اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


لقد كتب العديد من الكتّاب والباحثين والمستشرقين في الشأن الإيزيدي وحيثياته، فاختلفوا في بعضه واتفقوا على البعض الآخر، معللين هذا التباعد في الفهم على أنه يرجع إلى أسباب موضوعية خاصة بقلة المصادر الحقيقية أو بسبب ندرة الذين توصلوا إلى الحقيقة التي ينشدونها. ومهما كانت الأسباب فلكل منهم أعذاره التي يدافع بها عن نفسه وفكرته لكي يبرر ما توصل إليه، ولكن بشكل عام كانت المصداقية واضحة في أغلبها عندما كانوا يصطدمون بحقيقة وحدانية الله كإحدى أهم أركان العقيدة الإيزيدية. ولقد أنبرى كتّاب عديدون وتصدوا للفكر الظلامي الذي مورس بحق الإيزيدية وبعض الأقليات الدينية الأخرى المتعايشة مع المجتمع الإسلامي أمثال السيد زهير كاظم عبود ود.خلف الجراد والباحث جورج حبيب ود.منذر الفضل وغيرهم من الأعلام الذين شهروا سيف الحق بوجه الذين تطاولوا على حقائق الشعوب ومعتقداتهم. ولكي لا نطيل من المقدمات على السادة القراء احتراماً لوقتهم الثمين، نود أن نشير إلى المغالطات التي وردت في كلام السيد أنس محمد شريف الدوسكي مؤلف الكتاب المذكور والتي لا يمكن التغاضي عنها أو جعلها تمر بهذه السهولة على المجتمع الإيزيدي الذي يتحلى بصفات المجتمع الراقي القابل والتّواق لاستيعاب الحضارة.
بدء المؤلف مقدمته بآيات قرآنية وكأنه يخاطب مجتمعاً مسلماً يؤدي الفرائض الخمسة بدون أدنى نقص، ثم جمع مادته من أكثر من 190 مصدراً إضافةً إلى المقابلات التي أجراها والتي للأسف تم تأويلها وتحريفها عن معناها الحقيقي، وبذا تجاوز على مَن قابلهم وأخذ منهم جزء من مادته الأساسية. ولكي نختصر الزمن، فإننا سوف نقتبس من الكتاب بعض الكلام ومن ثم نترك الحكم للقاريء الفاضل ليحكم بعد أن نسجل رأينا به. فلقد ورد في ص9و10 منه ما يلي:
" أما بعد: لقد أنعم الله عزّ وجّل على الإنسانية ببعث الرسل، فكانوا هداة إلى النور، يبينون للناس جادة الحق، ويعلمون الناس ما لهم وما عليهم، ويعرّفونهم ذات الباري وأوصافه وأسمائه، فكان توحيد الله تعالى هو الأساس لكل دعوة سماوية، ولكن بعد الابتعاد عن الأصول التي بينّها الرسل للناس كانوا يقعون في غياهب الظلام والانحراف عن العقيدة والتوحيد، وكثيراً ما ظهرت طرق وجماعات تدعوا إلى التوحيد والأهداف الدينية السامية. ولكن بعد مرور الزمن أصبحت نفس الطريقة أو الجماعة التي كانت في الماضي داعية للحق تدعوا للشرك والظلام، مصابةً بالجهل والانحراف.
وهذا ما حدث لفرق إسلامية كثيرة، لسبب أو لآخر انحرفت عن جادة الحق، وأنا في بحثي هذا بصدد دراسة فرقة من تلك الفرق المعروفة الآن باسم اليزيدية المنتشرة بين بني جلدتي (الأكراد)، وهم أتباع الشيخ عدي بن مسافر الهكاري –رحمه الله-(ت سنة 557 ه) والمعروفون من قبل بالطريقة العدوية، حيث خدموا الإسلام والمسلمين بإتباعهم طريقة الشيخ عدي، وجاهدوا في الحروب الصليبية أيما مجاهدة، ثم انحرفوا لأسباب أذكرها في البحث إن شاء الله، والآن هم طائفة تسمى باليزيدية لها وزنها وثقلها في كردستان ولنا أن نعرف شيئاً عن تاريخ هذه الفرقة وعقائدهم.
أهمية الموضوع وسبب اختياره: تكمن أهمية هذا الموضوع، وسبب اختياري لدراسة هذه الفرقة في النقاط التالية:
إن الوجود اليزيدي في العالم الإسلامي أصبح واقعاً لا يمكن تجاهله، فهم منتشرون في كردستان العراق بكثرة، وفي شرقي الأناضول وشمال سوريا وأرمينيا وجورجيا.
إن فرقة كهذه مستحقة للدراسة ليتبين حالهم للمسلمين، ويتعرفوا على معتقداتهم، وكيف أنهم كانوا مسلمين غيورين على الإسلام ثم لإتباعهم طرقاً خاطئة وابتعادهم تدريجياً عن السنة وقعوا فيما وقعوا فيه، وآل بهم الحال إلى هذا المآل.
هذه الطائفة أصبحت محط أنظار للجمعيات والمنظمات التنصيرية يريدون أن يستغلوها لمآربهم الخبيثة بنشر فكرة أن اليزيدية انسلخت من النصرانية.
ظهرت دعوة جديدة بين مثقفي اليزيدية تدعو إلى أنهم كانوا موجودين قبل الإسلام، وهم من بقايا الزرادشتية، أو حتى المثرائية، وهي دعوة استحدثها المستشرقون لأغراض معلومة.
فأريد أن أوضح وأبرهن على أنهم مسلمون انحرفوا عن هذا الدين، وأسد الطريق أمام كل دعوى لا يحمد عقباها". انتهى الاقتباس
إذن بدأ المؤلف كتابه بهذه المقدمة المليئة بالأفكار السلفية التي تشجع وتغذي روح الفتنة وتشحن وتثير الحقد الطائفي فيما بين الإيزيدية من جهة وبينهم وبين المسلمين والمسيحيين من جهة ثانية. ويذكر مناقب الشيخ عدي بن مسافر بشكل يثير الاستغراب على أنه داعية إسلامية قلما وصل إلى درجته في الدعوة الإسلامية مستشهداً بأحاديث نبوية وآيات قرآنية وكأنه اكتشف المجهول الذي انتظرته البشرية طوال عقود من الزمن. وعلى الجانب الآخر،هاجم ابن أخيه الشيخ حسن هجوماً عنيفاً وحمّله مسئولية ما جرى بحق اليزيدية (كفرقة ضالة)، وخالفت طريق الصلاح والرشد التي بناها الشيخ عدي بعد أن زيّد في غلوها. ولكنه نسي في الوقت نفسه بأن الشيخ عدي بقى على نفس منزلته الرفيعة حتى بعدما قتل بدر الدين الشيخ حسن، بل زادت من تلك المنزلة لدى المجتمع الإيزيدي. ولو كان الأمر حسب رأيه في زيادة غلو الشيخ حسن بتغيير الطريقة العدوية، لتَبيّن ذلك في سلوك الإيزيدية فيما بعد زمن الشيخ عدي.
إن الشرط الأساس الذي يجب أن يتوفر في الباحث ،أي باحث، هو النزاهة والحيادية في تحليل الوقائع عندما يتعلق الأمر بواقعة ما، وخاصة عندما يمس الموضوع عقيدة أو فكر لمجتمع عاش عشرات المئات من السنين في بيئة وخلّف تاريخاً وساهم في البناء والدفاع عن معتقده بطريقة مشهودة وضحى من أجلها. فلا يمكن لأمر مشحون بالحقد لمجرد الاختلاف في العقيدة، أن يعطي الحق بتجاوز كاتبٍ ما على أصول ولياقة البحث ويتجنى على غيره من دون وجه حق، رامياً بأسقامه على الباحثين والشخصيات التي لها باع طويل في الفكر والتربية. ولقد وجدنا الباحث يؤكد بشكل غير اعتيادي على رسائل أبن تيمية واعتبرها المحور الأساس في توجيه الدعوة والنصح للإيزيدية للتراجع عن عقيدتها (الفاسدة). فماذا جنى منها سوى المزيد من تمسك الإيزيديين بديانتهم؟ لأنه لا يعقل أن يستمع الإيزيدي إلى دعوات تصدر من شخص يختلف عنه في العقيدة بهدف الإصلاح.
إننا لا نريد أن نعطي أهمية كبيرة لهذا الكتاب لكي لا يشعر كاتبها بأنه بإمكانه سد الطريق على كل دعوة تخالف رأيه، ويقول بأن الإيزيدية أصبحت واقعاً لا يمكن تجاهله في العالم الإسلامي. فنقول له ولأفكاره التي عفا عليها الزمن بأن الإيزيدية كانت إحدى أهم الأقوام التي سكنت بابل قبل أن ترى الديانات المركزية النور، وساهمت بشكل كبير في تهذيب البشرية لقبول الأفكار والإرشادات التي جاءت بها تلك الأديان. عليه، فلسنا طارئين على أحد وكنا ولا زلنا وسنظل نعيش بكرامتنا في بلدنا الذي دافعنا عنه بكل غالِ ونفيس لكي يبقى عزيزاً عصياً على الأفكار المتطرفة التي لا تعرف سوى زرع الفتنة وقتل الطموح وبث الظلام في مجتمع تّواق يدعو إلى التحرر من قيد الأفكار السلفية التي لا ترى الحياة إلاّ من الزاوية المظلمة. وكان من الأولى به أن يرد على القمص زكريا بدلاً عن هذا الجهد والوقت، أو أن يشير (إنصافاً)، إلى عدد حملات الإبادة التي قادتها أجداده على الإيزيدية لكي يعرف فيما إذا كانوا طارئين على العالم الإسلامي ودخلوا البلاد خلسةً. ولماذا كانت تلك الحملات التي كانت تحصد مئات الآلاف من الإيزيديين المسالمين على أرض الواقع؟ وهل كانت لشيء سوى لأنهم كانوا من الموحدين على طريقتهم الخاصة ومؤمنين بديانتهم العريقة؟
وفي الفقرة التالية يريد أن يبين للمسلمين كيف أن (فرقة) كهذه كانوا مسلمين غيورين على الإسلام وجاهدوا في الحروب الصليبية أيما مجاهدة ثم انحرفوا. وفي هذا (تخريف) وتحريض واضح ويريد أن يقول بأن قتلهم وسبي نسائهم ومصادرة أملاكهم حلال حسب الشرع الإسلامي. وهو بذلك يثير في الأفق مسألة إحياء الفتاوى الدينية التي تبيح هذا الأمر وإعادة حملات الإبادة التي قادتها أجداده على الإيزيدية، والتي فاقت حدود التصور البشري في حينها بشهادة الكتّاب والباحثين المنصفين من المسلمين أنفسهم. فقد ذكر الباحث رشيد الخيون في جريدة الاتجاه الآخر، العدد 176، بأنه في عهد الخلافة الإسلامية تم نقل رأس ثلاثمائة إنسان إيزيدي من سنجار إلى الاستانة كدليل على الانتصار في المعركة مع الإيزيديين. كما وأن حملة محمد باشا الراوندوزي الكردي الملقب ميركور سنة 1834م على اثر فتوى دينية من الملا يحيى المزوري، على الإيزيدية سوّت 42 قرية من منطقة الكلك القريبة من أربيل وإلى حدود مدينة الموصل في معركة واحدة، وأبادت مائة ألف إيزيدي (قياساً بالفترة الزمنية تفوق الأنفال الكردية الحالية بعشرة أضعاف)، وذبح الفارّين من المعركة في تل قوينجو ذبح النعاج بعد أن رفع والي الموصل محمد سعيد باشا، الجسر المتنقل من على نهر دجلة عندما علم بفرار الإيزيدية من تلك الحملة. فغرق من غرق في نهر دجلة وذبح الناجون من الغرق في تل قوينجو، وبذلك لم ينجوا إيزيدي واحد في تلك المنطقة من حملة الراوندوزي. فنرد عليكم ونقول، بأن وجودنا ليس طارئاً بل نحن أقدم منكم في هذا الأرض والأدلة لا تحصى.
أما بخصوص الافكار التي أتت بها الحركات التنصيرية التي أدعى الكاتب بأنها كانت تروِّج على أن الإيزيدية انسلخت من النصرانية، فيريد بهذا القول على أن هذه (الطائفة) هي جزء من العالم الإسلامي ويسد، كما يقول، الطريق أمام كل دعوة تخالف أو لا تؤكد إسلامية الإيزيديين. ثم عرج على أن كل دعوة تدّعي بقِدم الإيزيدية هي دعوة باطلة وليس لها أية جذور من الأصل سوى إنها فرقة رمقت كالسهم من الإسلام، وهذا ليس بجديد على الواقع الإيزيدي، على الأقل على مستوى الكّتاب من هذا الصنف. وبخصوص القول بأن الإيزيديين هم من بقايا الزرادشتية أو المثرائية بحسب إدعاء بعض المثقفين الإيزيديين على حد زعمه فنقول، إن الذي يشير إليه السيد الباحث هو من أفواه بعض الإيزيديين التابعين لحزب العمال الكردستاني ومن الذين ليسوا بمؤمنين بديانتهم أصلاً. ولم نسمع من كاتب إيزيدي أو مسلم تبّنى الحقيقة في مؤلفاته قد قال، بأن الإيزيدية هي من بقايا الزرادشتية، ولكنهم يشيرون إلى العلاقة التي قد تربطهم بالبعض وبعض المشتركات لقرب الفترة الزمنية التي ظهرت فيها تلك الأديان وهذا أمر طبيعي في تسلسل ظهور الأديان بما فيه الإسلام، حيث لم ينزل الإسلام كدين بمعزل عن الأديان الأخرى، وإنما ظهر ليشرك القلب والعقل والحواس ليكمل على البقية وليس بديلاً أو مستنسخاً عنهم. ولكن لم نرَ السيد الكاتب قد اشار ولو بجملة واحدة إلى السادة الذين دحضوا النظريات والآراء التي أتى بها بعض المغرضين الذين تجاوزوا كل المقاييس، والتي لها نفس الباع على صفحات المطبوعات وخاصة في الفترة التي أعقبت سبعينات القرن الماضي في تفنيد الفكر الظلامي الذي لا يرَ النور إلا من زاوية واحدة في موضوعة الإيزيدية. وهو ينفي أية صلة للمجتمع الإيزيدي بالعمق التاريخي إلاّ من خلال الإسلام، وفي هذا تجني كبير على حجم المعاناة والتاريخ والفلكلور وضحايا الإيزيدية جرّاء حملات الإبادة. ونود القول رداً على إدعائه بأن النساء الإيزيديات يرتدين الحجاب، تيمناً وحفاظاً على (إسلامهن)، سامحك الله على هذا الإفتراء. هل أن الحجاب في الإسلام هو الكوفية التي تلبسها نساء سنجار، أم (الصحن أو الفيس) بسكون الفاء، التي ترتديها نساء الشيخان أوبعشيقة أو حتى في تركيا.
إن للإيزيدية عمق تاريخي وأصل لا يستطيع أحد إنكاره ولكم أن تتطلعوا على مقالنا المنشور على صفحة الانترنت www.dasin.net/yca والتي أعتمدنا فيها على مصادر موثوقة بأن اليزيدية كانت إحدى الأقوام التي سكنت بابل قبل الميلاد وساهمت بشكل أو بآخر في تغيير الوجه الديموغرافي والحضاري في منطقة بلاد الرافدين. وأن الإيزيدية حالها حال أية ديانة تتكون من قوميات مختلفة ومنها الكردية وأنها أثرت وتأثرت ببقية الأديان المنتشرة في المنطقة سلباً وإيجاباً ومنها الإسلام في المراحل المتأخرة. ولكن لنعود إلى المحور الأساسي في موضوعنا ألا وهو العنوان الرئيسي الذي اختاره السيد المؤلف، وادعائه بالغلو الذي أصاب الإيزيدية في فترة حكم الشيخ حسن وكيف قادهم إلى طريق (الإنحراف)، حسب مفهومه، بعد أن هذبهم الشيخ عدي على الطريق الصحيح (يقصد الإسلام).
من المعلوم في الأدب الديني الإيزيدي هو احترام جميع النبيين والصحابة والصالحين على اختلاف دياناتهم ومذاهبهم والدفاع عنهم، وقد وردت أسماء غالبيتهم فيه بالمدح والثناء ولكن هذا لا يعطي الحق لأحد لكي يقول بأنه ورد أسم النبي الفلاني في الدعاء الإيزيدي، لذلك فإنه دلالة على عائدية هذا الدين إلى الدين الفلاني. وعندما نقول بأن قصة يوسف عليه السلام مذكورة بنفس القيمة والأهمية في التوراة، فهل يعني هذا بأن الإسلام رمق من اليهودية كالسهم؟ ثم إذا كان الشيخ حسن قد غالى بهذه الدرجة والقوة في حرف عقيدة الشيخ عدي، فلماذا هذا التبجيل والاحترام للشيخ عدي من قبل أتباع الشيخ حسن أنفسهم؟ ولماذا ظهرت الإيزيدية (بعد العدوية) وهي لا زالت تحترم وتردد أقوال الشيخ عدي وتعتبرها المرجعية الأساسية في جميع شئون الحياة؟ وكذلك نوجه سؤالنا للكاتب ونقول، لماذا تم نبش قبر الشيخ عدي مرتين وحرقت عظامه أمام الإيزيديين؟ ومَن نبش قبره؟ وهل من ذكر ومقامات للشيخ عدي كما للشيخ عبدالقادر الكيلاني في أدبيات الإسلام إذا كان بهذه الأهمية الدينية؟ وهل من المعقول أن يدافع الانسان بهذه القسوة والتضحيات تصل حد الإبادة الجماعية من أجل أفكار خاوية لا تستند على أرضية وإيمان حقيقيين؟
ولذلك، ولكي نسلط الضوء على خلفية وما سيترتب على تداعيات هذا الكتاب نود قول الآتي:
1- التعبير عن عدم رضانا واحتجاجنا على إصدار هذا الكتاب في هذا الظرف والذي لم يصل إلى مستواه في التهجم على الديانة الإيزيدية أي مؤلف من قبل.
-2نرى من خلال قراءتنا للكتاب بأنه هنالك جهة سياسية ودعم مادي من وراء هذا المطبوع، وفي هذا الوقت بالذات لخلق وإثارة فتنة فيما بين الإيزيديين والمسلمين بمذاهبهم.
-3إن الدعوة بالاستيلاء على معبد لالش واضحة وصريحة لا لبس في المطالبة بها، وذلك واضح من خلال التأكيد على كون الشيخ عدي كان يدعو بإخلاص إلى الدعوة الإسلامية وأن الشيخ حسن قد حرّف هذه الدعوة ويجب إعادة الأمور إلى نصابها.
- 4إعتبار الحديث عن أي كلمة، مثل السّتة أو الشريعة أو باطن أو ظاهر هو من اختصاص الإسلام فقط ومن يتحدث بهذه المصطلحات، فإنه بالنتيجة هو يعود إلى الإسلام.
-5شرح وتفسير وترجمة الأدعية والأقوال بشكل سلبي بعيد عن المعنى الحقيقي لها كما في السطر الاخير من الصفحة 321 والثاني من 322 والثاني من 323 ورابعاً من 330 والسطر الخامس من الصفحة 331 والفقرة الرابعة من 330 والصحيح في الترجمة هو "نبي الله عيس من الانبياء الاتقياء" والفقرة 2 من 353 وكيف تعمّد في ترجمتها بشكل مختلف. وهكذا البقية المليئة بالتفسيرات الخاطئة عمداً أو تجاهلاً، وحشر أسم النبي محمد في أماكن ليس لها علاقة بالموضوع، وربط كلمة الصلاة بكل كلمة دعاء، في الوقت الذي لا يوجد صلاة بمعنى الصلاة في المعتقد الإيزيدي وإنما الدعاء الذي يختلف في أداء الحركات عن مفهوم الصلاة ولا يشترط وضع اليد اليمنى فوق اليسرى. وكل هذا لكي يغطي على افكاره وربط الأمور بالإسلام زوراً.
-6إعتبار الكتاب بمثابة فتوى لقتل الإيزيديين كمرتدين عن الإسلام واستباحة أموالهم وسبي نسائهم كما فعل أجداده من قبل.
وعلى هذا الأساس فإننا نطالب حكومة كردستان باتخاذ الإجراءات التالية.
سحب هذا الكتاب من التداول وعدم إعتباره من المصادر المعتمدة لما يحمل من تطرّف وفكر سلفي رجعي.
يطالب المجتمع الإيزيدي وزير الثقافة في كردستان بالاعتذار عن هذا الخطأ الذي جاء بموافقته على طبع الكتاب. وبخلافه يحتفظ المجتمع الإيزيدي بحقة في المطالبة بما يمكن المطالبة به من ضرر مادي ومعنوي جراء هذا الكتاب وتحميل حكومة كردستان تبعات وتداعيات الموضوع.
يطالب المجتمع الإيزيدي جامعة الجنان في لبنان بالكف عن الإشراف والموافقة على الأبحاث التي تثير الفتنة والتفرقة وتحميلها مسئولية ذلك في المستقبل. حيث كانت سابقاً قد أشرفت على إصدار بحث السيد آزاد سعيد سمو والذي كان على نفس النحو من المغالطات المقصودة.
هنالك فرق بين حرية الصحافة وخلق الفتنة بشكل متعمد ومدروس، ولذلك نرى بأن هذا الكتاب لا يدخل في باب حرية الصحافة بقدر ما يشعل ويدعم خلاف متعمق قد يشجع رد فعل عنيف في الجانب الآخر، وتتحمل الجهة البادئة مسئولية ما سيترتب عليه. وإننا بهذا ندعو كافة الإيزيديين بضبط النفس والرد السلمي الهاديء والبعيد عن الانفعال والتشنج لكي نفِّوت الفرصة على مثيري الفتنة والاستفزاز، مع إستخدام الاسلوب الحضاري في التعامل مع هكذا انتهاك لحقوق مجتمع بكامله.
سوف نعلِم المنظمات الدولية ذات الاهتمام بشأن الأقليات الدينية في العالم مستشهداً بالمادة 27 من الأتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الأقليات. ومنها المفوضية العليا لحقوق الإنسان/ جنيف / قسم شئون الأقليات، ومنظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان، والمفوضية العليا لحقوق الأديان في كل من بريطنيا والولايات المتحدة الأمريكية، والشبكة الدولية لحقوق الإنسان، والمؤسسة الكندية لحقوق الإنسان، وشبكتي العراق والشرق الأوسط لحقوق الإنسان (حيث إننا أعضاء مؤسسين فيهما)، ووزارة الثقافة في كردستان، ووزارتي حقوق الإنسان والمجتمع المدني في العراق، والبرلمان العراقي وبرلمان كردستان، ورابطة الدفاع عن حقوق الإيزيدية، والمنظمات العربية المدافعة عن حقوق الإنسان، وأكثر من 140 منظمة على مستوى العالم والتي شاركت في البرنامج العالمي لحقوق الإنسان في كندا عام 2005 . لتعبئة الرأي العام العالمي وحشد الدعم من خلال مجموعة من الشخصيات والمحامين الذين تبرعوا للدفاع عن حقوق الإيزيدية في كندا والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي. إضافةً إلى المحاضرات والندوات التي سوف نعقدها في مناطق سكنى الإيزيدية لنشر ثقافة حقوق الإنسان التي يمكن من خلالها إقامة الدعوة على أية قضية تمس الحقوق الأساسية للإنسان ومنها إيقاف الانتهاكات التي تمس العقيدة الدينية. وبهذه المناسبة نوجه الدعوة إلى جميع المنظمات الإيزيدية في داخل وخارج العراق لقراءة الكتاب وإقامة الندوات لشرح الأبعاد والتداعيات والانتهاكات التي وردت فيه، ومن ثم المشاركة في الحملة التي ستقودها رابطة المثقفين الإيزيديين للرد عليه وإيقاف مثل هذه الممارسات التي أصبحت من الأمور التي تمس الحقوق الأساسية للأقليات الدينية حسب المادة 27 من العهد الدولي الذي تم ذكره آنفاً.

الهيئة الإدارية لرابطة المثقفين الإيزيديين في العراق
الموصل في 1/10/2006
yezidiass@yahoo.com

0 التعليقات: