اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


لقد كتبنا في احد مقالاتنا السابقة حول، كيف تموت المجتمعات والشعوب والاشخاص؟ وقلنا بأنها تموت عندما لاتنمي تاريخها. وأعود اليوم واقول؛ وا أسفاه، على ما جرى ويجري في هذا الوقت. لقد أقمنا الدنيا ولم نتركها تقعد عندما قتل المجرمون 24 عاملا من عمال النسيج في الموصل وقبلها ما حدث في الشيخان من كبرى الجرائم ضد الانسانية بالهجوم البربري جهاراً وامام السلطات على مدنيين ابرياء.
لقد مرت الذكرى الاولى لتلك الحادثة المشئومة (حادثة الشيخان) من دون ذكر كلمة واحدة أو مقال يشرح الاسباب والمسببات لذلك الاسبوع الدرامي في احداثه الرهيبة. في حين كان المفروض ان تكون كيوم حداد تضامنا مع بعض الذين لازالوا في السجون، وتأكيد لما جاء فيها من اعتداء سافر لأبرياء ليس لهم ذنب فيها وثالثاً لاقتراف جرائم بحق الرموز الدينية والمراكز والقيم الانسانية. وفي المقابل من ذلك رأينا عشرات المقالات والتي لاتزال تنهال على المواقع في أحداث حلبجة وغيرها من الأحداث التي جرت على الناس الابرياء.
فنثمن كل من يبّرز تاريخه بشقيه الابيض والاسود؛ الابيض، حتى يجعل من تلك النقاط مثابة وينطلق منها نحو الغد بما يحمله من تطور خلاق بايجابية مدروسة لاستيعاب الواقع الجديد. والاسود، لكي يستنبط منها العبر ويحدد موقفه من المسبب تحسباً لقادم الزمن وليس في هذا عيبا أو نقصاً أو حتى إثارة مقصودة. فكيف يُكتب التاريخ لكي يكون درسا للمستقبل ما لم يتم الاحتفال بتلك الاحداث؟ وهل التاريخ هو فقط سرد للأحداث أم كيف يمكن استنباط العبر من الاحداث؟
ومر يوم 22 نيسان الحالي من دون اشباع مواقع النشر بما حصل من ما يجب الكتابة عنه. ربما، يقال بأننا لا نريد إثارة المواضيع التي فيها حساسية عرقية. فإذا كان هذا هو السبب، فإنه بئس السبب لعدم الكتابة عنها أو اشباعها بما يجب على الاقل رعايةً لشعور عوائل وايتام وارامل هؤلاء الابرياء الذين لحد الآن لم يحصلوا على استحقاقتهم المادية كما يجب. فمرور هذه الأحداث من دون اشباعها كما يجب من التركيز الاعلامي، فإنما يشير إلى موت المجتمع بصدق وبالتالي سوف لن يخلق لنفسه حضارة على مر الزمن.
وعلى هذا المنوال فسوف تمر حادثة تل عزير وسيباية الشيخ خضر بنفس البرود، ولكنها قد تستغل بشكل سياسي سخيف وستضيف إلى رصيد الآخرين من الضحايا على حساب الغلابة وتاريخهم. إن هذا الامر لشي محزن حقاً أن يتغافل مثقفي المجتمعات عن ما يجب التركيز عليه بإحياء تاريخهم وتنميته كما يجب. فبناء الحضارة لاي مجتمع هي كما في تربية الأطفال بحاجة إلى أن تتمًون وتتغذى بشكل دوري بما يجعلها متفاعلة ومستمرة مع تطور الزمن وتجديدها بما تضيفها الأحداث من مواقف.


علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين
الجامعة الامريكية بالقاهرة
في 24/4/2008

0 التعليقات: