اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو

منذ فترة قليلة كتبنا على نفس هذه الصفحات الالكترونية المحترمة كلاما وقلنا في حينه، لقد بدأت النهضة. ثم كررنا قولنا ولكن في جانب ثانِ، عندما قلناها وقالها غيرنا، بأن النضج بدأ يؤتي بثماره وهذه هي مميزات المسيرة الصحيحة رغم البعض الذي يحاول ان يعرقل السير، وهو أمر طبيعي ايضا سواء حصل بقصد أو بنية صافية. وكذلك علينا أن نعرف بأن التضحية ليست شيئاً عاديا عندما يتبرع إنسان بملكه الخاص الذي يعتبر جزءً من كبده كما يقال في المثل، ولكن عندما يقتنع الانسان بأن هذا التبرع سوف يحقق شيئاً قد يكون انفع على المدى البعيد مما هو فيه الان وهومقتنع بما يفعل، عندها قد يضحي به لاجل ان يحقق ذلك الهدف النبيل.
إن مثل هذه المبادرات سوف تخلد أصحابها على مدى الدهر وتشعرهم وايانا بأننا بخير وأن البذرة الطيبة تنمو بشكلها الطبيعي وأنها ستؤتى بثمارها الطيبة لتأكل منها الاجيال على مهل، وستفكر تلك الاجيال لاحقا بما قدمه جميع الاخيار الذين تبرعوا بما يفيد النفع العام. ولكي نعطي لهؤلاء النخبة حقها، وهو أمر طبيعي بل واجب بأن نسلط الضوء عليهم لكي يشعر الاخرين بهذا النوع من النشاط المتميز وايضا لكي يتحفز من لديه النية في هذا المجال، فلا بأس من ذكر هذه المناقب والثناء عليها.
لقد تبرع السيد وسام جوهر في فترة سابقة بمبلغ كبير لتبليط الجزء المتفرع من الشارع الذي يربط ما بين مدينة الموصل وناحية القوش، لينهي معانا قرية حتارة التي تعلم فيها وتربى في كنفها، كجزء من جميلها عليه. ولينعم أهله وذويه في راحة وسهولة ويسر في التواصل والوصول إلى أعمالهم الزراعية والخدمية، وكم كنا فرحين كونها كانت مبادرة من الطراز الأول عندما سمعنا عنها في حينها.
بعدها قام العديد من الاخوة والاخوات ممن لهم امكانية ببعض التبرعات البسيطة ولكنها كانت كبيرة وعظيمة في معناها بتشكيل بعض الجمعيات على مستوى الاشخاص لتجميع بعض النقود وارسالها إلى العوائل المتعففة في الشيخان بصفة خاصة لانتشالهم من العوز والمحنة المالية في ظل الحصار القاتل. وهنا لا ننسى أن نشكر الاخوة من عائلة مرشو الذين تبرعوا لرابطتنا في حينها بمبلغ 200 مارك عن طريق اللواء حسين مرعان مشكورا.
ثم توالت المبادرات بالتبرع لمرقد لالش وبعض الاصلاحات التي كانت ضرورية في نظر المتبرعين حينها وكانت بشكل اساسي من الإيزيديين من خارج العراق، اي من غير العراقيين. ولا استطيع تعداد تلك المبادرات كلها، ولكن في نظري كانت حملة التبرع التي قادها الدكتور ميرزا دنايي والسيد الفاضل حسين نرمو وغيرهما من الاخوة في عام 2004 لطلبة الجامعة في جامعة الموصل كانت من الاهمية بما لا توصف لكونها انقذت ما لم تتصوروا في اهميتها من حالات الفقر التي كانت تعانيها بعض العوائل وخاصة من اهالي سنجار. ولا ننسى ما قام به السيدات والسادة بالتبرعات السخية لحالات الطواريء كما حدث في مقتل عمال نسيج الموصل من اهالي بعشيقة وبحزاني وتقديم العون لعوائلهم المتعففة في حينها. وقد كانت الصرخة القوية في تقديم العون ومن على جميع المستويات في مأساة تل عزير والجزيرة في 14/8/2007 والتي كانت تفرض الواقع على كل إيزيدي غيور ان يقوم بالواجب على قدر استطاعته. وقد بلغت في قيمتها الاعتبارية ما لا توصف من الدعم المادي والمعنوي من خلال الاعلام وتغطية الاحداث وتقديم الدواء والمؤن ومساعدات الطواريء. وما موقف الدكتور ميرزا الاخير إلا وهي صرخة من عمق الانسانية في علاج هذا الطفل على نفقته الخاصة.
إذن هنالك الكثير الكثير الذي تم إنجازه، لكن لم يتم تبويبه لحد الان لكي يشعر بقية الاخوة والاخوات بما تم تقديمه لحد الان كبرامج او تعاون شخصي أو جماعي للتفاعل مع الحالات بما تستوجب وتستحق من تضحية ونكران ذات والتضحية بالوقت والمال والعون المعنوي. لذلك لو نفكر بما تم إنجازه لحد الان، لا يمكن إلا وأن نقف أمام هؤلاء الاخيار ونقول لهم بوركتم وبوركت مساعيكم في هذا الشأن. وعذرا لمن لم نذكر مواقفه الايجابية لعدم معرفتنا بالكثير من البعض الآخر من الخيّرين. ولكن ادعوا إخوتي من كل منطقة لتبيان المناقب الخيرة التي قامت بها شخصيات او منظمات او جماعات وتسليط الضوء عليها. كما وادعو الصحف المحترمة بتبويبها وتوفير مساحة معينة لها لكي يطلع عليها الاخرين وتبقى جهودهم وحقوقهم محفوظة للأجيال.
فبارك الله بكل من قدم خدمة مادية أو معنوية أو قال كلمة حق أو تبرع بموقف إنساني على مستوى الانسانية أو كتب مقالاً او خاطرة أو قصيدة شعرية أو نحت لوحة أو انقذ يتيم أو نظّم شريط فيديو أو أجرى مقابلة صحفية أو شكل وفداً وطرق الابواب لصالح مجتمعه والانسانية أو ألف كتاباً أو أنقذ مريضا......
أما ما تبرع به أخينا حميد ميرو بملكه الخاص في المانيا والذي لا يمكنني تصور قيمته الاعتبارية، إلا لأبارك له هذه الوقفة المشرفة والتي اهتز لها كل بدني قشعريرة واحتراما لهذا الموقف النبيل. وكم احسده على ماقام به ولم أتمكن بتقديم ما يساوي قيمة متر مربع واحد مما تبرع به لهذه الخدمة العظيمة. فأقول لك يا أخي العزيز بأنك اصبت الهدف وخلدّت اسمك مدى الدهر. ولكن عسى ان يكون القائمين على هذا المنبر أن يعطوه حقه، ويعطوك قيمة عملك الانساني، ويكونوا نزيهين بقدر نزاهة تبرعك وهو ما لا شك فيه ولكن لا بأس من التذكير.
وبهذه المناسبة أود التذكير ببعض ما يشابه هذه الواقعة الانسانية لكي يشعر أخينا حميد بأن عمله هذا لا يقدر بثمن. فكنت في كندا عام 2005 وزرت جامعة ميكيل McGail في وسط مدينة مونتريال، وهي جامعة مرموقة ومعروفة على مستوى العالم. فدفعني الفضول للسؤال من زملائي الكنديين، لماذا هذا هو اسمها وماذا تعني كلمة ميكيل؟ فرد أحدهم وقال، هذا هو اسم الشخص الذي تبرع بهذه المساحة من الارض وهي تقدر بعدة هكتارات لتبنى عليها جامعة علمية على أن تسمى باسمه، فخلد اسمه على مدى الدهر. عليه، اقترح على الاخوة المشرفين على هذا البيت أن يسموا هذا المركز باسم مركز حميد ميرو لحقوق المجتمع الايزيدي. وكوني ناشط في هذا المجال وعندي مطلق الايمان بحقوق الانسان وخاصة الفئات المهمشة كالاقليات والمرأة والاطفال والمعاقين على مستوى العالم، ولكني اقول، سوف لن ينافي موضوع حقوق المجتمع الايزيدي المضمون العالمي له كونه يمثل اقلية دينية لها وضعها الخاص والمدافعة عن حقوقها لا يضعها في الاطار العنصري الضيق الذي قد يتصوره البعض. وأعرف باني لم أعط للموضوع حقه ولكني اترك المجال لأخوتي بالتعليق والإغناء. اللهم زد وبارك بكل جهد نبيل لخدمة الانسانية.


علي سيدو رشو
رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين
ناشط في مجال حقوق الانسان
القاهرة في 25/حزيران/2008

0 التعليقات: