اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


من المعلوم أن لكل ظرف ضروراته ومتطلباته واحكامه ، وأيضاً له شخصياته وشخوصه ومعالمه. فكانت تشوب وترافق الفترة الانتخابية السابقة العديد من الظروف الصعبة؛ منها أمنية صرفة، ومنها طائقية غير مسبوقة، ومنها تدخلات غير شريفة كما حصلت في انتخابات عام 2005 من حيث الارباك بعدم ايصال صناديق الاقتراع إلى بعض المراكز الانتخابية، أو الادعاء بنفاذ الاوراق الانتخابية في تلك المراكز قبل موعد غلق الصناديق وغيرها من الذرائع المكشوفة. كان ذلك بهدف السيطرة على كل الظروف والامكانيات لتحقيق هدف معين على حساب الاخر دافعا اياه الثمن، مستفيدين من الفوضى السياسية ومن امكانياتهم المادية والمعنوية. ومرت العملية وبدأت ردودها السلبية تستفحل منذ فترة تزيد على الاربع سنوات، فتوضّح خلالها الغث من السمين، وبانت معظم الخبايا التي كانت قد طُليت عليها لسبب أو لآخر، وهي لازالت تتحايل ولكن طرق الاحتيال اختلفت الان بسبب نمو الشعور بالغبن وزيادة الوعي بخطورة التبعية من غير تحسب فوصلت حد التصفية الجسدية (يالها من ديمقراطية).
اليوم، وبعد فترة زمنية غير قصيرة ومسيرة اربع سنوات ملأى وحبلى بالعجائب كما في تصّرف مجلس النواب تجاه المادة 50 من قانون الانتخابات. وغربلة الاشخاص والمواقف والاحداث، وجلاء الغشاوة من على الكثير من الأمور التي كانت تغطيها الوعود المعسولة، وبان الكثير مما كانت تخفيه الكتل السياسية من مواقف وغبن لحقوق الآخرين. ويجب ان نفهم كذلك بأن العملية السياسية لابد منها، وأنها ستمر وستُجرى الانتخابات، وستفوز بها كتل سياسية وشخصيات جديدة شئنا أم أبينا. لذلك يجب أن نكون واعين لهذا الظرف وأن نتفهم ونستوعب أهمية هذه المرحلة الانتخابية، وأن نحسن الاختيار، وأن لا نترك الزمن يسحبنا ويسحقنا كالسابق من غير وعي. أو تجرنا العاطفة من غير حساب مستقبلي لانه سيبنى عليه حياة ومستقبل الأجيال وتعزيز وترسيخ الوجود وفرض الامر الواقع على الذين يراهنون على الغير في تحقيق الذات.
لقد كتبنا فيما سبق عن الامن القومي الايزيدي بوضوع وبشجاعة وتشخيص دقيق حسب رؤانا المتواضعة، وهذا الامر هو استحقاق لا يمكن لأي إنسان أن يمنعنا من التحسب للمستقبل نظرا لمعاناتنا والشواهد التاريخية. وقلنا بوضوح ايضا بأنه يجب علينا أن نضع الاهداف المستقبلية نصب أعيننا، ولكن يجب في الوقت نفسه أن نُبقي على الأبواب مفتوحة أمام التكتيك والقضايا المرحلية مع ترك مساحة من للمرونة والتفاوض لتحقيق الهدف الرئيسي. وهنا أعني بالتكتيك ما يجب استثماره من قوة الاحزاب الكبيرة الفاعلة في الوسط السياسي مع الاحتفاظ بفكرة الهدف الاستراتيجي. فالسياسة ليس فيها عيب بقدر ما هي لغة المصالح وفن التعامل مع الممكنات، ويجب كذلك أن لا تتخللها العواطف وإنما التحدث بوضوح وواقعية وبمناورة وحكمة بحيث تجعل من المقابل قانعا بما يُطرح، وفي نفس الوقت تحقق أهدافك وبالتالي فأن الطرفان أو جميع الاطراف قد ربحت. ف كفتي الميزان ستبقى في عدم توازن مالم تربح جميع الاطراف، وبخلاف ذلك ستبرز الخلافات وتطفو المشاكل وتظهر النزاعات في الوقت الذي بالإمكان تلافي تلك الخلافات بطرح الرؤى والافكار بشكل شفاف، وعندما تتبدد الغشاوة وتستوضح الزوايا المظلمة وتتحدد المقاصد بدلا من الكلام في العموميات.

اختيار المرشحين
بعد هذه المقدمة البسيطة لمغزى مقالتي هذه، أرجو أن لا يستعجل القاريء الكريم ويحكم على موقفي هذا من غير أن يتفهم ما أعنيه بكلامي ويدرك جيداً ما يجري على الساحة السياسية العراقية، وخاصة بعد حذف المادة 50 والتي كانت تتضمن حقوق الاقليات في الدستور العراقي ومدى الجدية التي يجب علينا التعامل بها مع الكتل السياسية التي لا تريد لنا سوى وقود لمحرقتهم تجاه البعض والمتاجرة بنا حسبما تقتضيه مصالحهم. ولكي نكون أكثر دقيقين في طرحنا هذا، أود القول بأن المجتمع الايزيدي يسكن في غالبيته في محافظة نينوى، وتحت سيطرة القوى السياسية الكردية، وأن المرشحين هم من التابعين لكلا الحزبين فيما عدا مرشحي الحركة الايزيدية بشقيها (تيار أمين فرحان، وتيار وعد حمد مطو). وعلى الرغم من عدم معرفتنا بأسماء مرشحيهم، ومع أمنياتي بفوز تيار وعد حمد مطو رغم خلافي معهم، إلا أنه يجب أن نكون واقعيين بأن العشرة الاخرين من مرشحي الايزيدية هم من قائمة نينوى المتآخية. وسواء شاركنا أم لم نشارك فإن جميع المقاعد سيتم إشغالها بالمرشحين، وفي غيابنا ستتحول حصتنا من المقاعد وتصبح من نصيب غيرنا، وعندها سنخسر حصتنا من المقاعد ونتحول إلى شحاذين وطالبي استجداء. فلماذا إذن لا نساهم ونعطي اصواتنا لمرشحينا كما هو حال بقية فئات الشعب العراقي؟ فأعطوا اصواتكم لمرشحيكم فقط، لأنه لن يعطيكم أحد أصواته.
وسواء قبلنا أو رفضنا فإن، العملية الانتخابية ستمر ويجب ان يفوز بها ناس من المرشحين الذين تم تسميتهم. فالسؤال هنا هو؛ هل من مصلحة الايزيدية أن تفوز كوكبة أخرى منهم في الانتخابات مهما كان رأي البعض منا فيهم أو جهة ترشيحهم؟ أم نبقى نقف في الخلف ونبكي على الديار ونلوم غيرنا ونقول أين هي حقوقنا؟ وهل أن جميع الذين سيفوزون لا يودون تقديم افضل الخدمات لبني جلدتهم؟ وهل أن بقاؤنا خارج العمل السياسي في بلد يعج بالطائفية هو لصالحنا؟ ثم لماذا نشكك فيهم مقدماً؟ إذن علينا أن نتفهم اللعبة وأن نشاركها حتى ولو خسرناها. فالعيب ليس في الخسارة، ولكن العيب في أن لا نتفهم لماذا خسرنا. والعيب الآكبر هو أن نستمر لا نتفهم اللعبة ونكون حمّالين لهموم غيرنا وإبرازها على حساب تلول الهموم على بني جلدتنا. فلسنا من بدأ بالطائفية، مع كرهي وبغضي لها، ولكن الاخرون فرضوها علينا رغما عنا بعدما همشونا وابعدونا من المشاركة باستحقاق.
اليوم نمثل تقريبا ثلث سكان محافظة نينوى، ومن المفروض أن نساهم بالعملية السياسية وننتخب مرشحينا بما يتناسب مع نسبتنا، وعندها سنشعر بالفخر لأننا نحن الذين أنجحناهم بأصواتنا وليس بمِنة من أحد. بل يجب أن نفوّزهم مهما حصل، ومهما كانت الجهة التي رشحتهم وقناعاتنا بهم. فنحن الذين أنجحنا العملية السياسة في العراق بإنجاح الاستفتاء على الدستور في 15/10/2005. وعلينا أن ننجح في هذا الامتحان المصيري، ونحاول إنجاح اكبر قدر من ممثلينا وايصالهم إلى مجلس المحافظة، بإعطاء الاصوات لمن هو الافضل من بين المرشحين لان العملية ستكون بالاسماء ضمن القائمة الواحدة. وكما قلت فإنني لم أطّلع على مرشحي الحركة الايزيدية (تيار وعد حمد مطو)، ولكني علمت باسماء مرشحي قائمة نينوى المتآخية وهي في مجملها من الاحزاب الكردية. مع علمي بأن جميع مرشحي الايزيديين هم من الحزبين الكرديين، ومع كامل احترامي لهم جميعا وهم يستحقون الترشيح فعلا ومحل تقديري واعتزازي رغم بعض التحفظ البسيط على سلوك البعض منهم في توجيه الانتقاد لمن كتب عن رؤاه على ما يجري على الساحة السياسية ميدانيا.
فالذين يكتبون عن الواقع ليس بالضرورة أن يكونوا ضد المسئولين شخصياً، وإنما ضد تصرفاتهم باسم الحزب على ارض الواقع وهذه تعتبر من الحقوق المشروعة لكل مواطن يرى العيوب في المقابل عندما يعمل، لأن الذي يعمل لابد من أن يخطأ. فإنني لعلى ثقة بأن الترشيح في هذه المرة اكثر توفيقا، وأفضل اختيارا عن سابقاتها من حيث النوع والوعي ومستوى النضج السياسي والتوزيع الجغرافي. فهم يمثلون ذوات يعتد بهم وهم حريصون على صون الامانة سواء لاحزابهم أو لمن سينتخبهم، وهذا الاستنتاج ليس بسبب العاطفة أو العلاقات الاجتماعية، وإنما نابع عن عمق معرفة، وعن قرب تعامل مع الغالبية منهم.
فمثلا السيد فرج سليمان الذي يحمل الرقم 19 وهو من مجمع مهد في الشيخان ضمن قائمة نينوى المتآخية ليس بحاجة إلى الترشيح ماديا، وهو يحمل افكاراً متنورة ومن عائلة متنورة علميا وادبيا وعشائريا وملتزم بأدبيات دينه، وله تاريخ طويل في التعامل مع القضايا السياسية ولم تسجل عليه ملاحظة سلبية في زمن النظام السابق ولحد الان سواء على شخصه أو على عائلته، وكذلك بقية المرشحين. فلماذا لا ننتخبهم ونصوت لهم ماداموا بهكذا مواصفات؟ وهكذا البقية من المرشحين مثل كمال كارص ومجدل أمين والياس مارو وحجي حسن، مع كامل احترامي للبقية لاني لا أعرفهم شخصيا ولم يحصل لي ان تعاملت معهم سابقا، ولهذا لا استطيع أن اعطي رأي بشخص لم التقيه أو أعرفه من خلال تعاملي به شخصيا، ولكن من المؤكد بأنهم يتحلّون بنفس الصفات المذكورة.
لذلك نناشد الجميع بأن تشارك بكل امكانياتهم في التصويت، أولا لصالح مرشحي تيار وعد حمد في حزب التقدم الايزيدي القائمة 884، ومن بعد ذلك لبقية المرشحين لكي يصل أكبر عدد ممكن من المرشحين إلى مجلس المحافظة لأهمية هذه الانتخابات ودورها في رسم مستقبل المنطقة. وأملي كبير في أن يكون الوعي السياسي والاجتماعي قد تطور ايجابيا لدى الجميع وشعروا بالغبن الذي لحق بنا جراء تصّرف مجلس النواب بتهميشنا وحذف حقوقنا دستوريا. وما علينا الان سوى أن نعزز من مكانتنا ونقحم مجلس المحافظة ومن بعدها مجالس الاقضية والنواحي من خلال امكانياتنا البشرية بإنجاح جميع مرشحينا لانهم بالنتيجة سوف يرفعون همومنا واصواتنا إلى مجلس النواب من خلال المجالس التي ستتشكل الان في هذه الانتخابات.
إذن، تعتبر هذه الانتخابات الفرصة الذهبية لتعزيز الذات والوصول من خلالها إلى أعلى القيادات في الدولة وايصال صوتنا بكل شجاعة وشرف إلى صانعي القرار ومن خلال ممثلينا. وهذا الامل نابع من الاختيار الحالي لبعض الشخصيات وفي مقدمتهم السيد فرج سليمان لمعرفتي الحقيقية بامكانياته الشخصية وشجاعته وذكائه وتاريخه الطويل في التعامل مع الجهات الحكومية على الرغم من أن البقية ليسوا باقل فطنة وحرص وذكاء وحس، وأرجو أن لا يفهم من كلامي هذا قصد غير صحيح أو دعاية لشخص معين، وإنما فقط لابراز الاهمية.
فهيا إلى الانتخابات بكل ثقة وثقل وامكانية، وإني إذ أشعر بالفخر والاعتزاز بترشيح العنصر النسوي الايزيدي في هذه الانتخابات بعنصرين، نتمنى لهن كل التوفيق والنجاح وذلك للنهوض بالواقع الحالي للمرأة العراقية والايزيدية منها بشكل خاص لتذليل صعوباتهن الاجتماعية والاقتصادية. فنناشدكم بأن لا تفوتوا هذه الفرصة من غير أن تستثمروها بما تستحق لأهميتها، ويجب ان نعلم بأن كل الصعوبات تهون عندما تتوفر النيات الصادقة وتشارك الجميع في تذليلها بنية حسنة، وإذا حققنا هذا نستطيع أن نقول بأننا جميعاً قد غلبنا على الجانب الشخصي لصالح المجموع، وضحينا بخصوصيتنا لصالح العموم. ولكم منا التحية والتقدير.

علي سيدو رشو
القاهرة في 5/1/2009


0 التعليقات: