اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


انقل لكم رؤايا التي تم استنتاجها من خلال المقابلات وجمع المعلومات من مختلف المصادر لتكون بمثابة الوثائق التي يمكن الاعتماد عليها لكونها مستقات من مصادرها وبالشهود والتواريخ والوثائق. ولكي تكون الامور موضحة بشكل نقاط يسهل متابعتها وفهمها بسهولة للحفاظ على وقت القاريء الكريم، أرتاينا وضعه على شكل فقرات.

خلفية تاريخية
يعتبر الايزيديين مع بقية الاقليات كالصابئة المندائيين والشبك والكلدوآشوريين من بين سكان العراق الاصليين، وتعد الايزيدية ثالث أكبر ديانة في العراق من حيث عدد السكان والاهمية بعد الاسلام والمسيحية. فلقد ساهم الايزيديون بفعالية في الدفاع عن أمن البلد مع اشقائه من بقية المكونات التي يتكون منها الشعب العراقي بكل شرف وبسالة وفي جميع مراحل التاريخ العراقي. وكذلك ساهم في رفع وتيرة الانتاج الزراعي الذي كان عماد الإستقرار الاقتصادي للعراق في زمن الحصار الذي استمر أكثر من عقداً من الزمن. ومن ثم في الحفاظ على الأمن والسلام في جميع المناطق التي يقطنوها فيما بعد الاحتلال. فالموقع الجغرافي لهذه الاقليات يعتبر السياج الامني للمناطق الكردية في سهل نينوى كحد فاصل بين العرب والاكراد، ومنطقة سنجار الاستراتيجية لكونها تعد من المفاصل الحيوية التي تربط اكراد العراق مع الاكراد في كل من سوريا وتركيا، وبذلك كانت للقوى السياسية الكردية الدور الفعّال في استثمار امكانيات تلك المناطق بشريا وجيوسياسياً لمصلحتها القومية وتحطيم آمال تلك الاقليات بالحصول على استحقاقاتها السياسية دستورياً.

ويمكن إجمالاً توضيح ما يخص الايزيديين في مجال الحفظ على الامن والاستقرار السياسي فيما بعد زمن الاحتلال بما يلي:
التعاون مع جميع أجهزة الدولة في مسائل التحول الديمقراطي من خلال المساهمة الفعالة في الاقبال على الانتخابات والتصويت على الدستور. وكان للإيزيديين الدور البارز والفاصل والحيوي في إنجاح العملية السياسية في أهم وأخطر حلقاته ألا وهو الاستفتاء على الدستور العراقي في 15/10/2005 وبشهادة جميع القوى السياسية العراقية والامم المتحدة.
الالتزام بالهدوء والاستقرار وعدم المشاركة في أي نشاط ارهابي أو مساعدة الارهابيين أوايوائهم أو توفير الملاذ الامن لهم.
الانخراط في الجيش وقوى الامن والشرطة بشكل حيادي.

الانتهاكات التي حصلت.
في هذا الشان سوف نقدم الادلة التي تثبت تلك الانتهاكات منذ اليوم الاول لتسلم الاحزاب العراقية السلطة من بعد سقوط النظام والاحزاب الكردية (الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني) منها بالدرجة الاساس وخاصة في المسائل التي تدعم خصوصية الايزيديين والشبك والكلدوآشوريين. ومن هذه الانتهاكات ماهي سياسية ودينية واجتماعية واقتصادية والتي ترتبط مباشرة بالامن القومي الايزيدي.
في نيسان 2004، تم تسمية الدكتور حسن كريم فتاح الجاف (كردي مسلم من ناحية كلار)، ممثلا عن الايزيدية من قبل السيد مسعود البرزاني ضمن الشخصيات المائة الممثلة لمكونات الشعب العراقي لتشكيل نواة الجمعية الوطنية برئاسة الدكتور فؤاد معصوم. حيث قابلت الدكتور معصوم في مسكنه في حي القادسية ببغداد بتاريخ 9/7/2004 والشاهد هو عيدو بابا شيخ ممثل الايزيدية في رئاسة جمهورية العراق حالياً عندما تكلم الدكتور معصوم عن ملابسات تعيين الشخص المذكور ممثلا عن الايزيدية من قبل مسعودالبرزاني شخصياً، ولكن تم رفضه من قبل السيد معصوم وتعيين السيد خدر سليمان نيابةً عنه ليمثل الايزيديين بناءً على مكالمة هاتفية بين الدكتور معصوم وسمو الأمير تحسين بك. فالسيد معصوم لم يعفِ حسن الجاف لكونه مسلم ويمثل الايزيدية، ولكن لأنه سمّي من قبل الحزب الديمقراطي.
مصادرة (110 ألف) صوت من اصوات الناخبين الايزيديين ضمن قائمة التحالف الكردستاني بعد وعود قطعتها القيادة الكردية على نفسها بتعيين ممثلين عن الايزيدية تناسب مشاركتهم ودعمهم لتلك القائمة في حالة فوزها في انتخابات عام 2005. وبعد ظهور النتائج لم يتم تسمية اي ممثل عنهم ضمن تشكيلة المجلس النيابي، وبذلك حجبوا عن الايزيدية على الاقل ثلاثة مقاعد في البرلمان العراقي. وبعد مرور سنة ومداخلات وضغوط تم أختيار وتعيين السيد محما خليل الذي وقف في المجلس النيابي وانكر حق الايزيديين لصالح الأكراد وتم على اساس تلك الفبركة بالغاء المادة 50 من قانون انتخابات مجالس المحافظات، أي انه تم اختياره بعناية لأستثماره في وقت معين ليدمروا من خلاله مستقبل الايزيدية، وليس ليمثل الايزيديين.
العمل على ربط مصير مناطق الايزيدية بمصير محافظة كركوك ضمن المناطق المتنازع عليها، وقد ترتب على هذا الامر حجب جميع المشاريع الخدمية والتنموية بما فيها الصحة والتعليم وغيرها عن مناطق الايزيدية في سنجار والشيخان وبعشيقة، وبدلا من ذلك جلبت لها القتل والتهجير والدمار.
منذ 2003 ولحد الان تحصل الحكومة الكردية على جميع المستحقات المالية لهذه المناطق وبأسم وعدد نفوس الايزيديين من ميزانية الدولة، ولم تقدم لها اية خدمات أو تقيم أية مشاريع تنموية مما نتج عنها زيادة البطالة وربط مصير الناس بما تمنحهم من رواتب من تلك الحصة مقابل التأييد لمشاريعهم السياسية بشراء الذمم والاستفادة من امكانياتهم البشرية والمادية والجيوسياسية.
حجب دور المنظمات الدولية في تقديم الخدمات للمنطقة. وفي حال حصول ذلك، فيتم استثمار ذلك لمصالحهم الحزبية والدعاية السياسية على حساب مستقبل الناس والمنطقة، كما حصل ذلك أثناء حفر بعض الابار الارتوازية من قبل المنظمات الدولية. لا بل تساهم في استقطاع مبالغ من تلك المشاريع من خلال عملائها بمقاولات وهمية أو في أفضل الاحوال لا ترقى إلى ابسط مستويات المقاولات مستغلين تضخيم الوضع الامني المتردي وعدم امكانية تلك المنظمات في متابعة الامر ميدانياً للوقوف على واقع العمل هناك.
زيادة الهجرة بشكل مخيف وخاصة الكفاءات التي لا تسير في الخط السياسي الكردي بسبب المضايقات والتلفيقات السياسية وربط التعيين في الدوائر بالانتماء إلى الحزب السياسي كشرط للتعيين. إن هذه الهجرة بالاضافة إلى تفريغ محيط هذا المجتمع الفقير من امكانياته العلمية المتواضعة أصلاً، سببت في خلق مشكلة اجتماعية من حيث بقاء الآف الفتيات بدون زواج وبالتالي زيادة الفساد الاجتماعي الذي يخطط لها القوى السياسية الكردية والتي تعرف حقيقة الديانة الايزيدية كونهم لا يستطيعون الزواج من خارج الديانة. وبالتالي يسهل اختراقهم وتلويث الدم الايزيدي النقي من خلال هذا التخالط.
حجب جميع الوظائف المهمة بما فيها الدبلوماسية والزمالات والبعثات الدراسية على اعتبار أن تلك المناطق لازالت تحت مفهوم التنازع ولم تحدد عائديتها لحد الان، في الوقت الذي تسيطر الاحزاب الكردية على جميع المفاصل الامنية والاستخبارية والحزبية فيها.
تشتيت وضع الانتخابات في سهل نينوى وهي المناطق التي تقطنها الايزيدية والكلدواشوريين والشبك في عام 2005 وذلك بخلق صعوبات ادارية منها عدم ايصال صناديق الاقتراع إلى بعض أماكن سنجار وبعشيقة والشيخان وبعض قرى الشبك والمسيحيين. من جانب ثانِ عدم إيصال الاوراق الانتخابية إلى متاطق أخرى أو قفل صناديق الاقتراع بعد فترة وجيزة من بدء الانتخابات مدعين بان الاوراق الانتخابية قد نفذت. أي أن عملية التزوير كانت ترافق جميع مراحل فترة الانتخابات على الرغم من التلاعب المتعمد الذي حصل في البداية والشواهد على ذلك هي المظاهرات التي قام بها الاهالي في بعشيقة وسنوني والشيخان وقوقوش والقوش وبرطلة والتي كانت جميعها ولازالت تحت الحماية الكردية منذ عام 2003. وقد أبلغنا المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات بذلك واعترفت رسميا بالانتهاكات التي حصلت.
الهجوم الارهابي الذي نفذه اكثر من 3000 مسلح كردي في وضح النهار على مركز قضاء الشيخان بتاريخ 15/2/2007 وبتسهيل وتعاون مباشر من قوى الشرطة والامن كما هو واضح من الصور ومقاطع الفيديو، في مركز القضاء التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني. فتم تغطية الحدث اعلاميا من قبل وكالات الانباء العالمية والمحلية ولكن العملية راحت بدون حساب للمجرمين القتلة الذين اجبروا الايزيديين على العيش لمدة اسبوع في رعب من خلال اطلاق العيارات النارية وحرق السيارات وقذف المقدسات الايزيدية بالاحذية وحرق المراكز الاجتماعية وقاعات المناسبات ومساكن وممتلكات الناس الشخصية على خلفية تهمة كيدية ومعدة سياسيا بشكل مسبق.
التفعيل الاعلامي غير المسبوق وخاصة من الشبكات الاعلامية الكردية والشارع الكردي الذي عمل على تأليب عناصر القاعدة والمتطرفين الاسلاميين على خلفية قتل الفتاة الايزيدية دعاء بتاريخ 7/4/2007 والتي راح بجريرة تلك الحملة الاعلامية عمال معمل النسيج ال 24 بتاريخ 22/4/2007 وما رافقها من حرق ممتلكات الايزيديين الشخصية في مدينة الموصل وترك أكثر من 800 طالب دراستهم الجامعية وفرار الاساتذة والموظفين الايزيديين من الموصل بعد تركهم لوظائفهم ومصدر رزقهم.
الهجوم الارهابي الرهيب في 14/8/2007 على قريتي تل عزير وسيباية الشيخ خضر في سنجار من قرى الايزيدية، والذي يعد الاكثر دموية في العراق منذ 9/4/2003 وقد تم وصفه بالضربة النووية لشدة التفجير وحجم الضحايا. لقد راح ضحيته اكثر من 400 شهيد وضعف هذا العدد من الجرحى وتدمير مئات المساكن والممتلكات الشخصية والمحلات التجارية والسيارات الشخصية ومئات الايتام والارامل وبقاء مئات العوائل في العراء وتهجير قرى بالكامل اثر التهديدات المستمرة ولحد اعداد هذا التقرير كما حصل لقرية الدنادية وأراضي سيباية الشيخ خضر وتل عزير وكرزرك وغيرها. فكانت المنطقة تحت الحماية الكردية وكانت لهم فيها قوات عسكرية ومرت السيارات المفخخة من امامهم بدون تفتيش ودمرت القريتين بالكامل.
الفتوى الدينية التي اطلقها "الملا فرزندة"، وهو متطرف سلفي كردي وامام جامع في منطقة شقلاوة في شهر أب الماضي والذي دعا فيها علناً إلى قتل الايزيديين ومحوهم من الوجود. وقبلها بتاريخ 2/10/2004 دعا إمام جامع عمر بن الخطاب في الشيخان كريم محمد عارف من على منبر الجامع في خطبة الجمعة كافة الايزيديين علنا إلى الدخول في الاسلام وإلا سيكون مصيرهم الجهنم (وهذا الكلام فيه من المقاصد ما يعنيه الامام من تحريض).
القرار الاخير الذي اتخذه مجلس النواب بتاريخ 24/9/2008 وبموافقة 191 عضوا وبتأييد مباشرة ومبادرة من الكتلة الكردية في المجلس، بإلغاء المادة 50 من قانون انتخاب مجالس المحافظات والذي الغي بموجبه شرعيا حق الاقليات في العيش واطلاق يد المتشددين والارهابيين في مزيد من الانتقام بعد ان تم تجريدهم قانونياً من حق المواطنة عندما سحب الاعتراف عنهم من خلال حذف تلك المادة. فكيف يحصل ان يكون ربع سكان محافظة نينوى من الايزيديين ولا يمثلهم في مجلس المحافظة ولو شخص واحد؟
حجب كامل لدور المجتمع المدني المستقل ما لم يكن مرتبطا سياسياً باحد الحزبين الكرديين وكذلك دور الصحافة ونقل واقع الحياة المزري إلى الخارج للتعريف بالحال، أي أن المناطق الايزيدية تعيش في معزل عن العالم بسبب سيطرة الفكر الشمولي للحزب الاوحد وتقييد دور المعارض لفكرهم واتهام اية معارضة بالإرهاب.
التنافس القائم بين الحزبين الكرديين في مناطق الايزيدية أدى إلى الحاق اكبر الضرر بتلك المناطق من الناحية السياسية والامنية والاقتصادية والخدمية.
بسبب تقييد حرية الحركة، زاد نشاط الوسطاء والفساد في ابتزاز الايزيديين في تنظيم الوثائق الرسمية. إن 90% من الايزيديين يتبعون إداريا محافظة نينوى وفيها سجلاتهم ومعاملاتهم العقارية ومنها يتم تنظيم السجلات المدنية وشهادة الجنسية العراقية وجوازات السفر. لذلك وبما أنهم لا يستطيعون السفر إلى الموصل، فيتم استغلالهم من قبل الوسطاء مقابل عشرات الالاف من الدنانير في ظل وضع اقتصادي متردي وخانق، ومع ذلك فإن معظم تلك الوثائق يتم تزويرها ويدفع الايزيدي الثمن ثانية، إنها الاهانة بعينها.

الجوانب الاقتصادية:
يلعب الجانب الاقتصاد الدور الأساسي في اية نهضة علمية او ثقافية او تنموية أو عمرانية. فتقييد حرية وحركة المستثمر الايزيدي وتصريف بضائعه الزراعية بشقيه النباتي والحيواني التي تشكل عماد حياته، اصبحت من المشاكل التي تلقي بظلها الثقيل على واقع الحياة وزيادة معاناة المواطن الايزيدي بعد ان تحددت حركته بسبب التهديدات الارهابية. فهو لا يستطيع السفر خارج الحدود البلدية التي ينتمي إليها وبذلك تحددت امكانياته في المناورة بتصريف منتوجاته واستثمار ما لديه من اموال في مشاريع اقتصادية، ومن الجدير ملاحظة ما يلي من الأمثلة على النتائج السلبية التي ترتبت على ذلك.
طرد أو ترك الموظفين والعمال الايزيديين لأعمالهم في جميع محافظات العراق بما فيها كردستان على خلفية التشهير الاعلامي وخاصة الاعلام الرسمي والشارع الكردستاني عقب مقتل الفتاة دعاء واستثمار تلك الواقعة للنيل من الايزيدية تحت شتى الوسائل في الوقت الذي استنكرناها قبل غيرنا، ويحصل مثل حالة قتل تلك الفتاة بشكل يومي في جميع ارجاء العراق وكردستان نموذجاً سيئاً لذلك كما هو في مقتل شوبو علي رؤوف في كويسنجق بتاريخ 23/5/2007. وبما أن غالبية المجتمع الايزيدي يعتمد في كسب رزقه من خلال العمل اليومي، لذلك انهارت الكثير من العوائل تحت ضغط الحاجة بسبب فقدان تلك الفرص وزيادة البطالة واستثمار القسم منهم من قبل الارهابيين.
عدم امكانية تصريف البضائع خارج منطقة سكنى الايزيدية مما أثر سلباً على الوارد والدخل اليومي وبذلك انهار الامن القومي الايزيدي فيما يخص الجانب المعيشي واصبح المواطن فريسة سهلة من قبل الاحزاب الكردية وشراء ذممهم وابتزاز كرامتهم وادميتهم، وتنامي الفساد الاجتماعي والاداري والمالي.
ترك العديد من الايزيديين لقراهم الزراعية التي كانت تمد القرى المجاورة بالمحاصيل المختلفة بعد أن منعوا من الذهاب إلى الموصل لتصريف بضائعم بسبب التهديدات الارهابية، وفي نفس الوقت كانت تعد من المصادر الرئيسية في الدخل اليومي للعوائل. وعلى هذا الاساس لم يبقَ أمامهم خيار سوى الارتماء في أحضان الاحزاب السياسية التي بدت تستغلهم سياسياً ابشع استغلال. والابشع من ذلك بدت تلك القرى بكامل محاصيلها الزراعية وممتلكاتها في يد الارهابيين بدلا من المطالبة بها وهي على بعد امتار من القوات الحكومية والبيشمركة التي جيء بها لترهيب الناس وخدمة احزابهم.
تحددت حرية الحركة والاستثمار في بعض المناطق الاخرى كما في بعشيقة والشيخان التي كانت تعتبر الممول الرئيسي للراشي والمخللات والصابون والمونة وزيت الزيتون وبعض المصنوعات المحلية الاخرى لجميع محافظات العراق وبالتالي تم غلق غالبية تلك المصانع وادت إلى ضياع الاف فرص العمل وخسارة في راس المال العام. وقد استخدم العديد منهم امواله في بعض المشاريع الاخرى كمخازن المشروبات الروحية المستنكرة من الاسلام المتشدد والتي جلبت فيما بعد العديد من المشاكل في القتل والانتقام بحجة التعامل بالمحرمات. وعلى هذا الاساس فإن هنالك محاولات متعددة الجوانب لقتل هذه الشريحة الاجتماعية ومحاربتها على أكثر من مستوى وصعيد بحيث بالتالي تئن تحت ثقل المشاكل ولا تستطيع معها المقاومة مما يضطرون لترك البلد والهجرة إلى الخارج تحت الضغط أو في أفضل الاحوال القبول بالامر الواقع والعيش تحت الوصايا الكردية رغماً عنهم.

الجوانب الاجتماعية:
الانتهاكات في الجوانب الاجتماعية تعني الكثير وهي الاخطر من بين جميع انواع الانتهاكات لما لها من وقع نفسي سلبي، فمنها المتعلقة بالتاريخ والتراث ومحو الشخصية وتذويبها تحت حجج القومية ومنها تراثية. ولكن الهدف هو تجريدهم من الخصوصية التي حافظت على وجودهم منذ ألاف السنين، ويمكن الاشارة إلى بعض النقاط الاساسية في هذا الشان.
المجتمع الايزيدي كمجموعة بشرية يتمتع بخصوصية دينية متميزة ومختلفة عن بقية الاديان كما في مسالة النظام الطبقي وعدم السماح بالزواج من خارج الدين. وهذه الخصوصية تتطلب الحفاظ على سلامتها من الوصايا القومية الكردية التي تحاول جاهداً النيل من تلك الخصوصية وتذويبها تحت الفكر القومي من خلال اداء التراث والفلكلور والتأثير على العادات الموروثة، أي المحاولة في تكريد الدين من خلال التأثيرات السياسية القومية بتغيير الاداء الفلكلوري والتراث القديم بما يتلاءم مع الفكر القومي الكردي.
تحريم التعامل مع المنتوجات الايزيدية وخاصة الحيوانية منها ومحاربتهم في ذلك مما يؤثر سلباً على دخل العائلة ناهيك عن الوضع النفسي الذي يتركه مثل هذا السلوك المشين في فكر المواطن الايزيدي.
تقييد فرص العمل في مجال فتح المقاهي والمطاعم وبعض المجالات الاخرى ذات الطبيعة الاجتماعية، وبذلك لا يستطيع المواطن الايزيدي ان ينهض اقتصاديا بسبب ممارسة سياسة التمييز التي تبرز من خلال التعامل الاجتماعي.
اختطاف العديد من الفتيات والنساء الايزيديات من قبل الشبان الاكراد. ففي 16/4/2008 تعرضت الفتاة هيفاء خالد كنو مواليد 1989 وشقيقتها كلستان خالد كنو مواليد 1994 من مجمع خانك في محافظة دهوك إلى الاختطاف من قبل شبان مسلمين اكراد في بلدة سميل الكردية ولحد الان لم يعرف مصيرههما. بعدها باسبوع اختطفت الفتاة "بيرم خلف" من قبل شاب مسلم كردي يعمل في أمن الشيخان. وفي 8/3/2008 تم اختطاف الفتاة "نضال طارق حسن رشمان" من قبل شاب مسلم كردي في منطقة جرا بقضاء عقرة. وبتاريخ 4/2/2008 تم اختطاف السيدة "نجاح خلف خديدا" من مركز سنجار الثقافي من قبل شاب مسلم كردي يدعى بشار علي اسماعيل.
- بتاريخ 4/7/2007 التقيت بالمواطن الايزيدي خلف رشو خلف في سنجار وروى لنا الآتي: في يوم 12/6/2007 وعندما كنا في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين منذ 11/7/2003 لطلب العيش، جاءتنا ثلاث سيارات سوبر محملة بأشخاص مدججين بالسلاح وطلبوا منا إما تغيير ديننا إلى الإسلام أو ترك المنطقة بالملابس الشخصية فقط . وعلى أثر ذلك قمت في اليوم التالي بحمل عائلتي تاركين جميع ممتلكاتنا وأمتعتنا ورجعنا إلى سنجار نحن العوائل المدرجة في أدناه: 1- خلف رشو خلف من مجمع بورك. 2- خلف حسين برجس من مجمع كهبل. 3-بابير خديدة شيبو من مجمع تل قصب. 4- بركات خلف حسونة من مجمع سنون. 5- رشو قاسم يوسف من مجمع حطين. 6- بركات قاسم يوسف من مجمع حطين. ولكن بقت العوائل التالية أسماءهم أدناه في قضاء الدور وأجبروا على تغيير ديانتهم إلى الاسلام لعدم تمكنهم من العودة إلى سنجار بعد أن ضاقت بهم السبل وهم كل من: 1- يوسف سلو عفورا من مجمع حطين. 2- راكان عيدو من مجمع القحطانية. 3- مراد معاوية من مجمع الجزيرة. 4- بشار خلف من مجمع الجزيرة. 5- علي عيدو عرار من مجمع الجزيرة.
عدم أمكانية التحاق الاف الطلبة الايزيديين الخريجين للعامين الدراسيين 2006/2007 و 2007/2008بدراستهم الجامعية بسبب التهديدات الارهابية، علما بأن هنالك المئات ممن تركوا دراستهم بعد مقتل عمال معمل النسيج في الموصل بتاريخ 22/4/2007 والتفجيرات الرهيبة في تل عزير وسيباية الشيخ خضر في 14/8/2007. هذا الجيش العاطل من البراعم التي كان يعول عليها في المستقبل أصبح يضيف عبئاً كبيراً على الواقع الايزيدي، ويتم استثماره بشكل مخيف من قبل الاحزاب الكردية في تعيينات نسبية ليس لها أهمية بعد ان يتم ربط التعيين والمصير بالانتماء الحزبي.

مطالب الايزيدية من هذه المذكرة:
على ضوء التغيير الذي حصل في التركيبة السياسية للشعب العراقي، وخاصة بعد القرار الاخير لمجلس النواب بالغاء حصة الاقليات من المقاعد في انتخابات مجالس المحافظات، وبما أن المكون الايزيدي يشكل عنصراً أساسياً من عناصر هذا الشعب. لذا لابد من أنه يتمتع ببعض المطاليب التي يراها ضرورية للحفاظ على أمنه القومي كمجموعة بشرية تتعايش في وسط مرتبك سياسياً واجتماعيا واقتصاديا ودينياً. ومن جملة القضايا التي نراها ضرورية للحفاظ عليه من التهميش والتذويب والصهر في الآخر هو.
رفع الوصايا القومية التي تفرضها الأحزاب الكردية على الايزيديين وترك حرية الاختيار القومي لهم دون التكريد القسري.
احترام الخصوصية الدينية للمجتمع الايزيدي والحفاظ عليها كثروة تحمل الكثير من الماضي السحيق بين طياتها، وحسبما ورد في فقرات الدستور العراقي.
المساواة في الحقوق والواجبات بموجب الدستور بغض النظر عن الانتماء الديني او القومي حسب المواثيق الدولية بموجب المادة 27 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وكما جاء في المواد 2 و3 و4 و14 و16 من الدستور العراقي.
نطالب بتوفير الحماية الدولية للإيزيديين وبقية الاقليات التي تعرضت للإنتهاك والتمييز بسبب الارهاب من خلال منطقة تتمتع بإدارة ذاتية تتبع الإدارة الفيدرالية حالياً ويترك لها فيما بعد حرية الاختيار فيما بين الحكومة الفيدرالية وحكومة الاقليم.
حماية حقوقنا المنتهكة دستورياً بقانون لاحق وتعويضنا ماديا ومعنويا لما لحق بنا من دمار وتخلف بسبب تلك السياسات الرجعية ولازالت تمارس ضدنا بمنهجية منظمة.

إننا نرى من دون تحقيق توازن فيما بين الحقوق والواجبات التي يتمتع بها المواطن، سيبقى الامر يعاني من التوتر وعدم الاستقرار ومزيد من الانتهاك في حقوق الانسان. وأن استبعاد مكونات بكاملها من العملية السياسية والغاء دورها وهضم حقوقها، لمن الانتهاكات الخطيرة التي تمس حياة تلك المكونات ومستقبلها ومستقبل الاجيال وحقها في العيش الكريم، ومخالفة صريحة لجميع القوانين الوضعية والدينية. وإذا كانت الدكتاتوريات الفردية تلعب الدور الرئيسي في زمن ما، فإن الدكتاتوريات الجماعية التي تمارس الانتهاكات تحت مسميات قانونية لا تقل خطورة عنها، لا بل أخطر منها في تدمير مستقبل الاجيال. ولكم التقدير والاحترام.

علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الايزيديين في العراق
ناشط في مجال حقوق الانسان
القاهرة في 6/10/2008
rashoali@yahoo.com

0 التعليقات: