اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


بداية نهنيء أنفسنا ونهنئكم على هذه المبادرة القوية في وقتها الحساس والمهم، وعلى الرغم من تأخر وقت الاعلان ولكني قلت في مقال سابق (Never Say late to Start)، أي بمعنى لا تقل بأن الوقت متأخر ما دمت قد عقدت العزم. فعن طريق تكثيف بعض النضال وإمكانية استثمار الفرص المناسبة، يمكن اختصار الزمن وارجاعه إلى الوقت المناسب حتى لو تأخر بعض الشيء عن موعده المناسب في الطرح.
لقد جاء البيان مركزاً وملخصاً، بل ومستوعباً لكل ماحصل ويحصل في الصميم من خلال الحقائق وتشخيص الواقع بكل تداعياته وسلبياته بشجاعة السياسي الواثق من نفسه في طرح مشروعه السياسي المولود طبيعياً. فإننا إذ نرى من جانبنا بأن أي مشروع إذا ما استند على وقائع ومعطيات على أرض الواقع وانطلق القائمين عليه من معاناة المظلومين وبعفة ونزاهة، وإذا ما شعر المجتمع بأن للشخصيات المؤسسة له باع نزيه في الحياة الاجتماعية، فبكل تأكيد سينال المشروع تأييداً ودعما قويا. وليكن في حساباتكم بأن الجماهير هي المادة الاساسية لأي نضال، وعلى الصفوة أن تحسن طريقة التعامل وتعبئة تلك الجاهير للأهداف التي رسمتها لهم.
لنرَ ما آل إليه مصير الاحزاب عامة في منطقة الشرق الاوسط، ولماذا فشلت جميعها؟ وما هو سبب ذلك الفشل؟ فالسبب الاساسي هو الغموض وعدم الاتيان بمشروع سياسي-خدمي متكامل. وحتى إن أتت بمشروع فلا يتعدى الوعود البراقة والتي تفوق طاقتها في تحقيق تلك الوعود فتقول الكثير وتعمل القليل. حيث كانت وعود فقط لكسب الجماهير وبالتالي الفشل في تحقيق الحد الادنى منها، ومن ثم نقض تلك الاسس والوعود بمجرد الحصول على السلطة أو بعض المكاسب. فتتحول من حزب سياسي نما وارتقى على دم الشهداء وأكتاف الابرياء، إلى تجمع فئوي يخدم مصالح الانتهازيين والمفسدين أو في أفضل الاحوال يتحول إلى حزب ديني متطرف يجتر الماضي بكل تخلفه بحيث يتحول إلى عامل معرقل للواقع وما يحصل للبشرية من تطور وتقدم. إذن هكذا فشلوا، وهكذا سيفشلون مالم تكن حسابات البيدر توافق حسابات السوق.
تعالوا نناقش وضع الاحزاب في الغرب الديمقراطي، ولماذا تنجح في الانتخابات احزاب لاتملك سوى بعضعة آلاف من المنتمين إليها في وسط الملايين من البشر؟ السر فيه هو البرامج التي تاتي بها تلك الاحزاب لتحقيق مصالح الشعب العليا وخاصة الخدمية منها لانها دول مستقرة سياسياً وإداريا واقتصادياً والمواطن فيها بحاجة للمزيد من الخدمات الاساسية والنوعية التي تلبي متطلبات حياته. لذلك نرى بأن البيان التأسيسي لحزبكم فيه معالجة وافية لواقع الحال وقد اتصلنا بالعديد من الاشخاص واستطلعنا آراءهم، فكان الجميع مرتاحين لما ورد فيه ولكن تأكدوا بأن الناس سوف تتأنى في الرد والانتماء، وليس في هذا خطأ معين لان البعض يتصور بأن هذا البيان ربما قد أتى من جهة معينة لبيان وجهات تفكير الناس واتجاهاتهم وبالتالي سوف لن يعلنوا عن مواقفهم بسهولة كما كان يحصل في السابق بعفوية وعاطفة الانتماء إلى الدين أو القومية لحين التعرف على الحقيقة. فلا يمكن تصور حزب يعمل في وقت تتلاطم فيه الاهداف والمصالح ولا يعلن عن نضاله بشكل علني لتتعرف عليه الناس وتحدد على ضوء ذلك ماذا تقرر أن تفعل حياله.
ولكي لا نطيل عليكم من الوعظ والارشاد، فإنني أرى مناقشة النقاط التالية لأهميتها في تصوري المتواضع:
الانتباه إلى استخدام مصطلح "الشعب الايزيدي"، فعندما تقول الشعب الايزيدي عليك أن تفهم بأنك ستواجه أسئلة كبيرة في هذا الشأن لأن الشعب يجب أن يمتلك مقومات الشعب وهي موجودة في المجتمع الايزيدي ولكن بحاجة إلى توضيح وتثبيت الاركان والمقومات (الارض، التاريخ، الجغرافية، اللغة، التراث، والقومية) التي تثبت إنه شعب فعلا. فإذا أعلنتم عن الجانب القومي وأقريتم بكردية القومية الايزيدية، عندها ستواجهون مشكلة تسمية الشعب الايزيدي لانه لا يعقل شعبين بقومية واحدة في محيط دولة واحدة لمجرد الاختلاف في وجهات النظر السياسية. أنا لا أعلم ماذا في حساباتكم في هذه النقطة، ولكنها ستكون محور الكثير من الجدل العميق الذي قد يعرقل الكثير من عملكم السياسي.
أرى، وكما قلت بأن البيان سيلقى ترحيباً كبيراً من مختلف فئات المجتمع الايزيدي وفي جميع المناطق وتشجيعاً ودعماً قويا وخاصة من الفئات المثقفة منه.
أتمنى أن يكون قد تم الاتصال بالقيادات الميدانية الامريكية والبريطانية، أو ان يتم الاتصال بهم إن لم يحصل لحد الان لأهمية ذلك، حيث إن الامريكان كانوا دوما يؤكدون علينا بتأسيس كيان سياسي لكي يستطيعون تقديم الدعم للإيزيديين من خلاله.
أتمنى أن يكون قد تم الاتصال بالإيزيديين في كل من سوريا وتركيا وجورجيا وارمينيا أو أن يتم الاتصال بهم لاحقاً، وكذلك الجاليات الايزيدية في دول المهجر كافة لأن الحزب يجب أن يكون مدافعاً عن جميع الايزيديين لكون معاناتهم واحدة وخاصة سوريا لما فيها من وضع سياسي قابل للتغيير وما يعاني منه الايزيديين هناك بنفس الوضع مع الوجود الكردي الذي يتعامل مع الايزيدية بذات اسلوب الاحزاب الكردية في العراق وكذلك بسبب تغيير الهوية الدينية وكونهم مسجلين في مراكز النفوس على انهم اسلام.
أتمنى أن يحصل اتصال مع الاحزاب المعتدلة السنية والشيعية العاملة في الساحة العراقية وبعض الشخصيات المستقلة مثل الدكتور كاظم حبيب وتيسير الالوسي وسيار الجميل وزهير كاظم عبود وبعض البرلمانيين لأن العمل بدون دعم تلك الاحزاب والشخصيات وكسب ودهم وعطفهم لن يكتب له النجاح المنشود، وخاصة يجب الاستفادة من دعوة الدكتور الالوسي قبل فترة قصيرة بشأن وضع الاقليات الدينية والعرقية في العراق.
كنت أتمنى لو لم تذكروا في بيانكم بأنكم تودون الانظمام إلى أقليم كردستان لعدة اسباب منها: ليكون البيان ورقة ضغط مجهولة الهدف من جانبهم على الاقل لكي يبحثوا هم عنكم وبالتالي تستطيعون فرض بعض المطاليب السياسية. ومن جانب ثاني لكي لا تثار حفيظة العرب وبقية الاحزاب العاملة على الساحة السياسية والابقاء على شعرة معاوية واختيار الانسب على ضوء المستجدات. ولكن في جميع الاحوال فإنكم بينتم الاسباب في حالة الانضمام فلا باس من عملكم لأنكم تصرفتم بحكمة حول هذه النقطة، ولو في رأيي وفرتم الكثير على الاحزاب الكردية في هذا الشأن بالذات لأن الاحزاب الكردية تعد المصدر الاساسي لمعاناتنا وسد الطرق على اية نهضة إيزيدية مع الاسف.
لابأس من انكم قد استشرتم سمو الامير تحسين بك بالامر على الاقل سراً لكي تفهمون موقفه وهو بالتأكيد موقف مهم وقد يكون مؤيد للفكرة من حيث المبدأ وهو ما أعرف عن توجهاته السابقة مع الحركة الايزيدية، ولكن لا يستطيع الاعلان عن توجهاته بصورة علنية. كما أن مخاطبة جميع طبقات الشعب لها نفس الاهمية في هذا الوقت لأن قيمة كل منها تكمن في اداء دورها لمرحلة معينة من زمن النضال. حيث يجب التحسب لتبدل مراكز التناقض الاساسية، أي يجب عدم إهمال اية فئة في الوقت الحاضر لحيوية الادوار التي ستؤديها في المستقبل. فالقوى السياسية الكردية ربطتنا بواقع اقتصادي مميت وفي نفس الوقت عطلت باقي الجوانب الفكرية والاجتماعية ووجهتهما، بتعمّد، توجيهاً سلبيا مما انعكس بعمق في تأخير المجتمع الايزيدي وانحلاله اخلاقيا واجتماعياً وفكريا، أي انهم جعلوا من المجتمع أن يمشي على رأسه بدلا من السير على قدميه. وهنا لابد من التفكير في الاتجاه الثلاثي بالتوازي مع بعضه وهي (الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والفكرية) للمجتمع.
أتمنى أن يحصل تعاون بينكم وبين الحركة الايزيدية من اجل الاصلاح والتقدم "جناح وعد حمد مطو" لما يحمل من بعض المرونة والايجابية في الفكر وتقديرا لما قاموا به من عمل خلال الفترة الماضية. ومهما تكن انتقاداتنا لهم فإنهم كان يجب أن يكونوا بهذه السلافة لانهم كانوا يواجهون خصمناً سليفاً ومتعجرفاً ولو لم يكونوا كذلك لفشلوا من وقت ابكر من هذا الذي وصلوا إليه ولا ينكر عملهم على مدى السنوات الخمسة الماضية من اتصالات ومقابلات ككيان سياسي دخل الانتخابات ومسجل رسمياً في الساحة السياسية العراقية، فلا يجوز إهماله.
كما تعلمون فإن حزبكم جديد على الساحة وبحاجة إلى دعم بقية الاقليات التي سبقتكم إلى الواجهة مثل الحركات والاحزاب الكلدوآشورية والشبك والتركمان والفيليين والصابئة المندائيين ومجلس وبرلمان الاقليات في العراق. وخاصة الكلدواشور والشبك لانهما يمثلون قوة كبيرة ولهما من يساندهما سياسياً، وايضا يطالبون بسهل نينوى وإقامة حكم ذاتي، بهدف تقوية المطالب لكي يأخذ الموضوع بعداً محلياً ودوليا أكثر جدية حيث أن الاحزاب الكلدواشورية قد قطعت شوطا متقدما في هذا الشأن لانني على اطلاع مباشر عليه. ولكن يجب العمل بحذر مع الاحزاب الكلدواشورية بالذات كونهم لا تختلفون عن الاحزاب الكردية والعربية فيما إذا اصبح الموضوع بينكم وبينهم لأنهم ماكرون مثل غيرهم ويستغلون الفرص الضائعة للنيل من المقابل وهنا اتكلم عن تجربة حية حصلت معنا في الموصل وأخرى عن مديرية الاوقاف التي تم انشاؤها في بغداد وكيف استولوا على كل شي من حيث الادارة والتمويل.
دعم تشكيل مجموعة من المنظمات غير الحكومية المعنية بحوق الانسان والمراة والطفولة والشباب والعجزة وفي مختلف مناطق انتشار الايزيدية، ومن ثم تشبيكها في شبكات لكي يتفعّل دورها التنموي ومطالبة المنظمات العالمية بتقديم الدعم لاقامة بعض المشاريع الخدمية وورش العمل وتوعية المجتمع مع الاهتمام المتوازي بالتعليم والاقتصاد كونهما الحجر الاساس في اية عملية تنموية للمجتمعات لانتشالها من التبعية الفكرية والاقتصادية.
أتمنى أن يتم التركيز على العنصر النسوي في القيادات الحزبية وايلاءه أهمية قصوى للحفاظ على موازنة النوع الاجتماعي في العملية السياسية لانه عنصر اساسي وغاية في الاهمية بالنسبة للمجتمع الدولي وفهمه للديمقراطية الحقيقية.
هل فكرتم بمصدر التمويل واليته وكيفية الحصول عليه؟
نتمنى أن نسمع عن المؤتمر التأسيسي بصدور بيان رزين ومتوازن ويعالج الامور بعقلانية وواقعية واختيار الكلمات التي لاتثير حفيظة اية جهة للحفاظ على التوازن قبل الوقوع في شرك اية جهة سياسية والتحسب للتدخل الخارجي والتأثير على البيان الختامي لاهميته.
في حال عقد المؤتمر التأسيسي في اوربا، لابأس من دعوة بعض الشخصيات السياسية المهمة والمنظمات الدولية التي لها ثقل عالمي وخاصة منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش والاتحاد الاوربي لكي تكون شاهدا ومؤيدا للعملية السياسية إن أمكن هذا. أما في حالة الانعقاد في داخل الوطن، فيجب دعوة قوات التحالف وممثلي الامم المتحدة إليه. ولكم منا كل الدعم والتأييد والعون.
تحديد الاتجاه القومي للشعب الايزيدي بكل وضوح لكي لا يدخل في مطبات واتجاهات وتجاذبات فكرية متناقضة. وأرى بأن الإعلان عن القومية الكردية شيء أساسي لعملكم لانه مطلب الغالبية العظمى من الايزيديين، ولكن يشار في النظام الداخلي إلى أن لكل فرد الحرية في اختياراته الشخصية لكي تتجنبوا المجابهة مع الحركة الايزيدية وتضعفون من موقفها في هذا الشأن لكون هناك من الايزيديين الذين لهم مطالب قومية إيزيدية يجب احترامها حسب اختياراتهم الشخصية. وفي ذات الوقت يجب إفهام السياسيين الكرد أثناء المفاوضات التي ستجري بأن التوجه القومي الكردي للإيزيديين لا يعني الذوبان في الجانب القومي على حساب الخصوصية الدينية.
إذا ماتم تحديد الاتجاه القومي الكردي، ماذا سيكون وضع التفاوض مع الاحزاب الكردية بشأن مستقبل التعايش في كردستان وحقوق الايزيدية ضمن هذا التعايش من حيث الوظائف والمواقع الحساسة وخاصة الدبلوماسية والسياسية منها؟
هل فكرتم فيما إذا لم يحسم الأمر لصالح الانضمام إلى اقليم كردستان؟
وتقبلوا تقديرنا واحترامنا.


علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين
القاهرة في 7/9/2008
rashoali@yahoo.com

0 التعليقات: