اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

لقد استمعنا إلى النص الذي تحدث به الملا المذكور في خطبته التي القاها في مدينة عقرة فيما يخص موضوع الدعوة لمقاتلة الايزيدية حد الابادة. هذه الدعوات ليست بجديدة على الإيزيديين لكي يتباهى بها الملا المذكور وسوف لن تهزنا ولن تنال منا، بل ستقوينا وتوحدنا أكثر، ولكن الذي يؤسفنا هو إطلاق مثل هذه الدعوة في هذا الوقت. فبدلا من اعلان التكاتف والحفاظ على انسانية الانسان يدعو فرزندة إلى إشعال فتنة من هذا الحجم ليهز من خلاله الاستقرار الذي تحقق في كردستان والتفريق بين مكوناته على الاساس السلفي. هنا تطرح وقائع مُلِحة بنفسها على الواقع السياسي والاجتماعي الكردستاني قبل الواقع الايزيدي وما يحمل من زرع لبذور الفتنة والضغينة بامتياز. وأن القصد الرئيسي من هذه الدعوة هو استهداف السياسة الكردية في الصميم ولكن بحجر الايزيديين كما افتعلوها في يوم مقتل تلك الفتاة أو في مسألة أحداث الشيخان.
فالخطبة قد القيت في تجمع جماهيري تحت مرأى ومسمع الحكومة والسلطة فهي ليست مجرد كلام وانتهى. وبالتاكيد كان من بين مستمعي تلك الخطبة من رجال الامن وعيون السلطة التي ترى الابرة في كومة القش إلا فيما يتعلق الامر بتكفير (الكرد الاصلاء). فنقول لو كان قد وقف رجل من رجال السلطة واوقفه عند حده لكان للكلام وجه آخر. ولكننا نسأل الملة نفسه ومن هم على إيمانه، هل أن الجوامع وخطب الائمة يجب أن تسخر للتحريض على القتل والارهاب وإبادة مليون مواطن مسالم لم يساهم سوى في خير وبناء البلد في وقت أن الوطن بامس الحاجة للتلاحم والتكاتف وبهذه البساطة، أم يجب أن تسخر تلك المنابر والجهود للإرشاد والوعظ والتوجية الصحيح للإرتقاء بالانسان؟ وهل يجوز أن تصدر البيانات السلفية والفتاوى بدعوى التحريض على قتل وإبادة الابرياء من (بيوت الله) وأماكن المناسبات العامة وإحراج أصحاب تلك المجالس؟ وإذا كان قد حصل كل هذا في إحد (بيوت الله)، ماهي المناسبة لأن يتم إعادة التذكير بهذا الموضوع الان؟ ألم يكتفِ السيد فرزندة ومستمعيه الذين لم يحركهم أي مبدأ إنساني بوقف هذا المعتوه عند حده بما تم قتلهم؟ ألم تتشبع غريزتهم الدموية من دم الابرياء بعد؟ ألم يستمع الملا إلى شهادة عضو هيئة علماء المسلمين السيد جاسم على فارس من على فضائية كردستان وتفنيده بما وردت من اتهامات بأن الفتاة كانت قد أسلمت؟ هل رأى نفس الفرزندة جثة شوبو علي رؤوف ذات ال 18 ربيعاً عندما قتلت بنفس وحشية دعاء رجماً بالحجارة في كويسنجق ورميت على المزبلة بعد التمثيل بجثتها يوم 23/5/2007؟ أم أن هناك أحجار كافرة واخرى مؤمنه بالله. ألم يقرأ الملا تقرير (وزارة حقوق الانسان) في كردستان للسنوات الماضية؟ فحسب تقرير وزارة حقوق الانسان في كردستان عام 2005، 289 حالة قتل نساء، وقتل 533 في عام 2006، مع ارتفاع حالات الانتحار من 22% عام 2005 إلى 88% عام 2006. وفي السليمانية لوحدها قتلت 1108 إمرأة غسلا للعار في عام 2006، وفي عام 2007 قتلت 350 إمرأة في كردستان بمختلف اشكال القتل البشع غسلا للعار. كل هذا لا يسد عين هذا المعتوه ويبقى يركز على حالة تم تفعيلها لاجل التصعيد السياسي رغماً إننا من الاوائل الذين يدعون إلى المحاسبة والقصاص من كل مَن يقتل نفساً بريئة لأن قتل البريء يعد من الكبائر التي لا تغتفر.
فالموضوع إذن هو استراتيج لدى المتطرفين وليس تصرف شخصي أو تهور ملا فرزندة كما قد يتصوره البعض ويستسهل الامر، وهو يلقي خطبته بحماس كأنه يجاهد في سبيل تحرير القدس. بل يقول بأن إبادة الايزيديين اهم وابدى من القدس بالنسبة للمسلمين لأن الامن القومي الاسلامي سيكون في خطر بوجود الايزيدية على أرض (الاسلام الطاهرة). وكلنا يذكر ايضا ما جرى في جامع محمد طاهر زيناوة في الموصل عندما رمى الخطيب الكردي عمامته على الارض وصاح في الجميع يوم 20/4/2007 وقال: ايها المسلمون انتصروا وانتقموا لاختكم دعاء، وبعدها بيومين قتل المجرمون 24 عاملا إيزيدياً كانوا يعملون في معمل نسيج الموصل وهم ينسجون ويقدمون الخام ليلبس منها نفس هذا المعتوه ليستر عورته بما انتجته ايديهم الطاهرة. هل يمكن تقديم أدلة أوضح من هذه لكي نقول بأن مصير ومستقبل الايزيديين في كردستان في مأمن بوجود هذه السلفية؟ هنا نريد أن تتفهم السياسة الكردية خطورة هذه التصرفات وما يترتب عليها.
ولكن العجيب الغريب عندما تنبري مجموعات وتقول بأن هذا الملا ليس كرديا أو إنه من اصل عربي أو تركي وهم حق المعرفة يعرفون بانهم منافقون بهذا القول، وآية المنافق معروفة وليست بحاجة إلى تفسير. والأمر الاعجب من كل ذلك هو ما يدور الان في أوساط كردستان بانكار وجود هذا الملا بين الكرد وإنه لا وجود لمثل هذا الشخص في كردستان وهو ما دفعني للكتابة عنه الآن. فإننا نعرف قبل هؤلاء بأن التداعيات السلبية لهذه الدعوات هي موجهة ضد الاحزاب الكردية قبل توجيهها نحو الإيزيديين كونها تحاول دق اسفينا كبيراً بينهما وبالتالي إضعاف الاحزاب الكردية من خلال فك ارتباط الايزيدية كاحد المكونات المهمة عن الجسم والكيان الكردستاني ولو نفسياً، لما يمتلكون من جغرافية غنية بالزراعة والنفط والموقع الجيوسياسي والامكانيات البشرية. لذلك، ستصبح هذه الدعوة اساساً لمراجعة وغربلة الكثير من المواقف إذا لم تتخذ حكومة كردستان موقفاً حازماً في هذه المرة.
لقد قلنا رأينا منذ وقت مبكر لما يحصل وسيحصل وسوف يحصل في (كردستان العشائري-السلفي)، وأن الملا فرزندة يشكر على موقفه العلني هذا، وهو لم يعبر سوى عن حقيقة الشارع الكردي (مع الاسف). ولهذا فليس عليه اي عتب ولا يلام في رايي على ما أفتى به، وبدورنا أرسلنا نص الشريط إلى منظمة العفو الدولية وبقية الجهات الدولية وتلقينا ردود البعض منها. ففرزندة، قال بمليء فمه بأن الايزيديين هم الذين جلبوا لأنفسهم النهاية عندما قارنهم بالعنزة التي تأكل خبز الراعي وهو مثل كردي كناية عن القتل المحتوم، خسئت أنت ومن يمثل فكرك الظلامي. وإذا كان الملا واضحا وصريحا في طرحه، فإن الحقيقة على الارض هي تلك التي جاءت على لسانه وأن الباقي الذي لا ينطق بما ورد على لسان الملا هم ينتظرون دورهم في الاعلان عنه فيما بعد ولكن كل على طريقته الخاصة ومن خلال جس نبض وردة فعل الحكومة الكردية على إتخاذ الاجراءات بحقه. والدليل هو سكوت جميع الحاضرين في تلك الخطبة على ما أعلنه فرزندة ومن ثم انكار وجوده الآن في كردستان. فهل تستطيع قيادة الاحزاب الكردية ان تحاسبه على قوله وتجاوزه ومعه الذين لا زالوا يقفون وراءه؟ أعتقد وبكل تأكيد سوف تعمل على ذلك لأن وجود مثل هذه العناصر والعمل بحرية في كردستان ما هو إلا قنابل موقوته.
إن كل ما جرى على رأس الإيزيديين منذ تجميعهم في عام 1975 وما تلاها وبالتالي ما حصل من كوارث في مرحلة ما بعد السقوط لا يخلوا من مشاركة أطراف كردية بطريقة واخرى، وهنا لا نعني السياسة الكردية وإنما المتطرفين السلفيين منهم. ونود أن نقول لمن في نفسهم بعد بقايا الحنين إلى هذا الحضن الدافيء، عليهم مراجعة انفسهم ولا يركبوا الغلط وان الحضن ليس دافئاً كما يتصورون بوجود هذه السلفية التي تعمل جهارا، وأن الانسان عندما لا ياخذ العبرة من الحقائق على الارض فسوف تنزل به الاحداث إلى الدرك الاسفل. فالحضن يصبح دافئاً عندما توجد حكومة قوية تحاسب المتطرفين الذين يضعون انفسهم مكان الخالق في التعامل ما الغير، ولكن بضمانات دستورية (أقولها بضمانات دستورية واضحة ويجب أن تفهم القيادات الكردية بأن مطالب الايزيديين في هذا الجانب مشروعة جداً ويجب احترامها تجنباً لانفلاق تلك القنابل في اللحظات الحرجة).
وبكل تأكيد عندما تسأل أي برلماني (إيزيدي) في اقليم كردستان، أو تسال (ممثل) الايزيدية في رئاسة الجمهورية بما جرى، فسوف يقول بأن هذا تصرف فردي كما قيل بحق الكتب التي صدرت على انها حرية الصحافة وسسسسسسوف تتم محاسبته من قبل قيادة الاقليم. ولن أكون مخطئاً إذا قلت بأن الغالبية منهم قد سمعوا عبدالكريم محمد عارف في خطبة الجمعة يوم 2/10/2004 بتوجية الدعوة إلى الايزيديين من على منبر جامع قضاء الشيخان (تصوروا في الشيخان وعلى مسامع بابا شيخ وسمو الامير، وكل هذا بعد سقوط الدكتاتور). ولكن الرجل كان منصفاً ولم يدعوا لابادتهم بل دعاهم إلى (الدين الحق)، فهل من دين باطل يا سيد فرزندة وعبد الكريم؟. وهل لديكم تفويض من الله "المسلم" لكي تكّفروا الناس على هواكم؟ هداكم الله يافرزندة وغيرك وأدعوا لك ولكل من على طريقة افكارك الهداية والرشد.
فيالمهزلة ما يحصل في "كردستان النموذج" في الحرية والديمقراطية والمساواة وحقوق الانسان. فالموضوع ليس تصرف شخصي كما قلنا وهي دعوة لابادة ومسح قوم بكامله من الوجود وفي وضح النهار. فهو إذن، تحدي لكل من الدولة المركزية والسلطة الكردية والدستورالدائم والشارع الانساني والعرف الاجتماعي واخلاق التعايش السلمي وحقوق الانسان والمجتمع الدولي وسماحة الاديان نفسها.
ملاحظة:
1- كتبت هذا التعليق بعد ثبوت الايزيدية كديانة في الدستور العراقي (الدائم) مع الاسف. وإذا كنا غير قادرين سابقاً على أن نطلب من الحكومات التحقيق في مثل هذه الوقائع، فإن مرد ذلك هو أن ديننا ليس معترفاً به دستورياً، وكذلك كانت حكومات دكتاتورية لاتتفهم ولا تتفاهم مع مثل هذه الحقوق. أليس من حقنا الان إقامة دعوة قضائية على مطلقي هذه الدعوات حسب نصوص الدستور؟
2- كتبت عن هذا الموضوع في ايامه الاولى ولم انشره واكتفيت بما كتبه السادة من ملاحظات، وبالكتابة إلى الجهات الدولية باللغة الانكليزية فقط. ولكن بعدما سمعت وتلقيت تاكيدات من جهات عديدة في كردستان تنفي وجود هذا الشخص هناك، قررت اعادة الكتابة ونشره لكي يتعرف الايزيديين والمسئولين الاكراد على الحقيقة ومدى امكانية اخفائها بحجج واهية وضعيفة، صحيح هو ليس من عقرة وهو من "شيروان مازن، وإمام وخطيب جامع قلعة سور"، في شقلاوة ورقم هاتفه هو (07504679113 ). إن هذه التوضيحات هي ليست بهدف الاثارة بقدر ما تهدف إلى حقيقة وجدية ما يجب التعامل مع هكذا عناصر التي ليس لها سوى تخريب كل ما تم بناءه على دم الابرياء والشهداء.
3- لقد حصلنا على تسجيل اوضح، وبتفاصيل أدق، وبفترة أطول مما كان عليه في السابق.
الله واكبر على كل طاغٍ لتسييس الدين.

http://www.youtube.com/watch?v=Z8OhhRdDtZw


علي سيدو رشو
القاهرة في 22/9/2008

0 التعليقات: