اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


إستكمالا لما تم نشره قبل اسبوعين حول مفهوم الامن القومي الإيزيدي إلى أين، لا بأس من وضع آلية عملية لتفعيل المطالبة بأمننا القومي ومستحقاتنا في بلد يعج بالطوفان الطائفي، ولا بد من توضيح أكثر لكي تتكامل الصورة حول هذا الموضوع الحيوي. ففي الوقت الذي نقترب فيه من نقطة اللاعودة في تحديد مصير مجتمعنا، علينا وضع النقاط على الحروف مع الجهات التي لنا معهم نقاش (إن كان هناك مجال باقِ للنقاش)، في هذا الشأن عرباً كانوا أم أكراد إذا كان هنالك من يستعبرنا، قبل فوات الاوان لكي لا نعض الاصابع ندماً على ما سيحصل في الآتي من المستقبل. وليس في هذا عيباً أو نقصاً في الولاء كما قلنا سابقاً، لأننا سنكون أمام مفترق تاريخي نتحمل مسئولياته الاخلاقية على امتداد الزمن.
إن موقعنا الجغرافي هو في حلق المدفع من الطرفين، ولم يثبت لحد الآن مع أحد هذين الطرفين النية الصادقة تجاه الإيزيديين ومستقبل التعامل معهم لكي نطمئن إليهم بدون ضمانات مكتوبة، وهذا الأمر يعطينا الحق والفرصة لنقول كلمتنا فيه. ولا زال الاعتماد على السياسة الكردية تشوبها الخطر لكونها هي الاخرى فشلت في تأمين الأمن القومي الكردستاني سواء كان ذلك مع دول الجوار، أو على مستوى الداخل العراقي، أو حتى على مستوى الداخلي الكردستان نفسه، ليس لانه لا يحصل فيه تفجيرات، وإنما لما هو حبلى بالمتغيرات المستقبلية . لذلك لابد من وضع الترتيبات واللمسات الاخيرة على نوعية التعامل معهم والنطق بما يؤمن أمننا القومي. ولكي يكون كلامي اكثر توضيحاً، يجب على القيادات الإيزيدية أن تقول كلمتها الفصل في زمن لا يتعدى الثلاثة أشهر المقبلة لتكون على بينة من نية كل طرف لكي تحدد، ماذا عليها أن تقرر؟
إن مثل هذا الأمر لا تحله فقط القيادات الدينية والعشائرية، ولا الكلمات والامنيات ما لم يتشارك الجميع بالراي، الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية والمراة والمثقفين بالدرجة الاساس لتحديد الافاق المستقبلية بدون خوف أو نفاق. وفي رأيي، فإن هذا لا يتحقق من دون عقد مؤتمر رسمي (لإنه البديل الوحيد عن الحزب السياسي المؤهل لفرض الرأي)، يضم نخبة من كل طرف مما ذكر وبتمويل من المجتمع الإيزيدي ولا بأس من مفاتحة القيادات الكردية و بعض المنظمات الدولية المهتمة بالشأن الإيزيدي للتمويل والمشاركة فيه، على شرط أن تكون من غير فرض وصايا من قبل الممول، إن حصل. ولكوني المبادر إلى طرح الفكرة، فإنني أتبرع من الآن بمبلغ 300دولار لهذا النشاط، إذا نجح، واقترح فتح رقم حساب على أن لا تتجاوز فترة جمع المبلغ مدة شهر. ومن ثم إعداد مسودة من خلال لجنة يتم اختيارها ليس على اساس التحزب لجهة معينة وتكون ذات توجه نزيه بعيد عن التطرف والتعصب الديني والقومي. واضعين المسئولية الاخلاقية في المقدمة ومن ثم الدخول في المجال العملي بعد أن هيأت الجوانب النقاشية والكتابات النشيطة التي ساهمت بشكل فعال في بلورة الرأي ورشحت الأمور لمثل هذا النشاط من خلال النقاشات على الصحف الالكترونية.
وأقترح بأن ينعقد المؤتمر في المانيا أو بلجيكا ولمدة يومين، وتكون اللجنة برئاسة د. ميرزا الدنايي وعضوية كل من السيدات والسادة التالية: جهور سليمان وهدية خلف ووسام جوهر وزهير حاجي وعروبة بايزيد وخضر دوملي وقولو خديدا وصبحي خدر حجو، وأي عدد آخر ترتأية اللجنة بإضافتهم أو حذفهم من وإلى اللجنة، أو تغيير مواقعهم.
أما اللجنة التحضيرية للمؤتمر فأقترح؛ كل من السادة: د. خليل جندي رئيساً وعضوية كل من السيدات والسادة التالية: هوشنك بروكا وحسين حسن نرمو وغانم سمو مرعان وسندس سالم النجار وبير خدر جلكي وسرهاد باعدري.
إن هؤلاء الذوات هم باقتراح مني فقط، علماً بأني لا أعرف العدد الأغلب منهم شخصياً ولا توجهاتهم السياسية، وهي أمور خاضعة للمناقشة والزيادة والنقصان حسب المناطقية والمواقع الجغرافية لسكنى الإيزيدية كونهم أدرى بما في مناطقهم أكثر من الآخرين، مع ابداء الراي فيهم. ولكن أرجو ان تكون المناقشات بعيدة عن الشخصنة والبعد الشخصي في العلاقات واعتبار المصلحة العليا فوق كل هدف شخصي.
وفي حال الوصول إلى اتفاق ولكي يكون للجميع راي في المستقبل الإيزيدي، اقترح توجيه الدعوات إلى المدرجة في الآتي من السيدات و السادة: تمويان من ارمينيا، وخالد جعفر وعلي حمو رئيس مركز لالش الاجتماعي والثقافي من سوريا (على أن يتحمل إيزيديي سوريا مصاريف سفرهم وإقامتهم)، وعدد من الشخصيات المهمة من إيزيديي العراق، وزهير كاظم عبود من السويد، ودانيل سريور (نائب رئيس المعهد الامريكي للسلام) من امريكا، وديمترينا بتروفا (المديرة التنفيذية لمنظمة Equal Rights Trusts) من بريطانيا، ومارك لاتيمر (رئيس قسم الاقليات في منظمة العفو الدولية) من بريطانيا، وباتريك تومي مدير برامج الشبكة الدولية لحقوق الانسان في ايرلندا، وجولي من المركز الاوربي للتوثيق والبحث من بلجيكا، والسيد ظافر الحسيني (UNAMI) من العراق، وممثل للحكومة العراقية وآخر لأقليم كردستان يتم أختيارهما من قبل اللجنة المشكلة، ممثل رابطة المثقفين الإيزيديين، ممثل رابطة التضامن والتآخي، ممثل مركز لالش، ممثل لجنة الدفاع عن حقوق الايزيدية، ممثل عن الحركة الإيزيدية من اجل الاصلاح والتقدم، ممثلين عن البيوت الإيزيدية في المهجر والسيد ميرزا اسماعيل من كندا، السيد دخيل شمو من امريكا، ممثل مجلس الاقليات العراقية وآخرين يتم اختيارهم من قبل اللجنة المشرفة. وممثل للأمم المتحدة والاتحاد الاوربي وقوات التحالف لكي يصبح المؤتمر تحت غطاء شرعي لتكون توصياته ملزمة من الجانب الإيزيدي ومعترفة من الجانب الدولي والمحلي الرسمي. وباعتقادي، فإن محاور المؤتمر تكون في ثلاث نقاط أساسية:
العلاقة مع الجيران من العرب تاريخياً وتكلف بها مجموعة باحثين نزيهين ويتم فيما بعد تحديد العلاقة على ضوء دراسة الواقع بما فيه التحديات المستقبلية للخصوصية المناطقية. .
والعلاقة مع الاكراد تاريخياً ايضاً وبنفس الروحية المذكورة وبنفس الطريقة والآلية.
وعلى ضوء لجان العمل وما تصل إليه من توصيات بعد اليوم الاول من النقاشات والمداخلات، يثم تحديد مصير المجتمع الإيزيدي بحيث يتوكل على الله في اتجاه معين ليتحمل مسئوليته على عاتقه. ولكن بالطبع بعد ضمانات مكتوبة واستحقاقات مادية بشهادة المراقبين والامم المتحدة والحكومة العراقية وقوات التحالف. بحيث نقول للقيادة الكردية إننا معكم في المصير ولكن بالشروط المرفقة مع الطلب، وإلاّ فإننا سنصوت مع الحكومة المركزية. عندها سيبين الغث من السمين وكفانا لوماً للآخرين ونحن ساكتون على مضض.
إن هذه الاقتراحات هي مبادرات شخصية من عندي، وهي ليست فرضا على اللجان ولكن لاهمية دور هذه الشخصيات في العالم وامكانيتهم في تفعيل دور المؤتمر واحتمال قيام البعض منهم بالمساهمة في التمويل.
فاليوم بيدنا الكثير لكي نفعله (فيما إذا لا نتعامل مع واقعنا كالنعامة)، وبإمكاننا فرض الاستحقاق على اية جهة منهما لما نتمتع به من موقع جغرافي وما نمتلكه من عمق سياسي وعدد النفوس مع توفر الظرف والفرصة الملائمتين للإستغلال، لاّن الحياة فرص واستغلالها ليس معيباً وخاصة في مثل هذه الظروف المهلكة في تحدي المصير. ويقيناً إذا فاتت هذه الفرصة أيضاً، ستكون النهاية الكارثية لمستقبلنا وعندها لا يحق لأحد بأن يقول لقد انخدعنا، حيث سنكون نحن الذين يخدعون انفسهم ولا نحتاج سوى أن يقرأ شيخ علو الفاتحة على مستقبل شي اسمه الإيزيدية ولكم مني التحية والعرفان. اللهم أشهد، وسأحتفظ بهذه الوثيقة إلى الأبد لتكون شاهداً حياً على كل من يريد عرقلة العمل الجدي لهذا المجتمع.


علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين
القاهرة في 17/3/2008

0 التعليقات: