اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


تجري في هذه الايام الاستعدادت في عموم العراق على قدم وساق لإنجاح العملية الانتخابية التي يؤمل منها الكثير، خاصة بعد فترة ظهرت فيها الكثير من المواقف ونصاعة معدن الاعضاء السابقين. فليس جميعم كانوا غير جيدين، وليس جميعهم غير كفوئين ايضا، وإنما كانت الظروف والملابسات والاحداث اقوى منهم في تحسين صورتهم والاتيان بما وعدوا به. وبهذا فهم سوف يغادرون مقاعدهم ويتركونها لغيرهم مشكورين مهما كان راي البعض منا في بعضهم، لانهم تحملوا الوضع الامني بصعوباته، وقد ضحى الكثير منهم بارواحهم من أجل العمل والخدمة في سبيل وطنهم، وهذه هي سنّة الحياة. وبذلك ستسنح الفرصة أمام اعضاء جدد، وسيتم انتخابهم وهم قد شاهدوا العملية السابقة ووقفوا على الاقوال والافعال. فوقفوا على الاقوال من جانب الشعب واتهامهم للبعض الكثير منهم بالتقصير وعدم أداء الواجب كما يجب حسب رؤيتهم. وكذلك أفعال الاعضاء الذين كانوا يشغلون العضوية ولم يقدموا ما يريح الضمير والاداء الواجب عليه تحقيقه.
فالمطلوب منا جميعا هو حشد الدعم لهذه العملية وعدم الحديث عن الاقلية والاغلبية والقومية والدين، بل تشجيع الافضل من بين المرشحين. فببساطة شديدة سوف يكون موقف الكردي المسلم من منطقته كما هو حرص الايزيدي الغيور عليها من حيث الدفاع عن استحقاقات منطقته وتقديم افضل الخدمات، وهو سيكون نفس شعور التركماني والعربي والشبكي والكلدواشوري والسرياني والكلداني لأن الجميع سائرين في نفس السفينة وعليهم أن يقدموا جميعا برنامجا مشتركا يحرصون به على ما يحقق لمنطقتهم الخير والنماء. وإذا صارت العملية بهذا الاتجاه وشعر الجميع بنفس الروحية، سيعم الخير والتقدم على عموم العراق من خلال هذه العملية واختيار الممثلين الذين يستحقون معاناة الشعب وتضحياتهم.
فهل من المعقول أن يكون المرشح من الاحزاب الكردية في سنجار أو الشيخان مثلا ضد مصالح منطقته في تقديم افضل الخدمات؟ وهل من المعقول أن يقف العربي من سنجار ضد مصالح أهله وذويه وجاره الكردي أو الايزيدي أو التركماني؟ وهكذا نتأمل من الناخبين أن ينتخبوا من بين هذه النخبة الممثلة في المرشحين أفضلهم حرصا على تقديم افضل الخدمات. وهذا لا يعني بأن الذين لم يتم انتخابهم ليسوا بمواطنين صالحين، وإنما هنالك تفاوت في القدرات بتقديم الافضل ونكران الذات وتفضيل المصلحة العامة على مصلحتة الشخصية حسب تاريخ كل شخص وعطائه.
لذلك نقول، هيا ايها الاخيار لاختيار الافضل وساهموا بانجاح العملية السياسية وسدوا الابواب على الارهاب والارهابيين ممن يقتلون الاطفال والشيوخ ويحرموننا من التقدم ويريدوا بنا الرجوع إلى الوراء من خلال تعطيل فرص الحياة وقتل الطموح.
هيا باختيار العنصر النسوي وشجعوهن على الفوز لان وجودهن في الوسط السياسي له الكثير من الايجابيات بتقديم الافكار الاكثر توازنا والابلغ تهذيبا من خلال المبادرات التي تحد من الانفعال الذكوري السلطوي الذي قادنا إلى ما نحن فيه اليوم.
لاتقولوا هذا كردي، أو ذاك عربي، أو الآخر كلدوآشوري، أو الرابع أيزيدي، أو الخامس تركماني؛ وإنما قولوا أيهم الاكثر عطاءً، وأشروا على ايهم الافضل إنتاجاً في تقديم المزيد من الخدمات وتذليل الصعوبات وتقليل وقتل الروتين. وبهذا سيضيفون جهداً خيّراً إلى جهود الدولة بكافة قطاعاتها وفي مختلف مناطق العراق وسيعم الامن والامان والخير والعطاء لكل ابنائه، بأيتامه وأرامله وأبناء شهدائه وحتى بمهجرّيه ونازحيه. فجميعنا نقول علينا اختيار الصح، والعملية هي بايدينا، فعلى مَن اللوم إذا أخفقنا في حسن الاختيار؟ ألسنا نحن المسئولين عنها وبإرادتنا ومعرفتنا؟
كفانا انتقاد وطحن للبعض، كفانا لوم الاخر وزر ما يحصل لنا وهو من صنع ايدينا، كفانا الحفر في الماء، كفانا القول دون الفعل، كفانا نفاق على النفس، كفانا تحميل الانظمة السابقة بانها السبب في مآسينا، كفانا تمزيق اجساد الاطفال الابرياء، كفانا العدد المخيف من الارامل والايتام، كفانا تشريد وغربة، كفانا تهجير العقول والكفاءات، كفانا انتهاكات لحقوق الانسان، كفانا تغطية على مايفعلونه الان من نهب وتستر على المفسدين كفانا وكفانا....... وكفانا.
علينا أن نلوم أنفسنا، فنحن الذين صفقنا للخطأ، ونحن الذين صنعنا (الابطال)، ونحن الذين قلنا أكثر مما فعلنا، ونحن الذين نافقنا على نفسنا وعلى البعض، ونحن الذين مزقنا أجساد أكبادنا ورمّلنا نساءنا بأخطائنا وصفاقة اختيارنا منذ بداية الدولة العراقية ولحد اليوم. ونحن الذين هجرنا عقولنا ليخدموا الاخر في دول المهجر بعدما تعبنا عليهم وخرّجناهم من خيرة الاكاديميات العالمية، ونحن الذين ننتهك حقوق بعضنا، ونحن الذين نقول بأن الاستعمار يريد هذا ونفعله بارادتنا، ونحن الذين يجب أن نغير ونستوعب الدروس من العالم وكيف يتقدم ويتطور ويتعلم ويتعظ من الدروس والعبر. فهل هناك من هم أغبى منا فعلا وسلوكاً بعد كل هذا؟
ولكن لنقل عفى الله عما سلف، ولم يفت الوقت بعد، والمسيرة أمامنا لازالت طويلة وبالامكان إصلاح الخلل أينما وجد، وتحديد السبب في تعطيل العجلة؟ وكيف يتم تعطيلها؟ وماذا يضع فيها من عراقيل؟ لكي نعرف الدواء لذلك الداء ونركب كلنا في سفينة ربانها قائدا شجاعاً غيوراً يقود من غير عنصرية، ومن غير أن يقول هذا احمر أو ذاك أبيض او الآخر من الشمال أو شروكي، أو كريدي، أو كافر، أو عريبان. فالكل كفّر الكل، والبعض كفّر الكل والبعض كفّر البعض والكل كفّر البعض، وكلنا كفّرنا بعضنا على مدى السنوات الستة الماضية، ولكن ماذا كانت النتيجة غير القتل والدمار والتهجير ومزيد من الثكالى والايتام التأخير؟ والآن، ألا يكفي كل هذه الشواهد لكي نتعظ؟ مَن منا استفاد من كل ما حصل؟ والمثل العشائري الحكيم يقول، إن الآتي من الخير هو الاكثر قياسا بالذي فات. فعلينا إذن أن نعبر جميعاً إلى الشاطيء، ونعّبر بعضنا بأمان، عندها سنصبح مواطنين اقوياء، أسوياء، أكابر، محترمين، متعلمين ومتفاهمين. صحيح أن البقعة السوداء في الرداء الابيض تعيبه، ولكن ممكن غسلها ومحوها والتخلص منها. صحيح أن حبة الزوان تشوه منظر ماعون الرز، ولكن ممكن استبعادها بسهولة. صحيح نختلف مع بعض في الافكار والرؤى والتوقعات، ولكن ممكن أن نتفق ايضاً ونجلس في حوارات هادئة مع البعض ونستمع للبعض، ونناقش أمورنا فيما بيننا ونتوصل إلى أفضل الحلول.
وعليه، فإن الامكانيات متوفرة، والقيادات قادرة على الحل ولكنها فقط تحتاج إلى نيات سليمة مسبقا، ولتكن هذه الانتخابات الفرصة المواتية لطرح الافكار والنيات غير السليمة جانبا لكي نفوز كلنا بخيرات بلدنا بدلا من أن تصبح نقمة على رؤوس اطفالنا واجيالنا وينتفع بها غيرنا. فقد بنت الدول ناطحات السحاب، ومصانع الطائرات، وبلغوا الفضاء، وبنوا المصانع، واقاموا المشاريع والمنشآت العملاقة والجامعات االعلمية المرموقة من كنوز كركوك، ولا زلنا نسرق أنابيب نفطنا ونحرق خيراتنا بأيدينا، وكركوك تعيش في تخلفها وتنهش الاطفال أجسام بعضها على مزابل أزقتها.
أليس هذا كفراً بعينه بدلاً من أن نكفّر بعضنا البعض؟ فما الفائدة من نفط كركوك بيد الدولة ولا يستفيد منها الشعب؟ وما الضير في أن تكون ضمن اقليم كردستان وخيرها يعم على الشعب؟ وما فائدة شلالات بيخال وكلي علي بك ومصايف صلاح الدين إذا لم يزرها ابن البصرة والنجف والعمارة؟ وما أهمية بغداد بالنسبة لي كعراقي إذا لم أستطع تنظيم وثيقة رسمية لمجرد انتمائي الديني أو العرقي؟ وما قيمة البلد الذي يبخل عليّ العيش فيه بأمان بعدما قدمت له زهرة شبابي؟ اليس كل هذا من صنعنا؟ الم يحن الوقت لكي نطوي على كل هذا الخراب صفحة ونثقلها بكتل من السمنت الكونكريت، بدلا من وضع تلك الكتل لتفريق الاحياء السكنية عن بعضها، لكي تئن وتموت تحتها وإلى الابد؟ اللهم أن تجعل من هذه الفرصة الانتخابية نقلة نوعية باتجاه الخير والنماء والسعادة وصفاء النفس والقلب والبدن، اللهم آمين ياااااارب العالمين

علي سيدو رشو
القاهرة في 17/1/2009

0 التعليقات: