اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


السيد عدنان المفتي/ رئيس برلمان كردستان المحترم.

تحية طيبة وبعد/
يعد البرلمان، كما تعلمون سيادتكم، واحداً من أهم الحلقات السياسية التي تلجا إليها كل جماعة أو جهة شعرت أو تشعر بالغبن تجاه مسألة معينة، وذلك لما له من قدسية وكونه مختار من قبل الشعب ليكون أميناً على مصالحة العليا فيما لا يتعارض مع المصلحة العامة. اليوم تطالب حكومة الإقليم بانضمام مناطق الإيزيدية إليها على أسس معينة، وكون هذه الأسس واقعية وممكنة التحقيق سياسياً، إلاّ أنها قد لا تنتهي بنهاية موفقة فيما إذا لم تقترن باحترام الجهة أو الأرضية التي ستطبق بحقها الانضمام. ومن خبرتي مع هكذا كتابات، فسوف يتم تفسير قولي هذا على أساس سلبي، وأن كاتب الرسالة له نوايا غير صحيحة تجاه كردستان كما فسرها السيد قائممقام سنجار، مع الأسف، عندما تقدمنا بطلب القيام بمظاهرة سلمية على خلفية أحداث الشيخان.
عليه أرجو أن يتسع صدركم الكريم لسماع ما يجري على أرض الواقع، والتعامل مع الأحداث بنظرة واحدة. فعندما تحدثتم مع السادة الدكتور دخيل سعيد والدكتور ممو عثمان والسيد عامر عيدو في موضوع قتل دعاء، ووصفتم بأن "جريمة قتل الفتاة الايزدية "دعاء" بجريمة ضد الإنسانية وضد الكورد والشعب العراقي, مؤكدا ضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية من قبل الجهات المعنية بالشأن" . نقول كلنا معكم في هذا الشأن، بل نشدد على ذلك. ولكن أليس من حق الإيزيدية عليكم بالذات أن تنددوا بهذا الكم الهائل من التشهير من قبل الإعلام الكردي وما تبعه من انتهاك صارخ بحق مجتمع وديانة كاملتين، وما ترتب على ذلك من قتل للأبرياء وضياع فرص التعليم لأكثر من 1000 طالب جامعي وما تبعها من ترك فرص العمل وما رافق ذلك من مشاغبات؟ وهل يختلف هذا الأمر عن ذلك الذي حصل بحق شوبو علي رؤوف؟ ثم هل أن حادثة قتل دعاء هي أهم من قتل أكثر من 500 امرأة بقضايا غسل العار في كردستان خلال عام 2006؟ وأريد أن أقول هنا بأن الموضوع لا زال يتفاعل الآن تحت رماد نار هادئة وبشكل أخطر مما كان في العلن. والدليل هو ما يجري بحق المسافرين الإيزيديين في نقاط التفتيش في عموم كردستان ومع باعة الملابس والمطاعم والفنادق وسيارات الإجرة، حيث تعرّض أكثر من شخص إلى إهانة، بل وبصق على هويته في السيطرات الرسمية عندما تأكد لهم بأنه إيزيدي.
لقد قتلت المراة الكردية شوبو علي رؤوف من كويسنجق على اثر مشاهدة زوجها عدة أرقام في جهازها النقال، وكان القتل بنفس الطريقة الوحشية التي تم بها قتل دعاء وتم رميها على في العراء، ولكن لم تتحرك ضمائر المهتمين بحقوق الإنسان والمنظمات النسوية التي أقامت الدنيا ولم تقعدها في كردستان بخصوص موضوعة دعاء، ولم تشر أية جهة رسمية أو شبه رسمية إلى ذلك، ولم نسمع سوى استغاثة والدها بتقديم الجناة إلى العدالة. إننا لا نريد أن تتسع الشروخ فيما بين الفئات الاجتماعية لأنها من أخطر ما يمكن أن تجابه المسئولين وخاصة تلك التي تتعلق بالعقائد الدينية. أملنا كبير أن لا يتعمق الجرح وتسمع قياداتكم الرشيدة إلى ما يجري على أرض الواقع وأن لا يأخذكم الغرور لأن القوة الفنية لا تحل جميع المشاكل. لقد نقلت نفس هذه الصورة إلى السيد مسئول الفرع في سنجار، ولكنني لا أعتقد بأنه قد أخذها على محمل الجد لأنه استمع إليها من شخص لا ينتمي إلى حزبه السياسي. ولكم الشكر.

علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين في العراق.
ناشط في مجال حقوق الإنسان
سنجار في 29/5/2007


0 التعليقات: