اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


في يوم 23/5/2007 وتحت عنوان " قتل امرأة كردية رجماً بالحجارة ورمياً بالرصاص وسكوت إعلامي"، نشر السيد نوزاد عبد السلام على صحيفة بحزاني الالكترونية، خبر رجم المراة الكردية "شوبو علي رؤوف"، ذات ال18 ربيعاً، وفي كويسنجق بمحافظة أربيل بالتحديد على أثر مشاهدة عدة أرقام غريبة بالنسبة لزوجها في هاتفها النقال. فبعد عودة زوجها الذي انقطع عنها لفترة أربعة سنوات، قاموا برجمها بالحجارة ومن ثم إطلاق الرصاص عليها ورمي جثتها في العراء دون أن تتحدث عنها جهة إعلامية أو منظمات نسوية أو من هم معنيون بحقوق الإنسان، بما فيهم مَن كتب عشرات المقالات على نفس الصحيفة. إننا نستنكر مثل هذه الأفعال ولكن علينا أن نتعامل مع جميع الحالات بنفس الروحية، ونكون على نفس المسافة من جميعها.
فالدعوة موجهة إلى منظمات حقوق الإنسان في كردستان وخاصة تلك المعنية بحقوق المرأة للقيام بدورها كما فعلت في موضوع دعاء للتظاهر أمام برلمان كردستان والكتابة عنها في مواقع الانترنت وتوجيه بيان خاص بالموقف إلى المنظمات العالمية، بإنزال العقوبات التي تقدم بها والدها إلى رئاسة الإقليم والتي طالب فيها النيل من الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وأخص بالذكر السيدة مريم حسن عضوة برلمان كردستان التي قادت المظاهرة أمام البرلمان في قضية مقتل دعاء والتي طالبت بتقديم الجناة إلى العدالة. فالفرق بين الحالتين كما يبدو هو التستر الإعلامي، وقد يكون الموضوع أبشع من تلك الطريقة التي قتلت بها دعاء ولكنه لم يثر إعلامياً. وكذلك لم يعرف عدد الذين شاركوا في الجريمة، وما هي الأحاديث التي رافقت الجريمة لحظة القيام بها، ولا عن الملابسات والحيثيات التي سبقت ورافقت العملية.
إننا إذ نضع هذا الموضوع أمام السيد مسئول حقوق الإنسان التابع لمكتب الأمم المتحدة في أربيل ليرى حجم الازدواجية في التعامل مع الجهات المختلفة على حسب الاختلاف العقائدي، وكيف تم استغلال واقعة قتل دعاء بصورة متعمدة للنيل من الإيزيدية كديانة وليس لما فعلوه حرصاً على مقتل فتاة، مع تجاهل كامل لموضوع مشابه في العرف الجنائي. حيث حدث الموضوعان في كردستان وتم قتل الضحيتين بنفس الأسلوب، ولكن كيف تم فضح إحداها ولم تشر تلك الجهات التي أثارت الموضوع الخاص بالإيزيدية إلى قتل المراة شوبو علي رؤوف في كويسنجق ولو بالتلميح. إن مسألة حقوق الإنسان هي مسألة إنسانية لا تحددها الديانة أو الهوية أو المعتقد أو الجنس، وأن المراة ككائن خلقه الله ليكمل بها الحياة وهي أشرف وأقوى من أن تهان. وفي تصوري المتواضع، لا يمكن لأي مجتمع أن يتقدم ويتخطى عتبة التطور ما لم تكن للمرأة الاحترام والمكانة المثلى والأساسية التي تليق به، لتهذيب الفكر ألذكوري التسلطي، ومشاركتها الفاعلة في صنع القرار على جميع المستويات.
مرة ثانية نستنكر هذا الفعل المشين ونطلب تدخل ممثل الأمم المتحدة في أربيل ليستشف بنفسه مدى الازدواجية في التعامل مع موضوع من نفس النوع في انتهاك حقوق الإنسان.



علي سيدو رشو/ ناشط في مجال حقوق الإنسان
rashoali@yahoo.com

0 التعليقات: