اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


تحية طيبة وكل عام وأنتم بخير وبعد.
بداية نشكر جهودكم الخيرة في مسعاكم بتفعيل المناقشة حول الشأن الإيزيدي في هذا الوقت وبهذه الروحية المتفتحة. إننا إذ نشكر كل مساهمة خيّرة في مجال البناء على المستوى الانساني، فكيف إذا كانت تصب في مسعى لإخراج هذا المجتمع المبتلي من محنته؟
لقد قرأت ردكم الكريم على بعض ماورد في تعليقاتي على موضوعكم فيما يخص توصيف المثقف الإيزيدي. وفي الحقيقة لم يكن اهتمامي به كثيراً لاننا في كل الاحوال نعاني نفس المعاناة ولنا هموم مشتركة في هذا الامر، ولكن أثار انتباهي إلى أن هناك عدم استيعاب أو اخذ بعضه بنصفه فقط في ما ورد فيه. ربما بسبب جهلكم بما كان يحصل في الزمان الماضي والحاضر المستمر الذي لا يختلف في مفهومه عن ذلك الماضي الاسود في وضع إيزيديي العراق وهذا ليس عيبا. وبهذا سوف لن أطيل عليكم في بيان ما ورد فيه بخصوص الرد.
بدا لي شي من التشنج في ردكم على الملاحظات واعتبره ليس في محله، لأننا بشر وكلنا معرضين للخطأ أو سوء التقدير بسبب اختلاف ظروف الحياة في (بلداننا). ولا أعتقد كان يستوجب الرد بهذا الحجم على بعض ملاحظات وردت ولو انها بالتأكيد ستساهم في بلورة النقاش ولكن سوف لن تكون بالاهمية فيما لو اقتصرت على بعض الفقرات منها بدلا من التفصيل بهذا الحجم واعتبار الموضوع بهذه الكيفية. لقد نقلت الحقيقة على ارض الواقع ولا يمكنني العيش في الكلام النظري فقط دون ان اقترنه بالواقع. وفي رأيي ردكم بهذا التشنج على ملاحظات وردت من قبل مجموعة زملاء ما كان يستوجب بهذا التفصيل والحجم وهي مجرد ردود لتوضيح بعض ما يخص جهود الناس، وقد تنفست منه الاستعلاء الذي لم أكن اتوقعه. ومن جانب ثانِ؛ فلكل رأيه والاراء تحترم والثقافة مسألة نسبية تتناسب ما بين ثقافة الكلمة والاختصاص وما بينهما.
بخصوص المثال الذي يبدو لي وأنه أخذ من جنابكم بعض التصور بخصوص الاكاديمي في حزب البعث. فالموضوع له صلة بما جاء في وضع الأكاديمي البعثي في المعنى بما طرحته لانه يتعلق بامكانية المثقف في ابداء الرأي والتعبير عن واقعة، ولهما أن يجتمعا في نفس السلة وليس في سلة واحدة. سقته لكي ابين لكم حجم المعاناة الذي كنا نعانيه وما يرافقه من كبت في تفسير الحال. ولكن بمجرد أن حصلت نقطة ضعف في شخصية المقابل القوى هاجمته في فكره لكي يعرف بأن السبب في تخلف الناس هو تسلطهم وليس العيب في الاخر. فما ادري لماذا حسبته على حالك وكأنك تتهمني بانسياق المثل موجهاً لك؟ فليس كل البعثيين سيئين وكان لنا زملاء في القيادات البعثية في العراق على درجة عالية من الوطنية وكانت تنتقد الحكومة والسلطة بشدة ولكن ليس لهم رأي مثلما نحن لسنا اصحاب رأي آنذاك. وقلت ذلك له، ولكني سقته لابين لك بأنه ليس العيب في الناس وثقافاتهم وإنما في الهيمنة على أفكار الناس بحجج واهية وهو نفس ما يحصل في بلدك الآن (سوريا) كما يحصل للحقوقي والناشط ميشيل كيلو وجماعته. فالمثقف الإيزيدي الذي هاجر الغرب وعايش المجتمع هناك لابد وإنه يحمل معه همومه وما تربى عليها وبقت المعاناة انينه وهو هناك. أي هل عليه بمجرد ان حطت رجليه على ارض اوربا ان ينسلخ عن واقعه؟
أرجو أن لايغّرك المدح الذي تتلقاه من البعض الذي ليس له سهم في العمل سوى هذا الكلام الذي تعرضنا له قبلك. وارجع لموقف الشجاعة التي يتميز بها الكاتب الشرقي وأوكد كلامي لك بالملموس. من خلال الامثلة التي وردت في ردكم وما قام به جميع من كان له نشاط في مجاله أو تهجمه أو تصرفه بما فعل. هل لك أن تقل لي كم منهم تعرضت حياته الشخصية أو عائلته للتهديد والقتل المباشر من قبل سلطات بلدانهم على تصرفهم؟ ثم أقول لك وحدك، ويشهد الله لم يخرج مني على هذا المستوى سوى ما أكتبه لكم الآن. بعد كتاباتي في الشأن القومي الإيزيدي وما قبلها وكيفية تفعيل نموذج الامن القومي الإيزيدي إلى حيز الوجود. اتصل بي ابني من العراق وقال: بابا، كانت لي وكالة للمحمول وتم إلغاؤها وكذلك ظهر تعييني كطبيب بيطري في مجمع تل عزير من قبل حكومة كردستان وهو الآخر الغي. وتعرض شقيقي الطبيب في سنجار إلى الاعتقال والصعق بالكهرباء بتهمة تداوي الارهابيين في المنطقة وبعد ليلتين تم الافراج عنه واستدعي لمقر البارتي في سنجار. اتصل بي شقيقي الطبيب وقال استدعوني في مقر الحزب الديمقراطي وقالوا بلّغ أخوك لا يكتب بعد. وقال لي يا أخي عندي عشرة أطفال فأين ادير وجهي إذا يوميا الاعتقالات على الباب، رجاءً كف عن الكتابة وقول قولا منافقاً. ماذا تفهم من هذا الارهاب كله يا أخي الكريم. وبالمناسبة كان لي مقال لتوضيح حقيقة المساومة التي تجري الان بخصوص سنجار وكيف تقدم الحكومة الكردية تنازلات للعرب (شمر ربيعة والآن تجري مفاوضات بينهم على بيع سنجار)، بالحصول على سنجار (لاحظ العرب والاكراد يساومون على سنجار من غير علم الإيزيدية فيها)، ولكن توقفت عن النشر حفاظاً على أهلي وأخي وظروفه العائلية. في تاريخ صدام حسين باكمله لم يصل إلى الارهاب الفكري الذي يمارسه الحزب (الديمقراطي الكردستاني) في مناطق الإيزيدية، وبالتأكيد عرفتم ما جرى مع السيد سفو. فالذي يده في النار ليس كمن يده في الماء وأرض الواقع شيء مختلف تماما عن البعيد الذي لا يعرف سوى الاعلام الموجه حزبياً.
ألا ترَ بأنه على المثقف الإيزيدي بالتوازي مع المجالات الاخرى بإثبات ذاته لكي لا يذوب وينتهي بحكم التسلط الجدي المبرمج وابتلاع الدين تحت الضغط القومي الكردي؟ ماذا حصل لإيزيديي سوريا؟. فلا بأس وكلنا نؤكد كردية قوميتنا، ولكن على الإيزيدي، في المفهوم الكردي اليوم، أن يقدم القومية على الدين (ونرفض بالطبع كلاهما بهذا الاسلوب)، وإلا عليه أن يجد له مكاناً آخراً خارج الكردستان القومجي-الديني الاسلاموي-العشائري. فهناك محاولات لجر عيد نيسان (سرصالي) إلى نوروز وتغيير المعالم الإيزيدية الخاصة بالاتجاه القومي. أي تفريغ الخصوصية التي يتمتع بها الإيزيدي وإلغاء كل ما يميزه في خصوصيته ليبقى كرديا فقط، أليس من حقنا الخوف على مستقبلنا وتذكير الإيزيدية في كل شي لكي لا تنساها الاجيال. لذلك يجب على المثقف الإيزيدي، على الاقل من وجهة نظرنا، أن يركز في اغلب مساعيه على الخصوصية لكي لا تنسى، حيث الاعياد والمناسبات الدينية بدت تغلب عليها الطابع القومي فقط. فهنالك خطورة على مستقبل الأمن القومي الإيزيدي ونراها بوضوح الشمس على أرض الواقع. فهل أوضح دليلاً من قول مسئول الحزب الديمقراطي في سنجار لمجموعة من (شيوخ العشائر الإيزيدية في سنجار)، نريد أن نعرف من منكم أيزيدي ومن منكم كردي. فهذا مسئول رقم واحد في المنطقة وقبله ماقاله سامي سنجاري كما ورد في مقالي حول الامن القومي. هنالك تقطيع لأوصال المجتمع الإيزيدي ونشد بقوة على اية فعالية لتأسيس اي شي يبرز الجانب الخصوصي حتى ولو فيه بعض التطرف. فهل سمعت بأن الحركة الإيزيدية قد اعتقلت انساناً أو عذبت شخصاً أو هاجمت فكر أحد ولكن عندما يقولون نحن إيزيديون ليس في هذا عيبا. وللعلم لولا هذه الحركة لما كان لأي إيزيدي اية قيمة في نظر الحفنة الكردية المتسلطة في سنجار، وأقول لك وحدك شخصياً شي وهو أن معظم الاشاعات التي تطلع على الحركة الإيزيدية هي من صنع مأجوري الاحزاب الكردية في المنطقة.

والسلام عليكم ولا أريد الاطالة أكثر من هذا يا عزيزي هوشنك. الذي ارجوه أن لا تستعجلوا في الحكم. ولأسأل سؤال أخير، هل رأيتم إنسان واحد ضمن الاستفتاء أو المتصلين شفوياً، راضي عن أداء الاحزاب الكردية في الوضع الإيزيدي؟

أخوكم/ علي

0 التعليقات: