اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو



في البدء، أعلم بأنك إنسان مستوعب لما يمكن أن يتم طرحه كرد فعل على موضوع معين من هذا الحجم، وإنني إذ أشكرك على وصفك ولا عيب في أن يكون الإنسان مبتدئاً ويحاول حسب فهمه من توضيح بعض ما يراه صحيحاً. لأن العلم والمعرفة ليستا حكراً على أحد، وأن الغرور عمره لم يصل بصاحبه إلى نتيجة موفقة، وهي ليست من صفات المثقفين. وأنك بالتأكيد كنتَ قد حسبت لما يمكن أن يقال كرد فعل لمثل هكذا دعوة وعمل من هذا الحجم، وإلاّ....فللأمر وجه آخر. يمكن بمرور الزمن أن نتعلم من الحياة خاصة بعد (التحرير)، الذي لم يبقِ جانب من حقوق الإنسان إلاّ وتفنن في الانتهاك فيه بابشع صوره . وإذا كنا لم نحسن اللباقة وحسن الكلام في الرد فقد نكون معذورين لأننا ثلة متعلمة كما سميتنا، ولكن هذا لا يعطيك الحق في أن تتصرف بنفس الحجم وألا فلا فرق بيننا. إنك لم تكن في يوم ما ملاكاً ولم تكن هذه الأفكار هي التي عودتنا عليها فيما مضى من الزمن، ولهذا فإننا استغربنا من أن تنقاد وراء أفكار كان من المفروض أن تكون مدروسة بدقة قبل النطق بها. وعندما تقول لماذا لم يتم تسليط الضوء على ما كتبه السيدان بدل حجي ود.ممو، فإننا نقول بأن المجتمع الإيزيدي كان قد وضعك في خانة تسمو على غيرك لنشاطك العلمي والأكاديمي وماضيك السياسي. وإذا كنت تحسدهم على ذلك فإننا قد نختلف معك وهذا الذي دفعنا بأن نكتب بهذا الشكل لكي تغفو عن ما أنت ذاهب إليه. وإذا كان الشمقمق يصف تلك المجموعة (والتي تقصدنا به) بمثل ذلك الوصف، فكن على ثقة بأنك لست بعيداً عن هذا الوصف في أوساط الإيزيدية بعدما غامرت بكل ما بنيته من مجد خلال الفترة الماضية. ولو عاش الشمقمق لغاية 2007، ورأى تلك المجموعة وهي لا زالت تتفرج على ما يحصل، لقال فيهم قولاً أشد غرابة من النعت الذي وصف بها تلك المجموعة في بغداد. وقد نسمّى ثلة لأننا لم نوفق في الهروب إلى الخارج لكي نتعلم وفي هذه الحالة لا عتب علينا ولكن نقول فيك ولفريق الإصلاح رأينا. ومن حقنا أن نسأل، من هو فريق الإصلاح؟ وماذا قدموا من إصلاحات؟
لقد خرجتم من العراق منذ زمن طويل، وكنتم مجموعة غير قليلة ومعظمكم سياسيون وكنا نسمع بأن الإيزيديين قد شاركوا في مؤتمرات المعارضة في أوربا، وكانت لنا بمثابة رفعة الرأس. وقالوا بأنهم شاركوا في مؤتمر لندن مما زاد من فرحتنا وشجع من اعتزازنا بكم على أمل أن تكون هنالك ولادة لحالة جديدة في مجتمعنا. ومن ثم عقدتم المؤتمر الإيزيدي الأول في ألمانيا مما لم تسعنا الدنيا من الفرح والغبطة، وكنا نقول بأننا في خير ما دام هذه المجموعة النبيلة تعمل في المهجر. فلو كنتَ قد بقيتَ على فكرك الأولي، والذي على أثره تركت العراق وطرحت هذا الموضوع، لكنا بالتأكيد قد تصرفنا مع الواقعة بغير ما يحصل الآن. أما أن تقفز من الأممية إلى الفكر القومي الضيق ومن ثم تدعو إلى هذا الهدم، فهذا ما لم يكن في أي مفهوم إلاّ تراجعاً إلى الخلف بكل مقاييسه.
من خلال متابعاتنا للحياة وحسب خبرتنا المتواضعة فيها فإن الإصلاح، في مثل هذه الحالات، يشمل بعض مرافق الحياة التي لها مساس بحياة الناس ولا بأس في ذلك حتى في بعض ما صنف ضمن تعليمات الدين. فإذا أردت أن تعمل بعض الإصلاحات في بيتك، وهو من حقك الطبيعي، فقد تقوم بتحوير مكان أحد الأبواب وقد تنقله من حائط إلى آخر، أو فتح شباك في مكان معين بهدف التهوية أو زيادة فترة الإضاءة وحرية الحركة. ولا أضن بأنك سوف تحمل معولاً وتقوم بهدم الأساس حتى ولو كان في ركن بسيط من أركانه، لأنك بذلك الإجراء سوف تعمل على هدم الدار، حتى إن لم يحصل الهدم في حينه. ولكي أوضح رأيي هذا لابد من قول بعض حقائق الأديان الأخرى لعله نتعلم منها وليس في هذا عيب. فالقرآن الكريم في الإسلام هو واحد، وكذلك الأركان الخمسة والسنة النبوية هي واحدة والآيات والأحاديث والآذان هو هو منذ أكثر من ألف عام. وفي نفس الوقت هنالك أربعة مذاهب إسلامية مختلفة فيما بينها، والاختلاف فيها راجع إلى الاختلاف في تفسير النصوص القرآنية وكذلك الأحاديث النبوية وليس في تغيير جوهر الآيات، والحال كذلك عند المسيحيين واليهود. فالاجتهاد والتفسير وتحليل الرموز والأحاديث والآيات ليست فيها العلة، وإنما العلة عندما تنبش في الأساس من غير إيجاد البديل المقبول. ولكن ما هي الأركان والفروض التي تعتمدها الإيزيدية في ديانتها؟ أليست هي نفسها التي كتبتم عنها فيما مضى من الزمن؟ وإذا تسرب الهدم إلى النظام الطبقي الذي يعتبر أحد أهم هذه الأركان، أليس هذا بعينه مساس بأحد أهم المقومات الأساسية التي تعتمدها الإيزيدية؟
ولنقل بأننا قاصرين ولم نتعلم الحوار بعد، لو فرضنا بأن أحد (الإيزيديين) تزوج من امرأة غير إيزيدية وهذا وارد جداً في المستقبل بأن يبقى كل منهما على دينه وهو حسب هذا المفهوم الجديد سيكون من ضمن الطبقة السابعة. أليس من حق تلك المراة أن تزور بيت أهلها وكذلك هم يزوروها في بيتها؟ ألا يمكن أن يحصل اختلاط فيما بين أبناء وبنات هذه المراة وأولاد أخوتها وأخواتها؟ ثم أليس من حق الخال أو الخالة من طلب يد بنت أخته أو أختها؟ فماذا يمكن أن تصبح نتيجة هذا الاختلاط؟ فالأمر ليس بهذه البساطة التي تدعونها رغم كوننا بسطاء وقد لم نصل إلى درجة الوعي والفلسفة التي تفهمونها، ولكن هذه هي بديهيات وهي حدود معرفتنا. فلعمري سوف لن نبدلها مع أطنان من فلسفتكم التي تهدِّم كيان هذا الدين العريق والتي تعلمتموها في الغرب، مع شديد احترامنا للتراث الغربي وتقدمه الحضاري. من الممكن جداً القبول بها في الغرب ولابد لكم من تطبيق قوانين تلك البلاد لأنكم أصبحتم جزءً منها وأنا أفهمها جيداً، ولكن متى ما حصل ذلك التطور في المجتمع المحيط بنا هنا في الشرق، والذي نحن متقدمون فيه على ما حولنا بكل وضوح، فلا بأس من أن يحصل وهذا هو التطور الطبيعي بعينه. فغالبية الأفراد في المجتمع الغربي يدعي اليوم بعدم انتمائه الديني، وهو يريد أن يتحرر من ثقل الدين ويعيش الحياة البدائية لكي لا يلزم نفسه بإطار معين، ولكن القانون أصبح في تلك البلدان من القوة بحيث يحافظ على كرامة أي إنسان مهما كان دينه أو انتماءه الفكري. أما الأمر في بلداننا لا يزال بحاجة إلى مراجعة وتدقيق وتأني وعلينا أن لا نقفز فوق الحقائق المرة التي نعيشها بشكل يومي. فإننا نحمل الأفكار الإصلاحية حسب قابليتنا ودرجة استيعابنا للحياة، ومنها كان من الممكن أن نفتح باب الحوار حول ما يمكن أن يكون تطوراً نوعياً وفي نفس الوقت حافظاً على الأساس. مثلاً، إنشاء صندوق لجمع التبرعات بهدف مساعدة الفقراء المعدمين أو تزويجهم، أو أن الشخص الذي يتزوج من غير الإيزيدية يبقى على ديانته حتى وإن اختلفت الزوجة معه في الدين. وقد يقال في هذا بأن المرأة أيضاً لها الحق في ذلك وهو قول حق، ولكن للمرأة وضع خاص في هذا الشأن لما لها من خصوصية في عملية اختلاط الدم والحفاظ على النسل والنقاوة وعلى شرط أن تقبل بالعرض قبل الزواج من الشخص المعني. أو أن تقام ورش عمل لتوعية المريدين بتخصيص جزء من خيراتهم للشيخ أو البير أو السنجق إلى صندوق دعم الفقراء. هل تعلم بأن المبالغ التي تبرعت بها أوربا في عام 2001 لطلبة الجامعة أنقذت مئات الطلبة من المحنة التي كانوا يعانون منها؟
إذن، مثل هكذا مفارقات لمجتمعات متراكبة ومتخالطة مع غيرها وفي محيطها الأقوى، علينا أن نكون حذرين من إطلاق المبادرات بهدف الانتقام من جهة معينة تحت مسميات مكشوفة. ولنقل بأن الهدف من هذه الدعوة هو الانتقاص من المجلس الروحاني والأمير وبعض الرموز الأخرى، وهو ما نعتقده في بعض ما جاء فيه. ألا ترون بأن هذه الدعوة قد عززت من موقفهم وزادت من التفاف المجتمع حولهم؟ فمثل هذه الدعوات لا تحل بمؤتمرات أو ندوات ثقافية أو استبيان تجريه مجموعة منظمات (غير حكومية)، ولكن تكون بحاجة إلى إصدار فتوى من مرجعية دينية مهما كانت قناعاتنا بها. فهنالك الكثير من الأمور الوضعية التي هي بحاجة إلى إصدار فتاوى بها مثل الحالة الاجتماعية التي يعاني منها زميلنا الدكتور ممو وعائلته، بل نشجع إصدار فتاوى بهذا الشأن ولكن بعد دراسة وفحص للملابسات الدينية والاجتماعية والتداعيات التي من الممكن أن ترافقها مع بيان الأسباب الموجبة، فإما أن تكون إيزيدياً أو أن لا تكون كذلك. أما أن نأتِ بدعوة والهدف منها هو تلهية المجتمع عن معاناته الحقيقية، فهذا ما لا نتمنى لها النجاح بل سنحاول إفشالها بكل ما أوتينا من إمكانية مهما كانت الجهة المتبنية لها.
لقد كانت تطلق دعوات من هنا وهناك، ومن أشخاص وجماعات، تصب في ذات النبع. إلاّ إنها لم تصل إلى درجة الإعلان بشكل منهجي ودعوة مفتوحة للمناقشة على صفحات الانترنت بهدف تحديد اتجاه بوصلة تفكير الناس. صحيح كما بيننا سابقاً بأن الشجاعة مطلوبة للمطالبة بتغيير الرموز التي لم تؤدِ دورها المطلوب، وهذه أمنيتنا، بل ومطلبنا، ولكن ليس من بوابة هدم أركان متينة. فكان من الممكن جداً إحياء المبادرة الإصلاحية الممتازة في 2/تموز/1997، وتعبئة الرأي العام بعد فشل تلك الرموز، مهما كان موقعها، في مهمتها بإحداث نقلة نوعية في المجتمع وبيان سلبياتها. إلاّ أن الخلط فيما بين تغيير الرموز والقيم الدينية سيعطي الغلبة في النهاية لتثبيت تلك الرموز وستذوب فيها المسألة التي من أجلها تمت إطلاق الدعوة، وهو ما سيحصل في هذا الشأن. لذلك فإن عتبنا هو هذا الخلط فيما بين هذين الأمرين، ونفهم جيداً القصد من الدعوة. فيجب أن نقر بالتخلف الذي نعاني منه، ولكننا لسنا أقل تطوراً من المجتمع المحيط بنا. فالتخلف بالنسبة للبشرية وشعوبها ليس واقعة أزلية لا يمكن تغييرها أو دستوراً مقدساً لا يمكن مسه، كما أنه ليس هو المصير المحتوم أو القضاء والقدر الذي يجب علينا قبوله وتحمله بكل أسقامه إلى الأبد. فالتغلب عليه والخروج من تلك الهالة حالة ممكنة الحصول بجهود مخلصة، ولكن وفق شروط لكي تبقى في حدود الضبط والممكن. ومن دراستنا لمسيرة التاريخ، فإن المثقفين هم الذين عليهم المبادرة والخطوة الشجاعة والمتخلفين ليسوا إلا أداةً لتنفيذ تلك الأفكار.
ولهذا، كنا على أمل بأن تشاركوا في مؤتمرات المعارضة التي كانت تنعقد على بعد أمتار من بيوت البعض منكم، وأن تجلسوا مع الذين جاءوا من لندن وأمريكا في مجلس الحكم والوزارة والبرلمان وتشدوا من أزر حكومة أقليم كردستان بدلاً من تحميلهم هذا العبء الذي لم ينفك القسم الأكبر بإلقاء اللوم ليل نهار على حكومة أقليم كردستان وأين حقنا، وضاعت حقوقنا، وسلبت إرادتنا، وهلم جراً من هذا الكلام الذي لا يقدم ولا يؤخر.
فالأديان هي التي جاءت بالحرية والتحرر قبل أن تكون للقوانين الوضعية القوة والمكانة التي تمتلكها الآن، وهي التي حافظت على كرامة الإنسان من الخدش من خلال النصوص والتعليمات التي حملها الأنبياء والمرشدين والصالحين. وفي رأيي المتواضع، فمن غير المعقول أن تحدد مساراً معيناً للإنسان وتقول له هذا هو مكانك وعليك التقيّد به، في الوقت الذي يراه الآخرين بأنه أصبح ضمن نطاق معين بسبب خلل اقترفه وأن شبح هذا الخلل سيرافقه كالظل من خلال سياج أقامته له مجموعة من البشر من محيطه ومن طبيعته وهو يعرفهم بأنهم ليسوا أنبياء. وفي نظري فإن هذا الأمر لا يقبله أي إنسان سواء أكان مثقفاً أم جاهلاً، وعليه فإن هذا المفهوم ميت قبل ولادته ولا نعتقد بأنه سيأخذ طريقه إلى النور. لأن غاية كل دين هو الحفاظ على كرامة الإنسان وحريته قبل أن تعبث به الأيادي لمصلحة ذاتية. وقبل هذا وذاك فلابد من تحقيق متطلبات الفرد الحياتية والاقتصادية التي تؤمن له كرامته من الانحلال والانحراف.
وكلنا لم نأتِ بجديد، فالجاذبية كانت موجودة قبل اكتشافها من قبل نيوتن وكانت الشمس مركز الكون قبل اكتشافات كوبر نيكوس وديكارت وغاليلو وستبقى كذلك حتى لو لم ينظموها في نظريات وسوف لن تأبه الطبيعة بأحد ما لم يطرق بابها. وكذلك فلأديان لم تكتشف جديداً، بل كانت تلك التعليمات موجودة ولكن الأديان جاءت بها وبوبتها على لسان الأنبياء والمصلحين لخدمة البشرية بحيث تكون ذا فائدة وفي متناول اليد وكان للإنسان الدور الريادي فيها. فلا يوجد الدين في مزرعة أو في كهف أو في ساحة مفتوحة لكي ينهل منها الإنسان ما يراه مناسباً وحاجاته، ويرفض ما لا يتلاءم وواقعه ومع أفكاره، أو في حال حصول ضعف في الإيمان بتلك التعليمات التي بوبتها له الأديان واقتنع بها في فترة من الزمن ولكنه يرفضها في وقت آخر عندما لا تتلاءم مع تطوره وكينونته، وهذا هو الذي يحدِث الخلل في فكر الإنسان فتراه يقفز من موضوع لآخر ومن موضع لآخر.
واينشتاين لم يخترع النسبية العامة والخاصة، فالبعد الرابع كان موجوداً وسيبقى كذلك ولكن بطريقة معينة توصل اينشتاين إليها، وسيأتي اليوم الذي يتم فيه الإعلان عن البعد الخامس والسادس وربما العاشر وسوف لن تصل البشرية إلى النهاية التي يبحث عنها. وكما قلت سابقاً فلم يكن العيب في الدين وتعليماته وإرشاداته، ولكن العيب في عدم فهمها ووضعها في إطارها الصحيح. والمطلوب في مثل هذه الظروف القاسية التي يمر بها المجتمع أن تسخر الإمكانيات لإيجاد حالة من التوازن فيما بين الحاجات الضرورية لإشباع الرغبات الملحة من أكل وملبس ومسكن وماء نظيف وخدمات التعليم والصحة والأمن وغير ذلك، وكذلك تغذية الجانب الروحي بشكل متوازي بما يحقق التوازن فيما بين هذين المطلبين لكي لا يكون أحدهما على حساب الآخر. فإذا ما حصل أي خلل بينهما، فبالتأكيد سوف ينعكس ذلك سلباً على الفهم الحقيقي لذلك التوازن وهو ما يحصل الآن من إطلاق مثل هذه الدعوات وما نرى من ردود عليها مطالبة الجهات التي أطلقتها بالمطالبة بتوفير مقومات الحياة أولا ومن ثم المطالبة بالقضايا الأخرى.
فأي إنسان نريده؟ هل نريده فقط لكي لا يخرج من الديانة ولا نخسره كعدد يضاف إلى هذا الكم الضعيف في إيمانه وطبقته الجديدة؟ أم نريده إنساناً سوياً ذا كرامة ويعيش بدون أن يخدشه أحد ويطعن في ولائه الديني مشبعاً بالروح والمادة معاً؟ فإننا نريد أن نخلق من الإنسان الإيزيدي محرراً من البؤس والشقاء والدكتاتورية العسكرية وحروبها الطائفية والمذهبية والقتل على الهوية وانتشاله من محنته الهامشية بتشخيص أسباب تخلفه وتقاعسه وعدم تواصله مع الحضارة الإنسانية بحلقاتها المتسلسلة. هذه هي غايتنا من أن نبقى نحافظ على كياننا وهويتنا التي لم تكن يوماً عائقاً أمام إنسان أراد أن يرتقى بنفسه إلى الأعلى، بل على العكس يزيدنا فخراً عندما نعلن إيزيدتنا في أي محفل نحضره ونتلقى الإحسان على ذلك من مختلف المجتمعات.
ورغم خطورة مثل هكذا دعوات غير الواقعية في ظل ظروف أمنية لا تحتاج إلى شرح أو توضيح أكثر مما يكون القتل بالجملة ومن مختلف فئات هذا الشعب والذي يمثل الإيزيديين جزءً لا يتجزأ من مجتمع غير مستقر تقذف به المصالح الشخصية يميناً وشمالاً على حساب حقوق المواطن وحجم الفساد الإداري الذي فاق الأرقام الفلكية. وكما تمتلكون أنتم الحق في الكتابة والطرح، فلنا الحق أيضاً بإبداء الرأي والتحليل والمناقشة لأننا معنيون في هذا الشأن كوننا منظمة مهتمة بحقوق الإنسان. ولكن لا أعلم بماذا أصف هذه الدعوة غير الموفقة، ولماذا أقدمت على طرح مثل هكذا فكرة بحيث تضيع كل مجهودك الذي بذلته منذ أن كنت شاباً في عنفوانك؟
سيكون هذا هو ردي الأخير على كل ما يصدر بهذا الشأن، ولكن سوف لن ندخر جهداً في توعية المجتمع بمخاطره المستقبلية. ومن الله التوفيق.




علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين في العراق
ناشط في مجال حقوق الإنسان
rashoali@yahoo.com

0 التعليقات: