اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

أتذكر عندما فاز كلنتون في انتخابات الرئاسة الامريكية، علقت إحدى الصحف على الموقف وقالت بأن كلنتون فقد صوته (بح صوته) ليفوز بصوت الامريكيين، وقد قدم لهم وعودا وآمالا ولكن لا يعلم عندما يجلس في البيت الابيض سيلقى أمامه بعض قصاصات من ورق على الطاولة المستديرة تنسية، بل تجعله غير قادر على الايفاء بأي من تلك الوعود. هذا الأمر ذكرّني بالايام الاولى من السقوط عندما جئنا، مجموعة أساتذة من جامعة الموصل، لتقديم التهاني إلى مقر الحزب الديمقراطي في سنجار، ترحيباً بقدومهم وتذكرت وقتها ايام السبعينات بمآسيها وتفاعلاتها وغليانها وبراءاتها عندما كنا طلاباً والحركة الكردية تتفاعل في سنجار وكأنها قلب بارزان النابض. وأتذكر أيضاً قولا للمرحوم خضر حسون أثناء لقائه بالبارزاني الراحل الاب عندما قال له؛ نريد اسلحة في سنجار لنقدم ما يمكن للحركة الكردية، فرد عليه البارزاني بالقول؛ حافظوا على عوائلكم من التشريد، ولكن عندما نحتاجكم نريد منكم الموقف فقط. لقد وفى الإيزيديون بموقفهم ولكن بوعد مختلف!!!!!!!!!
في وقتها ايضا، بدأت أراجع ذكرياتي لما جرى في قريتنا القديمة "حيالي" ( والتي كانت تسمى أيضاً بالمجنونية، لجنون عينون الماء فيها عندما كانت تتفتح في سنين الخير عن مياه غزيرة)، وكيف كان الصراع محتدماً بين مؤيدي الحركة الكردية وغيرهم من البعثيين ولجان السلام وهبوط الطائرات المروحية وإعدام بعض الذين هتفوا بحياة الحركة الكردية عندما قاموا بشدهم ورميهم امام حائط الطاحونة في قرية الاسكينية ولم اعد اتذكر (مثل مسئولينا المحترمين) سوى اسم (الياس خلف شمو) للأسف، ودفنوهم بملا بسهم الرثة وهم عائدين من الحصاد المجهد. وقبلها ما حصل في جبل سنجار من تمرد ضد السلطة، وكيف كانت استجابة البسطاء عفوية أملا منهم في أن يكون في المستقبل سندهم القوي ومخلصهم من الجور والفاقة اللتين اصبحتا الرديفتين الاستراتيجيتين لهذا المجتمع البسيط.
وتذكرت ايضا كيف كان معي زملاء في الصف السادس الابتدائي وهم ابناء العشائر المتخاصمة على الاساس (الحزبي)، وتركوا مقاعد الدراسة بسبب تلك الخلافات وما آلت إليها من القتل والعداء العشائري فيما بين الاشقاء والجيران وابناء العشيرة الواحدة بسبب تلك الولاءات. وكيف أديت الامتحان الوزاري لوحدي حيث ترك زملائي جميعهم مقاعد الدراسة، وكأن يومها دق ناقوس الخطر في مستقبل هذه الشريحة المغلوبة لتركها التعليم وانهماكها في العمل الفارغ واللعب خارج الحلبة. بل وكيف تشّرد القسم الاكبر الموالين للحركة الكردية بترك ممتلكاتهم واراضيهم وبيوتهم التي نهبت وحرقت وطافوا دخلاء على الغير كضيوف غير مرغوب فيهم والعيش في ظروف لا تحسد من الاستغلال والمهانة. والاكثر من كل هذا، الذين تعرضوا للإعدام في محاكم السلطة ودفعوا حياتهم ثمناً لبراءتهم وهذا (النضال) الزائف والوهمي الذي لم يجلب لهم سوى القتل والتذويب والهيمنة وفرض الفساد الاداري والاجتماعي وانحلال المجتمع وتأخير التعليم وقمع وكتم الاصوات وقتل الطموح وإصهار الخصوصية والتفريغ من محتواه كإنسان. لقد تم تبديل كل الأمل بالخيبة، والخير بالشر، والنضال بالدمار.
لقد مر أمام مخيلتي هذا الشريط والسيناريو بكل مآسيه (عندما اعترضت مجموعة من الفرسان والدي المرحوم في قمة جبل سنجار وهو يقوم بالعمل في بستانه واحتجزوه عندما اتهموه بأن ابنك له نشاط في اتحاد طلبة كردستان. وعندما أذكِر بهذا الكلام لا أنوي التقرب من أحد، ولكن فقط للتذكير). وفي خارج المقر الحزبي كنت ارى الناس امام مقر الحزب يتراكضون وكل يريد أن يقول بما كان عليه في تلك الايام وكأن الزمن يقول له لقد اتتك الفرصة، فعبّر عنها وإنك اصبحت سيد نفسك كالآخرين والآن البيت بيتك. وعندما دخلنا المقر، رحب بنا السيد المسئول عندما قدمنا له انفسنا وقلنا جئنا لنهنئ أنفسنا أولا ونرحب بقدومكم لاننا نكمل بعضنا البعض ونحن في خدمة مساعيكم، والموضوع انتهى داخل المقر بعد المجاملات وطلب زيارتنا له ثانية وتعهدنا بها ونفذناها فيما بعد. وبعد اسبوعين، جئنا مرة ثانية وكررنا التحية، ولكن شعرنا منذ لحظة الدخول بان الامر مختلف تماما وفي هذه الحالة تذكرت ايام ما كان المسئولين في قرى الإيزيدية يستغلون البسطاء وكل مجموعة تهمس في أذن الاخرى وكل دقيقة يأتي أحد (المناضلين الجدد) ويهمس في أذن المسئول ويمرر أمر معين. عندها تذكرت رأي تلك الصحيفة مع فارق الوضع طبعا في الموقف والمكانة، ولكن لتشابه المضمون.
المهم خرجنا خارج المقر وإذ أرى بعض الذين كنت اعرفهم من قبل ومن الذين كانوا يمدون المسلحين في الجبل بالماء (من الجود، جلد الماعز)، وخبز الشعير وبعض التمر أو البصل وهو أكثر ماكان لديهم أو يستطيعون القيام بتقديمه آنئذِ، يحفرون بالعيدان أمامهم ولاأحد يستمع إليهم. فخرج أحدهم وقال: يا أخوان الوضع لا يختلف عن السابق وقد رجعنا إلى سبعينات القرن الماضي. فالذي ينافق سيفوز في هذا الوقت ايضا ولف عباءته وخرج مذهولا. وأثناء خروجنا من باب المقر التقينا شابا (أسمه زياد، وكنت أعرفه)، يبكي والدمع تنزل كالمطر من عينية وقد احمرتا وهو يشكو لحاله امام مجموعة من الذين لهم نفس المعاناة، ويقول بأن المقر اعطاني 17 يوم مهلة باخلاء الدار الذي اسكنه وهو ملكي الذي اشتريته قبل خمسة وعشرين عاما بالمزاد العلني من الدولة وإلا سيكون مصيري الشارع. قلت له كيف يحصل هذا؟ الا ينتظرون التعليمات لان الوضع لم يتضح بعد؟ قال لي والله صباح هذا اليوم وقفت أمام داري ثلاثة سيارات مدججة بالاسلحة من البيشمركه وقالوا إذا لم تخلِ البيت خلال يومين، فسوف نخرجكم بقوة السلاح ولكن مسئول المقر مشكورا اعطاني مهلة لمدة 17 يوم لكي ارى مكان لعائلتي. هكذا رأينا أول ايام (أخوتنا) في القومية منذ الشهر الاول ناهيك عن مداهمة البيوت (طبعاً فقط بيوت الإيزيديين)، وجمع الاسلحة الخفيفة التي وزعتها الدولة عليهم للدفاع عن حالهم في حال وقوع اعتداء عليهم تحسباً للظروف في ذلك الوقت وسرقة الممتلكات والسيارات بحجة انها كانت للبعث، أي دخلوا سنجار كمن يحمي مجموعة سَراق.
لقد استمر الحال وكبرت المعاناة واندس المنتفعين وأخذوا يحفرون مواقعهم وعندما اتينا بعد فترة لم يعد احدهم يرحب بنا بعد أن تعّرف المسئولين على ما في نفسهم من ناس يخدمون ويمسحون (ويقدمون). وهنا اتذكر عندما قال لي أحد المسئولين من الذين لنا (مع الاسف) معهم بعض التعارف القديم وبكل وقاحة وكبرياء ويده في حزامه وقال لي: يمكن نحن التقينا قبل هذا الوقت، فلم أرد عليه، وإنما أكتفيت بهز رأسي وقلت (محتقراً)؛ يمكن التقينا ولكني لا أتذكر (جنابك) ومضيت عنه. فلحق بي أحد (المناضلين)، وقال؛ أتعرف من هو هذا الشخص؟ قلت له نعم أعرف هذا (الشخص) وهو يعرفني اكثر منك. المهم مضت الايام وكبرت الاحلام في عيون البعض، وصغرت بعين الاخرين وهكذا هي معادلة (الاحزاب) في الشرق الاوسط وهي أحزاب دكتاتورية تاتي بغلاف الوداعة والشعارات وبعد ايام تنقلب إلى (تيزاب)، تحرق كل ما يعترض امامها ويصبح كل من لا يمشي في طريقها محسوباً على الاعداء. وبعد فترة تسقط وتاتي اخرى باسلوب اكثر تطورا في التفنن بالجريمة وإلا كيف نفسر الوضع العراقي بعد خمس سنوات من القتل والتدمير والتشريد والتهجير والاقتتال العرقي والطائفي وحرق المستندات التي فيها حقوق الناس لتمرير مخططات عنصرية مقيتة.
قبل مغادرتي العراق في 8/9/2007، قابلت السيد مسئول الحزب الديمقراطي في سنجار ودار بيننا حديث؛ حيث سرد الرجل منجزات الحزب (والتحرير)، في المنطقة كعادة أي مسئول. فتحدث عن كل الايجابيات التي تعوّدعليها من توزيع الرواتب وازدياد القيمة الشرائية لديهم، وسردها امام البسطاء أو المنتفعين من الناس ولكنه قد نسى نفسه في هذه الحالة عندما قال بانني افتهمت الإيزيدية بكل ما فيهم ومن فيهم. ويبدو أن الرجل كان محقا في تحليله، ولكن عندما جاء دوري في الحديث لم يكن بتلك المسرَة التي تعوّد عليها من عامة الناس. وبعدما جابهته ببعض الاخطاء التي اقترفوها، أعترف صراحة باقترافها وهو أمر استحسنته من مسئول لم يتعود عليها، ولكنه كان على قناعة بأنه لو تهرب منها لجابهته بما هو أقوى من حقائق ولهذا اكتفينا بها.
لقد عرض الرجل عليّ خدمات حزبه وقال، لو تعمل معنا، فسوف ندعم مساعيك في عملك. فقلت له، جميل أن أسمع هذا ولكن ممكن تدعموني وأنا لست ضد افكاركم وإنما غير مرتاح لتصرفات معينة واريد ان تتجاوزوها لمصلحتكم والمصلحة العامة. وأنا لا أعمل بتعليمات فوقية حزبية لان مجال عملي كناشط في مجال حقوق الانسان لا يسمح لي أن أعمل بالريموت كونترول وبدون إرادتي في التحرك. وذكّرته بما جرى لمركز شنكال الثقافي والاجتماعي الذي أسسته على يدي وبتعاون أخي العزيز اللواء حسين مرعان ومجموعة من الشباب الواعي. وكيف تحول هذا المركز الكبير في مسعاه إلى مجموعة مسلوبة الارادة والذي اقتصر عمله، مع الاسف، على المشاركة في التعازي والمناسبات فقط بعد أن تحوّل من مركز ثقافي له وزن، إلى تابع ذليل هامشي لا يذكر. ولكن عندما تطرق إلى امكانية فتح مقر أو التعاون من هذا الباب قلت له: أتقبل بي أن اراجع شخص نصبتموه مسئول على مناضلين في الحزب الديمقراطي وكان لديه عشرات الاختام ويزور المعاملات ويبتز الناس؟ كيف اقبل على نفسي أن أعمل تحت أمرة شخص سارق ومزوّر ومهرب ومفتن ليكون مسؤلا مني وعلى رقبة الناس؟ كيف يمكن أن يكون هذا الانسان صالحاً إذا كان في وقت النظام السابق هارباً بسبب التزوير وهو الان يمتلك سنداً في السلطة وتحميه من اقتراف الكبائر؟ هذا هو الذي جرى ويجري الان وكلنا راينا ما حصل في سنجار بسبب هذه الاخطاء المتعمدة.
انقول بأننا بخير في ظل الوضع الجديد؟ أيجب القبول بكل ما يأتي به أي حزب مهما كان لنقول نعم للحزب القائد بدون رأي؟ فصدام حسين لم يقل يوماً بأنني ديمقراطي، ولهذا لا يحق لنا لأن نلومه على دكتاتوريته. ولكن أن ننادي بالديمقراطية ونفعل عكسها، فهذا ما يجب أن نقف عنده بجدية. فلو تجمع جميع ما كتبه الإيزيديون والعرب والتركمان والكلدوآشور على مر السنوات الخمسة الماضية، لم تصل جميعها إلى مستوى المقال المتواضع الذي كتبه الاستاذ الدكتور عمر ميران الاستاذ المتخصص في تاريخ شعوب الشرق الاوسط من جامعة السوربون عام 1954 وهو من مواليد 1924 من شقلاوة في مقاله الموسوم



علي سيدو رشو
الجامعة الامريكية في القاهرة
30/نيسان/2008
rashoali@yahoo.com




مؤرخ كردي يكشف حقائق خطيرة عن تاريخ الاكراد
أ. د. عمر ميران*

انا اعلم علم اليقين بأن الكثير سيتهمني بشتى انواع التهم الجاهزه التي اصبحت من سمات هذا الزمن المريض, ولكني لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم ولا غضبة جاهل وحقود

اجد نفسي مضطرا لأدلو بدلوي في هذه الفترة المظلمه من تاريخ وطننا وبلدنا الحبيب العراق. فأنا كنت قد منعت نفسي من الأنجرار وراء ما يحدث في بلدنا ولكني اجد نفسي هنا وانا في الثمانينات من عمري وكما قلت مضطرا بل ومن واجبي هنا ان اقول ولو جزءا بسيطا مما اِؤمن به واعتقده صوابا.

وانا اعلم علم اليقين بأن الكثير سيتهمني بشتى انواع التهم الجاهزه التي اصبحت من سمات هذا الزمن المريض, ولكني لا اخشى في قول كلمة الحق لومة لائم ولا غضبة جاهل وحقود.

سوف لن اتطرق الى موضوع تاريخي جاف كما هو الحال عندما كنت اقوم بتدريس الماده التاريخيه العلميه ولكني هنا سأقوم بطرح مبسط ليتمكن الجميع من استيعابه.

في البدايه احب ان اقول لكل العراقيين, ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم قادة للشعب الكردي انما هم يمثلون انفسهم واتباعهم فقط وهم قله في المجتمع الكردي ولا يمكن القياس عليهم ولكنهم وللاسف اقول, يستغلون نقطة الضعف في شعبنا ويلعبون على وتر حساس ليجنوا من وراء ذلك ارباحا سياسيه خاصه تنفيذا لرغبة اسيادهم الأمريكان.

ان الشعب الكردي كله شعب بسيط وبدائي في كل ما في الكلمه من معنى حقيقي. وهذا ينطبق على اخلاقه وتعاملاته وتراثه وتاريخه وثقافته وما الى آخره. فلو اخذنا نظره عامه ولكن ثاقبه لتاريخ الشعب الكردي لوجدنا انه تاريخ بسيط وسهل ولو اردنا ان نعمل عنه بحثا تاريخيا علميا لما تطلب ذلك اكثر من بضع صفحات. هذا ليس عيبا او انتقاصا من شعبنا الكردي ولكنه حال كل الشعوب البسيطه في منطقتنا المعروفه حاليا بالشرق الأوسط.

على العكس من ذلك ما يمكن ان يقال بحق الشعوب المتحضره والمؤثره ببقية العالم المحيط بها والقوميات الأخرى والمجاوره لشعبنا كالفرس والعرب والأتراك واذ ابتعدنا قليلا كأهل الهند و الصين.

المقصود هنا هو ان شعبنا الكردي لم يكن له تأثير مباشر او غير مباشر في او على الأقوام المجاوره له, ولا على الشعوب والأمم الاخرى في العالم, وهذه هي الصفه الأساسيه الأولى للشعوب البسيطه والمنعزله عن محيطها الخارجي المجاور. وهذا بحكم الطبيعه الجغرافيه الصعبه التي يتواجد فيها الكورد. علما ان هذه الطبيعه الجغرافيه الصعبه والحصينه كانت ستكون اول الخطوط الدفاعيه عن الحضاره لو كانت هناك بقايا او معالم حضاريه كالعماره او الثقافه او التراث الشعبي. وليس هذا فحسب وانما والحقيقه العلميه يجب ان تقال , فليس لدى الشعب الكردي ما يقدمه للشعوب المجاوره . علما ان معالم الحضاره الآشوريه (الموجوده في نفس المنطقه) ماتزال قائمه هناك وقد حمتها الطبيعه من الزوال بحكم عدة اسباب من اهمها البعد والوعوره وصعوبة الوصول اليها من قبل الغزاة وعلى مر العصور اضافة الى ان الماده الاوليه المعموله منها هي الأحجار و ليس الطين كما في بعض الحضارات القديمه. فلم يصل الى علمنا وجود اي معلم من المعالم الحضاريه للشعب الكردي (انا اتكلم هنا الى ما قبل وصول الأسلام الى المنطقه).

ان البعض يحاول ان يقنع نفسه بحضارة كرديه وهميه كانت في زمن من الأزمان واقصد هنا الدولة الأيوبية. وهنا اقول انها لم تكن كردية ولكنها اسلاميه ولكن قادتها ومؤسسيها من الأكراد, ولكنهم عملوا كمسلمين وليس بأسم قوميتهم الكرديه, وكان هذا عامل يضاف ويحسب للاسلام لأنه كان لا يفرق بين العرب وباقي القوميات الأخرى.

وهناك نقطه حساسه ومهمه وقد تثير الكثير من اللغط وهي ان هناك الكثير من من العوائل بل والعشائر الكرديه وذات تأثير في المجتمع الكردي, مع العلم ان هذه العشائر هي من اصل عربي ومن تلك العشائر على سبيل المثال لا الحصر (البرزنجيه والطالبانيه). ان هذه العشائر قد قدمت الى المنطقه لأغراض مختلفه ومنها الارشاد والتوعيه الدينيه, وبمرور الزمن اصبحت هذه العشائر كرديه (استكردت), فلو كان الأسلام او العرب هم كما يتم وصفهم الآن (بالعنصريه والشوفينيه) فهل كانوا يسمحون بأن تستكرد قبائلهم و تتغير قوميتهم ولغتهم ؟؟؟

اما بعد ان جاء الأسلام للمنطقه وتم ادخال اللغه (الكتابه) فمن المعروف ان الاكراد لم يكن لديهم حروفا مكتوبه ولكن لغه يتكلمون بها فقط (وهذه صفه اخرى من صفات المجتمع البدائي البسيط). هنا بدأوا بتعلم الحروف العربيه و اخذوها ليكتبوا بها لغتهم وليحموا تراثهم , وهذه حسنه من حسنات المد الأسلامي للمنطقه .

وبعدها ومن هذه النقطه بدا الشعب الكردي يتداخل مع شعوب المنطقه الأخرى وبدأ يتاثر بها (طبعا اكثر من تأثيره فيها كما قلت لانه مجتمع بسيط) ثم بدا الأكراد ينطلقون نحو مناطق الأسلام بحريه ويسر بحكم انتماءهم لنفس الأمه (الأسلاميه) ولم تكن هناك من معوقات بهذا الخصوص لأن الأسلام يحرم التمييز بين القوميات. ومع هذا كله فلم نسمع او نجد اي اثر يمكن لنا ككرد ان نقول انه تراث حضاري كردي خالص. واستمر هذا الحال الى يومنا هذا فيما عدا بعض قصائد شعريه تنسب لأحد الشعراء الأكراد وذلك في وقت متأخر جدا. خلاصة القول , ليس هناك طريقه شعريه متميزه, وليس هناك طراز معماري متميز, وليس هناك لغه متكامله, وليس هناك تراث شعبي تتميز به الأقوام الكرديه .... الخ.

ما اريد ان اصل اليه الآن , انهم يريدون ان يفهموا العالم بان الأكراد كانوا اصحاب حضاره وعلم وتراث وكل هذا غير وارد تاريخيا وليس له اي اثبات علمي. انا هنا لا اريد ان انتقص من شعبي او من نفسي ولكن الباحث العلمي يجب ان يتحلى بالصدق والأمانه العلميه الدقيقه. وخوفي هنا انهم سجعلون من الشعب الكردي شعبا كاليهود في فلسطين وسيجعلون عليهم قيادات تسير بهم نحو الهاويه وسيتم استخدام الشعب الكري لمحاربة اعدائهم بالدرجه الأولى (اقصد اعداء اليهود والأمريكان) وكل ذلك على حساب الشعب الكردي البسيط والمغلوب على امره. وكما قال عبدالله اوجلان: ( دولة كردية كأسرائيل مرفوضة نهائيا). ولنا ان نتصور لماذا يودع اوجلان السجن ويستقبل الأخرون في البيت الأسود .!!

وهنا سنكون نحن المتعلمون وامثالنا المثقفون (الذين نعلم حقيقة ما يضمرون) ضد مشاريعهم الهادفه الى زعزعة المنطقة باسرها, كما يحدث في الكيان الصهيوني الآن حيث ان البعض من اليهود هم ضد مشاريع الصهيونيه العالميه وتساند الشعب الفلسطيني هناك.

وهنا ايضا اريد ان اتطرق الى نقطه مهمه اخرى وهي التسميه التي يطلقونها على المنطقه (كردستان) والتي كلما ذكرت امامي وانا ابن تلك المنطقه, اشعر بالغثيان والأشمئزاز لما تحمله هذه التسميه من عنصريه بغيضه.

فلماذا يتم اختيار هذا الأسم علما انه يلغي الوجود الفعلي للكثير من القوميات المتواجده هنا من الآشوريين واليزيديين والكلدان والعرب والتركمان وغيرهم , فهل هذا هو العدل الذي يعدون به شعوبنا ؟ وهنا اريد ان اذكر مثالا بسيطا , لو كان العراق اسمه دولة العراق العربي (كما هو موجود في سوريا ومصر وغيرهما) فهل كان الاكراد سيقبلون بهذه التسميه؟ انا اجيب عنهم : لا لن نقبل .

اذن فلماذا نريد من باقي القوميات والتي تعيش معنا في نفس منطقتنا ان تقبل بما لا نقبله نحن على انفسنا ؟ (وهذا وجه آخر من اوجه الشبه مع الكيان الصهيوني الذي انشا دولة عنصريه قائمه على التمييز العنصري من اسمها الى افعالها)
------

* أ. د. عمر ميران / مواليد 1924 / شقلاوه/ اربيل

بكالوريوس حقوق / كلية الحقوق / جامعة بغداد 1946

حاصل على شهادة الدكتوراه // 1952 / جامعة السوربون/ تخصص تاريخ شعوب الشرق الأوسط

أستاذ التاريخ / في جامعات دول مختلفة

0 التعليقات: