتعافية من دون أن يرافق التعليم الاساسي للحياة من العلم والتكنولوجيا بدون الاشباع بالجانب الروحي؟ لذلك نقول بأن الذين حفظوا الدين لهم حسنة لا يرتقيها إليهم غيرهم ويجب ان تكون خدماتهم مجانية للمجتمع.
ولكن مقابل ذلك يجب ان يكون لهم ما يحافظ على كرامتهم في حال تفرغهم لذلك العمل النبيل ماديا واجتماعيا ومعنويا. فالطبيب مثلا، ليس ملك نفسه بعدما يتخرج من كلية الطب لانه يصبح أمام مسئولية اخلاقية انسانية تجاه الاخرين بحكم مهنته الانسانية وليس بحكم وظيفته المدنية، وكذلك العالم والفنان ورجل الدين. وهنا اريد أن اقول بان رجال الدين لمجتمعنا هم ناس أميون وحفظة التراث الديني فقط، ولكن للباحث والمثقف دور بارز في إظهار ما في جعبة ذلك الرجل الامي من علم وتراث وفكر ليس من صنعه، وإنما حفظ فكر الاخرين ونتاج اعمالهم النبيلة كما هو الحال في قسم الدوريات في المكتبات العلمية للجامعات. أي انه يمكن الرجوع إليها في حالة البحث عن امكانية تطوير ما يمكن تطويرة وليس هدم ما بعده هدم.
على الرغم من إنني لم اقرأ كثيراً للكاتب الفاضل ابو آزاد، وكنت أتمنى أن ارى بعد هذه التجربة في الحياة أن يطل علينا بغير ما جاء به في مقاله الاخير الذي لم يكن في مستوى نضج شخص وصل به الزمن لهذا العمر ويقول باني لم اترك شاردة وواردة لكي افحصها واصل منها على راس خيط ليدلني واكتشاف المفقود، أي اكتشاف هذا ياسيدي الفاضل!. فيقول السيد الكاتب بأننا اخطانا في البحث منذ البداية، ونتفق معه على ذلك، ولكن لا يغفر الزمن لنا لو أخطأنا الان بعدما أن أصبحنا ننتقد انفسنا. ولا بأس من مشاركة الجميع في الرأي والتحليل وابداء المشورة مهما كان المتحدث ومستواه العلمي والديني، فبمجرد كونه إنسان ينتمي لهذا الدين أو ذاك أو للأسرة الانسانية، إذن من حقه أن يدلي برأيه ويجب ان يحترم ذلك الرأي. وعندما تكون نتائج الابحاث العلمية من قبل الباحثين سلبية، أي لم تأتِ بنتيجة إيجابية فذلك لا يعني بأن البحث والباحث لم يتوصلا إلى نتيجة موفقة او أن عملهم غير صحيح. فالحس الايماني موجود في كل نفس بشرية ولكن لا تظهر لدى الجميع بنفس الروحية. والمتدين يجب أن يكون عاشقاً لما يحمله من فكر ديني وإلا لن يكون في هذا الامر إلا هاوياً، ولكن عندما يكون عاشقا لحمل رسالة فالعشق بذاته كفاية لان يدفعه لطلب المزيد وبالتالي يحترم جهده.
فلنرَ الشاب مروان خليل كيف اخترق حاجز الشيوخ ورجال الدين ولم يمنعه أحد من ان يتسلح بالفكر الديني ويشبع نفسه به وهو من المريديم ووالده رجل تعليم فاضل. فرايته يتكلم بواقعية وعقلية متفتحة رغم سنة الصغير وتجربته في الحياة ولكن وجدته هادي الطبع ويمتلك صفات الرجل الناضج في الطرح وقبول الرأي الاخر وقابليته في إقناع المقابل حتى من الديانات الاخرى لكونه قادر على تحليل الرموز التي يشير إليها في التراث الديني وبقناعة وإقناع. لذلك نقول يجب أن لانطالب ابن الشيخ الذي لا يمتلك صفات الرجل المتدين بالانسلاخ عن شيخانيته ولا نطالب المريد الذي يمتلك صفات رجل الدين بأن ينتمي إلى طبقة ثانية لكي يقال له بأنه يمتلك من الصفات الرمزية للدين ما يجعله أهلا لذلك.
فأبن القسيس قد لايقبل بوظيفة والده وكذلك ابن شيخ الطريقة الاسلامية، ولكن الامر هنا يختلف لأنه مسألة وراثية. فأبن الشيخ ولد من ابوين من نفس السلالة وهي طبقة دينية بالعرف الإيزيدي وإذا ما إذا رأى نفسه بأن هذه الطبقة لا تلائمه، فيمكننا ان نبارك له ما يحلوا له من الطبقات أو الخروج من كل الطبقات إلى مايراه مناسبا. أما أن نقحم انفسنا في خلق جديد هزيل من غير بناء رصين وندعي بالبحث العلمي فهذا هوالعيب الكبير في ثقافتنا. لماذا عجيب أمرنا ونحن جزء من المنظومة الانسانية التي تتعثر في كل مرحلة تاريخية، ولكن العجيب عندما المثقفين لا يفهمون كيف تنقاد المجتمعات وكيف يجب عليهم تبليط الطريق امام الاجيال لكي تخطو الخطوات التي تسير بهم إلى الامام. فلم نضّيع وطنناً بنيناه، ولم نترك تراثا الفناه. بل قذفت بنا الامواج هنا وهناك من دون رحمة ولا شفقة بحيث لم يتركوا لنا مجالا لنبني لنا تاريخاً أو تراثاً وهو ما يحصل الآن من هيمنة وسطو لا يختلف في مسعاه من سابق العهود.
صحيح كان في السابق هناك رعاة للدين والتراث ولكن كان الزمن والمرحلة التاريخية بذات القدر من المعرفة وكانت تحكم المجتمعات القيم والاخلاق والمعايير. فكان القاتل لا يقتل عدوه من الظهر إلا وينبهه ويقول له ها انا جئتك وتحسب لي ولم يقتل عدوه وهو نائم أو يطعنه من الخلف. واليوم اختلف كل شي وانقلبت المفاهيم والقيم إلى الغدر والطعن من وراء الظهر ولكن كان مجتمعنا لازال في عنفوان برائته ولم يفق من غفوته أو يتحرر من تلك الصفات الحميدة التي نكن لها كل التبجيل والاحترام. فتغير غيرنا بهذه الروحية ولكن كان لنا فيها رأي آخر إلى أن رأينا بان الوقت يمر علينا ونحن غير آبهين بما يجري ومن ثم انقلبنا على انفسنا قبل أن نحاول تصحيح مسار عملنا مع الغير.
فالثقافة التي يمتلكها الإيزيدي بخصوص قصة الخليقة لم تكن موجهة ضد الفكر الاسلامي كما تدعي يا سيدي الفاضل. فليس كل ما يأتي في فكر إسلامي بحت ونحن نختلف معها هي بالضرورة بالضد من الاسلام او المسيحية أو اليهدودية أو البوذية وغيرهم من الاديان والمعتقدات التي نكّن لها كل التقدير والاحترام. فالمسألة هي مسألة اختلاف الفلسفات والرؤى والتفسير حول أمر معين. ولم يأتِ ذكر سجود الملائكة لآدم في الادب الديني الإيزيدي، ولكن يذكر بأن الله خلق الملائكة هم مجبولون بالسجود للباري عزوجل وعندما خلق قالب آدم أجمع الملائكة للإحتفاء بهذا المخلوق ليخلفه في الارض ويزين به الكون والنصوص الدينية واضحة ولا لبس فيها عندما تقول بأن القالب بقى لفترة اربعين (اربعين الف) سنة ولم تكن باستطاعة الروح الدخول في القالب إلا ضمن مراسيم خاصة مسموحة وهذه المراسيم اكتملت في هذا المحفل بإرادة الله. وهل يجب ان تتفق كل الفلسفات مع الاديان الرئيسية لكي تأخذ شهادة البراءة والقبول؟ فالديانات لها فلسفاتها الخاصة بها ولا يشترط التي تختلف عن الاخرى بأن تكون بالضد منها، وارى في هذه العبارة تجاوز كبير على حقائق الديانة الإيزيدية وهي صفة ملصوقة بها وليست من اصلها البتة. واود القول بأننا لسنا نجادل الاسلام في هذا ونكذبهم كما تدعون يا سيدي الفاضل وفي هذا تجاوز على حقيقة الديانة الايزيدية بكل معناها.
فالفراغات التي تتحدث عنها جنابكم في العقول والجدران سببها الاساسي هو التاريخ الاسود الذي مر على مجتمعنا عبر المراحل الزمنية المختلفة، ولكن على الباحثين من أمثال جنابكم تصحيح تلك الاخطاء والانحرافات التي شوهت الصورة الحقيقة. وبكل أسف أرى بانكم ساهمتم بشكل كبير في تشويه ما بقى منه على صالحه بهذا المقال الذي كم تمنيت أن تبقيه لنفسك يا سيدي الفاضل بدلا من ان توجه التهم في موضوع حساس ليس له مبرر في طرحه. لذلك نقول وبما نعتقده بأن باحثينا بدأوا يسيرون جنب الطريق بدلا من السير على الرصيف المعد للسير وتكمن في هذا العمل خطورة كبير.
وبخصوص تعليق الصور يين جدران الغرف بالصور، لا نرَ ضير في تعليق تلك الصور ولمن تكون من شخصيات أو رموز دينية كانت أم اجتماعية ساهمت في خلق وضع افضل أو شخصية تاريخية محورية في المجتمع المعني ولا يشترط أن يتمسك الانسان بما لديه فقط من الرموز. ولكن لا بأس ان تكون لشخصيات اية فئة أجتماعية كانت أم دينية أن تثمن من شأن شخصياتها قبل الآخرين. وكم رأيت صوراً للإمام على معلقة في جدران بيوت الإيزيدية ولا زالت في سنجار اذكر العديد من البيوت القديمة التي لها شأن اجتماعي كبير في تعليق تلك الصور وهم معجبون بشخصية هذا الامام الكبير في النضال والكلام والوعظ والارشاد.
ولو كانت صور زمبيل فروش بعشرات الالاف من الدنانير لكنت اشتريتها وعلقتها على باب داري لشدة تأثري بهذه الشخصية العظيمة النقية التي اعطت مثلاً في العفة والطهارة تصل في مستواها الروحي إلى منزلة يوسف عليه السلام. بل ولهما مشتركات في نفس الاسلوب وكيف كان رجلا ورعا وتقيا وتجنب الشهوات بارادته وهو يمتلك كل الصفات التي تمكنه من الوصول إلى ما يبتغيه. وهل توجد قصص انظف وارقى في الادب الالهي لما اتصف بها درويش آدم ومن بعد ابنه درويش ابراهيم لكي نقلل من شانهم في مثل هذه المفاصل؟
إذن المطلوب من الباحثين واصحاب الافكار تسليط الضوء على هذه النقاط المضيئة بدلا من كيل التهم للبنيان الذي اصبح مع الزمن جزءاً اساسيا من الحياة العامة ولاقت قبولا كبيرا وحافظت على الوجود منذ اكثر من الف سنة. فما دام لم يكن هناك نصاً مكتوبا بشكل حيادي، فإن الأمر يتحمل التأويل بالنسبة لشاهصوار أو ما كوركيس. وأن مفهوم تناسخ الارواح ليس بهذه الدرجة التي تفضلتم بشرحها والتوصل إل نتيجة غير واقعية من أن عدد نفوس البشر هو المليارات بتناسخ الارواح، وإنما في جميع المعتقدات القديمة هنالك فكرة تناسخ الارواح. فمن الطريف أن تذكر ما يتعلق بموضوع زرادشت وكيف تم إقحامه في الإعتقاد الإيزيدي بسبب العامل السياسي الذي افرزه حزب العمال الكردستاني وكم من مرة دخلت في نقاشات مع اعضاء من ذلك الحزب بخصوص ذات الموضوع وهم (الايزيديين المحسوبين على الحزب العمال الكردستاني) قد أشبعوا أفكارهم بما يكفي من التأثير بأن زرادشت هو نبي الإيزيديين.
أما بخصوص القدسية التي تتحدث عنها يا سيدي الفاضل، فلا ارى اي داعي لاطلاق هذه الكلمة حتى على رجل الدين الذي يمتلك مؤهلات دينية معينة، والتقديس له معنى ثانِ فلا يجوز تقديس الاشخاص مهما بلغوا وإنما يحترم مقامهم ويزارون للتبرك باعمالهم النبيلة والتذكير بما فعلوا من محاسن. ولا أرى من المنطق ان تطلق كلمة التقديس على رجل دين بمجرد لبس لباس معين وحفظ من الدين في مجال الوعظ والارشاد والتنوير. نعم كلنا نذهب بعيدا في فكرة تقديس الاشخاص بأكثر مما تستحق، ولكننا جميعاً مخطئين من إيزيديين ومسلمين ومسيحيين ويهود. فلقد كنت في زيارة لمقام السيدة زينب في القاهرة قبل شهر من الان وهو مقام مهيب وكبير ويدل على الرهبة وبنيان يدل على الاحترام ورأيت الناس تبكي وتتبرك وتقول ياسيدة زينب منكِ الشفاعة. وبعد اسبوع قرأت مقالا في الاهرام يقول بأنه لم يذكر في التاريخ بأن السيدة زينب زارت مصر. ورأيت آخرين في مقام السيد البدوي في مدينة طنطا على نفس الشاكلة وكذلك في النجف وكربلاء. بل هناك من يكتب على صدره ياحسين ادركني وأنت شفيعي، ومن الإيزيديين من يذهب بنفس المنحى وكذلك المسيحيين واليهود. لذا ارى بأن الجميع تبالغ في (تقديس) الذوات، بينما المفروض أن يكون التقديس لله جل جلاله فقط وحده لا شريك له، بل وأرى بان الشهادات هي الاخرى فيها شي من الشرك. فلماذا اقول اشهد ان لا اله الا الله واشرك في الشهادة شيخ حسن حبيب الله أو سلطان إيزي حق حبيب الله نحن الإيزيديين وكما يأتي في الاسلام أو كما يدعيه المسيحيين. وإنما الاكتفاء بالشهادة لله وحدة (أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له)، ومن غير ذكر اي شخص بشري معه في الشهادة وإلا ففي نظري يحمل الموضوع منحى آخر.
واريد هنا أن اقول شيئا، إن الشيخ أو البير لم يصبحا شيخا أو بيراً حسب اختياره أو أهوائه، وإنما ولد من ابوين من نفس السلالة وكما قلت لا يشترط ابدأ ان يكون ابن الشيخ أو القوال ان يسلك سلوك والده. فما الضير أن يكون أبن القوال سليمان طبيبا وآخر يدير مؤسسة اعلامية، بينما يمكن لأبن الطبيب ان يصبح قوالا مثل جده. وهل في هذه الحالة يصبح ابن الطبيب مقدساً ووالده الطبيب انساناً عابراً؟ وفي حالته يجب ان يتخلى عن كونه من اب يحمل هذه الصفة، وهكذا بالنسبة للشيخ والبير وكذلك المريدين، وكذا الامراء وذريتهم. أي لا يولد انسان مقدس وإنما بأفعاله الحسنة يصبح قديسا في نظر الناس وهم يتبركون بأفعاله ويحترمونها من غير تقديس لذاته الشخصي. وارجو المعذرة من بعض الشدة في الرد.


علي سيدو رشو
القاهرة في 15/5/2008

0 التعليقات: