اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

قبل فترة كتبت مقال قصير تحت عنوان "كيف تموت المجتمعات؟" ولكن الان سوف اقوم بتعديل ذلك العنوان في هذا المكان لأقول كيف تتم إماتة المجتمعات؟
في مثل هذه الاحوال والمناسبات لابد من التفكير بعمق في هكذا نتائج، وتحليل حيثياتها والاسباب والملابسات التي يمكن استنتاجها من حيث؛ كيف حصلت؟ وما هو السبب في هذا التدني في مستوى التعليم؟ ولكي نعلق على هذا الامر وارجو مشاركة الاخرين في هذا التعليق وخاصة التربويين، فلا بأس من ذكر النتائج التي حصلت عليها ثانويات قضاء سنجار عامةً. فكانت النتائج التي ظهرت حسبما وردتنا من مدير إحدى المدارس الثانوية وهو في وضع لايحسد عليه من هول وصدمة ما حصل. كان عدد المشاركين في الامتحان الوزاري لقضاء سنجار هذا العام حسبما وردنا 723 طالب وطالبة، منهم 523 من الفرع العلمي و200 من الفرع الادبي. وكان عدد الناجحين في الدور الاول هو 31 طالب فقط، اي بنسبة أقل من 4% وكان عدد الطلاب الناجحين في كل ثانوية هو حسبما موضح في الجدول الآتي:

تسلسل
اسم الثانوية
عدد الطلاب/ علمي
عدد الطلاب/أدبي
عدد الناجحين/علمي
عدد الناجحين/ادبي
1
خانصور
85
32
3
2
2
حطين
71
-
2
-
3
سنوني
41
-
1
-
4
بيروت
25
35
2
-
5
العراق
34
-
2
-
6
العلا
-
45
7
-
7
سنجار/ بنات
32
22
4
-
8
محمد القاسم
82
-
1
-
9
ثانوية سنجار
68
-
3
-
10
القدس
23
21
4
-
11
تل بنات
25
45


12
القحطانية
29
-


13
النداء
18
-


11
المجموع
523
200
28
3

لقد استفسرت عن هذه النتيجة وملابساتها ومقارنتها مع نفس الثانويات في العام الماضي ومستوى الطلبة لهذا العام من بعض مديري تلك الثانويات باتصالات هاتفية. فقد وردني من مدير ثانوية حطين ما يلي: في العام الماضي ومن نفس الثانوية كان عدد الخريجين 46 طالب منهم 6 تم قبولهم في كليات الطب والصيدلة والهندسة و40 منهم في باقي الكليات والمعاهد والذين وبكل اسف لازالوا يجوبون الشوارع ولم يلتحقوا بكلياتهم بسبب الاوضاع المعروفة.
وفي هذه السنة وحسب توقعاته وما استنتجه من حال الطلبة بعد خروجهم من الامتحانات بأن العدد سيكون افضل من العام الماضي وبنتائج اكثر تفوقا حسب متابعته لطلابه الذين هم في الغالبية من نفس قريته ويعرفهم ويعرف مستوياتهم العلمية. وحسب قوله كان هنالك عدد كبير منهم قد تجاوز السعي السنوي قبل دخول الامتحان ال 95% وهو دليل على تفوق مستوى الطلبة في دراستهم وحرصهم على ذلك المستوى والتفوق. وعندما خرجوا من قاعات الامتحان كانت توقعات غالبيتهم بأنهم سيحصلون على اقل تقدير 90% فما فوق.
إذن ماذا جرى لهؤلاء الطلبة وما هو السبب من وراء هذا التدني لهذا العام؟ هل السبب هو مستوى الطلبة العلمي المتفوق على مدار العام ومن ثم تدهورت فجأةً في يوم الامتحان؟ ولو كان الأمر كذلك، لكان أن يحصل لمجموعة أو قلة من الطلبة في ثانوية واحدة مثلا لظروف قد تحصل لاي سبب كان. أما أن يصبح هذا المستوى لثانويات لها باع طويل في المستوى العلمي وطلبة سنجار المعروفون بمستواهم العلمي المتفوق في كل عام، فهذا أمر يدعو إلى الشك وتدخل معين غير نزيه في إحداث متعمد لهذا الامر. خاصة وقد علمت بان اسماء الطلبة على دفاتر الامتحان كانت مفتوحة بعكس جميع السنوات في تاريخ الامتحانات في العراق منذ عشرينات القرن الماضي ولحد الان بحيث تكون الاسماء على الزاوية العليا من جهة اليسار ومن ثم يتم قص الاسم وترسل الدفاتر بارقام سرية إلى مراكز التصحيح. وبعد التصحيح يتم الصاق الاسماء من قبل لجنة ثانية حسب تلك الارقام لكي يتم التاكد من سرية وحفظ حق الطالب من الغش والتلاعب.
فإذا كانت التعليمات الامتحانية تسمح بان تكون اسماء الطلبة مكشوفة اثناء التصحيح، فهذ السبب لوحده كافِ للطعن بالنتيجة لدى المنظمات الدولية ومنظمة اليونسكو التي تهتم بشئون التربية والتعليم، لان ذلك يعتبر من الخروقات الكبيرة في نظام التعليم ويعرض مصير الطالب لمزاج المصحح وضميره وليس لاستحقاق الطالب وسهره وضياع مستقبله.
أما أن يقال بأن نقل مراكز أمتحان جميع الطلبة من الخارج إلى مركز قضاء سنجار لتلافي محاولات الغش التي يقوم بها المدرسين للطلبة، فليس من المعقول ان جميع المدرسين كانو يغششون للطلبة، وكذلك ليس من المنطق أن جميع الطلبة كانوا يعتمدون على الغش لكي يقال بانه السبب الوحيد والاساسي في هذا الفشل المريع. وإنما يراد بهذه التهمة الجاهزة والملفقة لكي يتم التغطية على ما جرى، وإلا أليس في كل سنة المراقبين من مختلف المناطق وهنالك مدير مركز يضبط القاعة الامتحانية؟ ثم إذا كان يحصل الغش في السنوات السابقة، ماهي الاجراءات التي تم أتخاذها بحق الذين كانوا يسهلون عمليات الغش في قاعات الامتحان؟
لذلك نقول بأن لهذا الامر غاية أخرى غير ما معلن عنها وهي محاولة الابقاء على تخلف هذه الشريحة والاقلية الدينية لتصبح بعيدة عن التقدم والحضارة وتعيش وتجتر التخلف ومن ثم سهولة انقيادها من قبل الاخرين لتحقيق مصالحها على حساب حقها في الحياة الكريمة والمستقبل العلمي لأجيالها الساعدة التي تريد تبوء دورها الانساني والحضاري. وقد بدا من تصريح رئيس لجنة التربية في مجلس النواب السيد علاء مكي بان النتائج كانت مخيبة في محافظات نينوى والرمادي وبغداد وصلاح الدين. أي في محافظات محددة دون غيرها مما قد يستشف منه بأن هنالك تلاعبا في مصير الطلبة في بعض الاماكن دون غيرها لهذا العام بقصد مسبوق.
ويمكن تلخيص أهم اسباب الرسوب حسب ادعاء مديري المدارس هي:
1- التصليح السيء بتعمّد.
2- عدم كفاية الملاك التدريسي وكذلك غالبية المدرسين من الخريجين الجدد ولم يدخلوا دورات تربوية.
3- كثرة العطل الرسمية والمناسبات الدينية والوطنية وحظر التجول.
4- قلة الكتب المنهجية وتأخير وصولها في الموعد المحدد.
5- ازدحام الطلبة في القاعات الدراسية حيث يصل العدد احيانا 60 طالبا في الشعبة الواحدة.
6- الوضع النفسي للطلبة وقناعتهم بعدم امكانية تواصل دراستهم الجامعية بسبب الوضع الامني وتهديد الارهابيين لطلبة الاقليات الدينية والمذهبية في البلد.
7- عدم غلق اسماء الطلبة وتركها مفتوحة وهي بذلك تخضع لمزاج المصحح وضميره والاتجاهات السياسية والمذهبية، وليس كما في السابق الاسماء سرية بحيث لا يعرف اسم الطالب مما قد يجعل الانتقام بهذه الطريقة حسب المناطقية والعرق والانتماء المذهبي والديني.
إن المتتبع للوضع العام يرى بأن هذه الاسباب جميعها هي من مسئولية الدولة لكي يكون الطالب في وضع يتمكن معه اداء الامتحان بشكل سلس وشفاف، وليس الطالب الذي اضحى الضحية الوحيدة في هذه المعادلة. ومن الله التوفيق

علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الايزيديين
ناشط في مجال حقوق الانسان
القاهرة في 3/8/2008

0 التعليقات: