اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو



على خلفية ما تم الافصاح عنه في مقال السيد حمزة كامل عن ضحايا الاقليات في العراق، وتعليق السيدين خدر خلات وحسن حاتم المذكور، أود القول بأن عدد الضحايا هو أكثر من هذا بكثير. وبما أن هذا العدد بالنسبة للإيزيديين غير حقيقي، فإذا بالنتيجة هي للشبك وباقي الاقليات أنفسهم فهو أقل من الحقيقة. وكذلك هذه الاحصائية التي كلفتنا مجهوداً كبيرا لكي نحافظ على حق الاجيال هي الاخرى لا تمثل كامل الحقيقة. ولكوني فاقد الامل بالوضع العربي والكردي على حد السواء وما يمكنهم أن يحققوا لنا كبشر أو يمكنهم ان ينتبهوا إلى آدميتنا التي تفوق آدميتهم بعشرات المرات. فقد كتبت اسماء تلك الاعلام (الشهداء) باللغة الانكليزية وارسلتها إلى المنظمات الدولية ذات الشأن بحقوق الانسان لحمايتها من الطمس والتشوية وقد يصلها الحرق كما هو في حرق الملفات المهمة التي تتعلق بحقوق الاشخاص في دوائر النفوس والطابو وبقية سجلات الاحوال المدنية التي تحافظ على كيان المجتمعات من الضياع وسلب الحقوق.
وفي أحدى مقالاتي ذكرت بأن نسبة الضحايا من الايزيديين قياسا بعدد نفوسهم هي الان أعلى نسبة من بين مجموع الشعب العراقي على الاطلاق. ولكن عندما نأتي إلى الحقوق فإنهم لايذكرون حتى في ذيل القوائم بل يقولون والاخرون. وكأن هذه المجموعات البشرية التي حافظت على توازن القوى في العراق على مر التاريخ ودافعت عن شرف العراق وساهمت في بنائه بكل تفانِ وتحملت الحصار،هي في حل من اي التزام من جانب الدولة وانهم مجموعات مهمشة لا يقاس على اساسها قياس.
نعم يا سيديا الفاضلين (خدر وحسن)، عندما التقينا السيد غازي الياور كرئيس للجمهورية بتاريخ 12/10/2005، تحدث الرجل بما يملي عليه ضميرة من مدح وكونه أقرب من غيرة إلى واقع الإيزيدية. فقد تحدث وكأنه من بين هذا القوم لمعرفته عن قرب بما هم عليه من شهامة ووطنية وانتاج خبز العراق في محنة الحصار. وقد طلبنا من سيادته الشي اليسير الذي يخجل المرء من مطالبته من رئيس دولة ووعدنا به ولكن لم نلمس سوى الكلام جزاه الله خيرا على كلامه. وقبل ذلك كنا قد التقينا السيد جلال الطالباني في 20/4/2004، وكان الرجل أعلى درجة من سابقه في المديح وانهم (الإيزيديين) اهل الثقة وهم اساس الكرد وطلب منا بعض القضايا لكي يلبي مطالبنا ولكنه كان بعيدا عن فعل شي حقيقي واكتفى فيما بعد بالوعود التي عودنا عليه بكل اسف. ثم التقيت السيد إبراهيم الجعفري كرئيس للوزراء بتاريخ 6/2/2006، ولكن ولكون أن وقته كان ضيقا فطلب من السيد موفق الربيعي ان يستمع إلى ما نتحدث به لكي ينقلها له بامانة. وطلبت من السيد الربيعي ان يذّكر السيد رئيس الوزراء بأنه عندما يأتون إلى ذكر فئات الشعب العراقي، فالافضل ان يتم ذكرهم بالاسم لكي يتعود الشعب العراقي على سماع هذا اللفظ ولا يتحسس أو يتعوذ من سماع اسمائهم. بل وطلبت منه ان يذكروا مكونات الشعب العراقي في مادة التربية الوطنية لكي اهل البصرة يعرف عن اهل الموصل بشكل اكثر وبتفصيل ادق وفهم وطني اوسع واشمل مما وقع على سمعه من صفات غير حميدة. لابل ذهبت إلى ابعد من ذلك وقلت اتمنى ان تزور منظمات المجتمع المدني من النجف وكربلاء مناطق الايزيدية ويتعرفون عن قرب على واقع بعضهم البعض ومن ثم كتابة تقارير وعقد ندوات في هذا الشأن لكي يتعرف المجتمع من خلال هذه النشاطات على البعض.
ولكن اين الخلل؟ ومن يترأس الخلل؟ ومن يتستر عليه؟ ومن يغذية؟ ومن يستفيد منه؟ ومن يحجب طريق التفاعل الايجابي؟ فإذا لابد من وجود سبب لكل ما يحصل ولابد أن يكون هذا السبب من الاسباب الفعالة في الدولة كونها قادرة على حجب الحقيقة وابراز جانب الزيف فقط. والكلام في هذا الشان يتطلب مجلدات لما يعاني منه الاقليات إضافة إلى عموم الشعب العراقي في زمن (الديمقراطية). فصدام حسين لم يقل بأنني ديمقراطي في حياته، ولهذا لا يعاب عليه إذا لم يتصرف بديمقراطية. أما بأسم الديمقراطية يقتل الشعب وتنتهك الحرمات والحقوق الاساسية للإنسان، فهي الكارثة بعينها. فهل الرشوة قلت عن السابق؟ وهل المحسوبية ذابت في الوضع الجديد؟ وهل الفساد الاداري والمالي والاجتماعي انخفض عن السابق؟ وإذا كان في السابق صدام وحاشيته يسرقون وينهبون، فاليوم اي رئيس وحدة إدارية في اي مكان في العراق يختلس أكثر من كل حاشية صدام. لسنا نقول في هذا بأن السابق كان جيدأ ولكن عندما نقارن وتقول شي ونتيجة الواقع شي آخر، ونتهم غيرنا ونتصرف بحيث ندفن حقائقك المرة في قبر غيرنا، فلا يمكن القبول به وهضمه.
بعد خمس سنوات نرى بأن اي وزير او مدير عام أو عضو في حزب أو متعاقد يختلس من مال الدولة، فالتهمة والكلام جاهزان، يقولون بأن هذا الشخص كان من بقايا الصداميين. وهذا الكلام قيل بحق الدكتور اياد علاوي ايضا بعد خروجه من رئاسة الوزراء. طيب، من عين هذا الشخص الصدامي في هذا الموقع؟ ولماذا راضي الراضي يدلي بتصريح من على منبر الجزيرة في الذكرى الخامسة للعدوان على العراق وهو (رئيس هيئة النزاهة) ويقول بأن ثمانية مليارات دولار غير موجودة في سجلات القيد. وقال أيضا بان احد رؤساء الاحزاب اخذ مليون دولار على اساس يجمع قطع الاسلحة من جيش المهدي في مدينة الصدر ولكن بعد مدة تبين بأن هذا الشخص اشترى بهذا المبلغ عقارات في لندن. وعندما قدم رئيس هيئة النزاهة تقريرا بالحال إلى رئيس الوزراء رفض الآخير التحقيق في الامر –على ذمة راضي الراضي. فكم من الاقليات مشتركين في هذا الدمار في العراق ما بعد نظام صدام حسين؟ ولكن كم دفعوا الثمن غالي من حياتهم ومستقبل اولادهم والنتيجة هي التشريد والتهجير والاستخفاف بعدما كانوا يقولون بأن حقوق الاقليات هو مقياس تحقيق الديمقراطية في اي بلد بالعالم.
فالاحصائية التي اجريتها باسم رابطة المثقفين الايزيديين وهي على قدر امكانياتنا المتواضعة بلغ فيها عدد الشهداء (570)، عدد الجرحى اكثر من (1000)، عدد الايتام فاق (650)، منهم أكثر من 200 فقد كلا الابوين. عدد المحلات التجارية التي دمرت في القحطانية والجزيرة بلغت 149 محل تجاري بما قيمته التقديرية على اقل تقدير 9 مليار دينار. تحطيم 101 ألية زراعية وسيارة شخصية، اكثر من 200 ارملة، تدمير البنية التحتية التي لم تكن اساسا. فاق عدد المهجرين الالفي عائلة. تدمير القرى بالكامل في سنجار ونهب الممتلكات والاراضي الزراعية والابار الارتوازية. هجرة الكفاءات والعقول التي تعتبر خميرة الايزيديين إلى الخارج بعد فقدان الامل في البلد الام.
إذن ماذا نقول بعد كل هذا الذي جرى على رأس الايزيديين لوحدهم وهذا قليل من كثير لم نستطع ان نقوم باحصائه؟ أنقول بأننا بخير لمجرد ازحتم صدام حسين؟ ومن الذي استفاد من إزاحته؟ اليس نفس الذين كانوا مستفيدين منه هم الان في دفة السلطة وبتعيين من هذه الاحزاب وتولولون ليل نهار على بقايا الصداميين هم من وراء كل الخراب؟ انه شي محير حقاً. ولكي لا نطيل عليكم الحديث، فإليكم الاحصائية بالاسماء لشهداء الايزيدية بقدر ما استطاعت رابطة المثقفين الإيزيديين من جمعها وتبويبها وارسالها إلى مراكز العالم المختلفة والمهتمة بحقوق الانسان للحفاظ على حقوقها لاننا لم نعد نثق بحكوماتنا في الحفاظ على امننا وتاريخنا وحقوق مواطنتنا.




علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين
ناشط في مجال حقوق الانسان
القاهرة فيي 7/7/2008

0 التعليقات: