اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


مقدمة: (*)
إن قضاء سنجار، هي وحدة إدارية تابعة لمحافظة نينوى وأن غالبية سكانها من الإيزيديين وقد تبلغ نسبتهم فيها أكثر من 85%، والباقي من المسلمين من القوميتين العربية والكردية وهم بحدود 15%. فعقب سقوط النظام في 2003، أخذت سنجار نصيبها من النهب والسلب ولكن لم تصل في مستوى التخريب إلى ما وصلت إليه بعض المناطق الإدارية الأخرى في العراق نظراً لسيطرة البعض من الخّيرين على الوضع منذ وقت مبكر.
وعلى ضوء ما حصل من تغيير في الوسط السياسي وما رافقه من توجه ديمقراطي بإنشاء جمعيات ومنظمات غير حكومية، تم تشكيل رابطة المثقفين الإيزيديين كإحدى الثمرات التي رافقت عملية التغيير في العراق. وأن هذه الرابطة هي واحدة من المنظمات غير الحكومية التي تعني بالشئون الثقافية وقضايا المرأة وثقافة الأطفال وحل المنازعات التي تنشأ فيما بين الفئات الاجتماعية، أي أنها تهتم بنشر ثقافة حقوق الإنسان. إضافةً إلى رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنين على مختلف اتجاهاتهم القومية والدينية والعرقية في مجال حقوق الإنسان.
وقد شاركت الرابطة بممثلين عنها في برامج عالمية في مجال حقوق الإنسان ومنها برامج الشبكة الدولية لحقوق الإنسان، والمؤسسة الكندية لحقوق الإنسان، والبرنامج العالمي لثقافة حقوق الإنسان، والمعهد الأمريكي للسلام، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق. وفي الآونة الأخيرة شاركت الرابطة بممثلين عنها في برامج مكثفة مع المعهد العربي لحقوق الإنسان ومقره في تونس وبدعم من الاتحاد الأوربي، بإرسال كوادر من الرابطة للمشاركة في برامج دعم واقع المراة والطفولة، إضافةً إلى المشاركة في برنامج هادف لرصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان وكيفية كتابة تقارير عن واقع حقوق الإنسان. وقد رأينا بأنه لزاماً علينا في القيام بدورنا في هذه المهمة النبيلة لتثبيت حقوق الإنسان عندما تتعرض للانتهاك لكي نعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال هذه النشاطات وإعلام الجهات المسئولة بما يجري لتقوم هي الأخرى بالتعاون معنا في هذا الاتجاه.
ومن الآن فصاعداً ستقوم الرابطة برصد جميع الانتهاكات الممكنة والتي تجري بحق الإنسان ونشرها في تقارير دورية بهدف الحصول على معلومات ووثائق واقعية تحوي على تفاصيل انتهاكات حقوق الإنسان لكي تكون رادعاً لمن ينتهك حقوق الناس تحت عناوين ومسميات مختلفة، ولكي تصبح وثائق يمكن الرجوع إليها فيما بعد. وفي نفس الوقت ليصبح عاملاً في زيادة الوعي بثقافة حقوق الإنسان، ومن ثم إيصالها إلى الجهات المعنية بهدف مساعدة تلك الجهات للحصول على المعلومات الدقيقة عن ما يجري في مثل هذه ألاماكن البعيدة عن الرصد والتوثيق ومن ثم الحصول على الردود الرسمية لتمكين المنتهكين من ملاحقة حقوقهم المشروعة. ومن منطلق تقدير الرابطة للصعوبات التي تواجه الحكومة والمسئولين عن حماية حقوق الإنسان في مساعيها لفرض القانون وتقليل الجريمة، سوف نقوم بهذا الجهد المتواضع عسى أن نوفق في تقديم ما يمكن تقديمه من معلومات موثقة ومن أفواه ووثائق الذين انتهكت حقوقهم من حيث ما يقوم به الإرهاب والسلطات المحلية وقوات التحالف من حالات الخطف والقتل خارج القانون وقضايا المراة وانتهاك حقوق الأقليات ومنع وصول المواد التموينية والحجز والمداهمات والاعتقالات غير القانونية وما ينتج عن مثل هذه الأفعال وتداعياتها. ومهما يكن من أمر، فإن الحكومة ملزمة بالوفاء بالتزاماتها بموجب المعاهدات الدولية وتشريعاتها المحلية فيما يتعلق باتخاذ التدابير اللازمة للحد من معاناة الناس وتوفير الحماية التي تحافظ على كرامة الإنسان حتى في حالات الطواريء.
ولكون المنطقة تتمتع باستقرار نسبي قياساً ببقية مناطق العراق الساخنة، إلاّ أنها تعاني نفس معاناة أهل بغداد وغيرها من الأماكن الساخنة من حيث وصول الحصة التموينية والمحروقات والخدمات والاعتقالات العشوائية. لذلك، فإن خوفنا من أن ينمو التطرف وينتشر في هذا الوسط المستقر كبقية المناطق، هو الذي يدفعنا لأن نكون العين الراصدة لمثل هذه الأعمال لتنبيه المسئولين لما يحصل في المنطقة لكي لا تنزلق إلى ما لا يحمد عقباه.

حماية حقوق الإنسان:

الخدمات البلدية:

1- بخصوص هذا الموضوع هناك تلكأ كبير في هذا المجال من حيث نظافة البلدات والنقص الحاد في الماء الصالح للشرب وارتفاع سعر الخزان (1 متر مكعب) من الماء إلى ما يقارب العشرة الآف دينار،2- وعندما قدمت بعض المنظمات الإنسانية الدعم لهذا القطاع تم استثماره سياسياً من خلال مقاولين منتمين إلى جهات حزبية وتوزيع الماء على العوائل التي تنتمي إلى تلك الأحزاب وترك الآخرين من دون ماء وقد نقلت هذه الصورة إلى مسئول الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار يوم 24/2/2007.
3- ومن الجانب الآخر تنامي حجم الفساد الإداري والمالي الذي يرافق كل عملية تقديم خدمة وذلك لسيادة نظام الحزب الواحد وعدم الإعلان عن المقاولات أو الإعلان عنها سراً لحين إرساء المقاولة أو توزيعها حسب المعرفة وليس على أساس الكفاءة والخبرة. ويجري الآن منع وصول المقطورات لأخذ مياه الشرب النظيفة من داخل قصبة سنجار لمليء تلك المقطورات منها في مركز قضاء سنجار بحجة الوضع الأمني مما انعكس سلباً على صحة المواطنين المعتمدين على شراء الماء الصالح للشرب في المجمعات منذ سنة 1975 وخاصة مجمعي تل بنات وتل قصب،4- مما زاد من أمراض الإسهال والمغص الكلوي بشكل ملفت. لذلك إذا ما استمرت الحالة على هذا الشكل،5- فسوف تزداد نسبة الإصابة بالأمراض بشكل مخيف في الوقت الذي يمكن تلافيه من خلال تزويد أصحاب المقطورات بباجات دخول إلى مركز القضاء للتزود بالماء النظيف من الشمعات من داخل مركز القضاء.

الصحة:

أ- هنالك 11 مجمع سكني للإيزيدية فقط في قضائي سنجار والبعاج، منها 8 تابعين إدارياً إلى سنجار و3 تعود إدارياً إلى قضاء البعاج هذا فيما عدا القرى الصغيرة التي قد لا يزيد عدد نفوسها عن ألف شخص أو أقل من ذلك ومنها قرى العرب والتركمان والمسلمين من الأكراد. إن بعض هذه المجمعات يزيد عدد نفوسها عن 25 ألف نسمة ولا يوجد في أي منها ولو طبيب واحد عدا ما هو مركز ناحية فقط. ولا يوجد فيها أي مجال لتقديم الخدمات الصحية للمراة الحامل وحالات الولادة والأطفال على أساس الاختصاص. وقد حصلت حالات وفاة عديدة لنساء قبل وصولهن إلى المستشفيات في مركز القضاء أو الناحية بسبب الصعوبات في التنقل والظرف الأمني، خاصة إذا ما علمنا بأن غالبية حالات الولادة تحصل ليلاً. وقبل يومين من كتابة هذا التقرير، توفيت إمرأة مع جنينها الذكر الذي ولد بعد الحادث مباشرة من مجمع خانصور بحادث سيارة قبل وصولها إلى المستشفى، وتوفيت اليتيمة "محبت" على أثر حالة ولادة لعدم وجود طبيب في مركز ناحية القحطانية وحالة الفقر المتقع التي كانت تعاني منها، إضافةً إلى العشرات من الحالات المماثلة. وبعد التحري عن حالة المجمعات، لم يكن في أي منهم ملحق للطواريء ولو سرير واحد لتقديم الإسعافات الأولية لحين الوصول بالمرضى والمصابين، الذين هم في تزايد مستمر بسبب زيادة وتنامي العنف والإرهاب والقتل العشوائي وحالات الانتقام، إلى المستشفيات. ومن أهم المشاكل التي تعيق العمل في مستشفى سنجار الآن هو عدم توفر غاز الأوكسجين لحالات الطواريء كالربو مثلاً، أو لإجراء العمليات الجراحية.
ب- بعد أن شدد الإرهاب قبضته على الإيزيديين وعدم إمكانية الوصول إلى المستشفيات في الموصل، فإن الناس اضطرت للذهاب إلى أربيل أو دهوك للمعالجة. وفي أفضل الأحوال فإن السفر إلى دهوك وهو أقرب مكان آمن للوصول إليه قد يستغرق على الأقل 6 ساعات فيما إذا لم يكن هناك عائق طبيعي أو ظرف أمني. لذلك ولكون معظم الناس تعيش تحت خط الفقر المتقع، وبسبب ارتفاع أسعار البنزين وما يترتب عليها من ارتفاع في أجرة وسائط النقل والبطالة الهائلة وتنامي مستوى الفقر والمرض والهجرة هرباً من هذا الواقع المرير وعدم وصول المواد التموينية لفترة أكثر من ستة أشهر. تتعرض المنطقة بين آونة وأخرى إلى بعض الهزات التي توحي للآخرين بأنه تمرد وعصيان أو يؤول على انه تعاون مع الإرهاب أو البعثيين وغيرها من التأويلات غير الواقعية لتشبيك المنطقة في أمر لا تستطيع معه حتى الدفاع عن نفسها لإيقاع الإيزيديين في تشبيك متعمد.

التعليم:

أ- بما أن التعليم يعتبر حجر الزاوية في نهضة أي مجتمع وتنميته وخاصة التعليم الأساسي، فإن مستوى
التعليم الآن في قضاء سنجار يسير بشكل مؤسف ومخيف من حيث نوع التعليم وحجم البنايات التي لم يتم تحديثها منذ عام 1975 ونسبة عدد التلاميذ إلى عدد المعلمين والتي تزيد غالباً عن 200:1، وعدد التلاميذ في الشعبة الواحد التي قد تزيد عن 90 طالباً في الشعبة الواحدة، وتدني المستوى ألمعاشي لسلك التعليم على ضوء ارتفاع الأسعار، والمستوى العلمي للمعلمين الذين لم يدخلوا دورات تربوية ومعظمهم من خريجي الدراسة المتوسطة أو الإعدادية من الذين ليس لديهم أدنى مستوى من الخبرة في التدريس مما يعكس الصورة المتعمدة في تكريس التخلف والأمية فيما بين الإيزيديين من دون بقية الشعب العراقي. وأن هذا العمل سوف يساهم في خلق أجيال من الأميين، إضافةً إلى الازدواجية في العمل الإداري فيما بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان وعدم اهتمام أي من الجهتين بما تحتاجه المنطقة بحجة غموض عائديتها لحد الآن.
ب- تعرض أكثر من ألف طالب جامعي في جامعة الموصل إلى ترك الدراسة فعلياً واللجوء إلى ظروف قاهرة والهدف منه هو الإبقاء على تخلف الإيزيديين وعدم السماح لهم بمواصلة تعليمهم العالي، إضافة إلى لجوء جميع الأساتذة من جامعة الموصل إلى جامعات كردستان وتحمل أعباء السفر وترك أعمالهم وممتلكاتهم الشخصية في الموصل بعد التهديد الذي نفذته قوى مسلحة بحق الأبرياء من الإيزيديين.
ج- قمنا بإعداد دراسة على ضوء استبيان شملت عشرة مدارس ما بين ابتدائية وثانوية وبنين وبنات، فكانت النتيجة مؤلمة لما احتوت على بيانات مخيفة من حيث تدني المستوى التعليمي والخدمات الصحية ووسائل التعليم الحديثة والمختبرات ووحدات الحاسوب ونسبة عدد المدرسين والمعلمين إلى عدد الطلاب المتنامي بشكل كبير وعزوف المعلمين عن التدريس بسبب الوضع ألمعاشي والظرف الأمني المتدهور خاصة فيما يتعلق بالمدرسين الذين هم من خارج المنطقة. وإذا ما استمر الوضع على هذه الوتيرة، فإن المجتمع الإيزيدي سوف يفقد إحدى أهم حقوقه الأساسية في الحياة ألا وهو التعليم.

4- مراقبة وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان:
ا- من خلال الاتصال مع مجموعة من المفرج عنهم من سجون ومعتقلات قوات التحالف أو القوات العراقية لم نتمكن من الحصول على ما ينبغي من معلومات تفيد وتزيد من حماية حقوقهم وذلك لعدة أسباب في رأينا: الأول هو عدم قناعتهم بالجهات المدافعة عن حقوق الإنسان وإمكانيتهم في تحقيق بعض ما يمكن من إعادة حقوقهم، وهذا ناجم عن قصور في فهم ثقافة حقوق الإنسان. حيث إننا لم نكن جهة نستطيع أن نحقق لهم مكاسب آنية سواء كانت مادية أو معنوية، وإنما نحن جهة نستطيع فقط تثبيت وتأمين حقه من خلال المواثيق الدولية التي تنص عليها المعاهدات التي وقعت عليها الدول وهي في غالبيتها اتفاقيات غير ملزمة. وثانياً هو ما يجري من انتهاك علني لحقوق الإنسان وعدم قدرة الأجهزة الحكومية في حماية المواطن، أي فقدان الثقة بالدولة وأجهزتها الحكومية. وثالثاً وهو الأهم هو خوفهم من الجهات التي اعتقلتهم سواء كانت جهات حكومية أو أحزاب سياسية أو قوات أمريكية من أن تحاسبهم في ظل أوضاع أمنية سيئة. وقد اتصلت بعدد غير قليل من المفرج عنهم للإدلاء بمعلومات عبر استمارة رسمية معدة لهذا الغرض من قبل الشبكة الدولية لحقوق الإنسان لتقديمها إلى الجهات المعنية بهدف توثيق تلك المعلومات والحفاظ على حقوقهم الشخصية. ولكن للأسف لم نتمكن من الحصول على نتائج مسجلة على الاستمارة الرسمية بالرغم من بقاء قسم منهم لأكثر من شهرين في المعتقل بدون تحقيق أو حتى معرفة السلطات القضائية بهم. فقد أمضى السيد جمال علي حجي 43 يوماً في الحجز دون محاكمة أو حتى علم القاضي، وبعد الإفراج عنه قبض عليه من قبل شرطة المكافحة مع شمدين إسماعيل وعلي تاجدين. وفي يوم 1/5/2007 تم اعتقال السيدين سعيد مندو حمو وخليل رشو (عضوي المكتب السياسي للحركة الإيزيدية من أجل الإصلاح والتقدم)، بعد مداهمة بيتيهما من قبل قوات الحرس الوطني في مركز ناحية القحطانية.

ب- ولذلك ندعو الجهات الدولية المعنية بهذا الأمر أن تدعم المنظمات التي تهتم برصد وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان لكي تقوم بنشر ثقافة حقوق الإنسان وزيادة الوعي بهذه الثقافة ليتعرف المواطن على آلية المطالبة بحقوقه في حالات الانتهاك وما يمكن تحقيقه ومعرفة الانتهاكات التي تحصل للمجتمع، لأن غالبية الناس لا تعلم بحقوقها المشروعة. وأن هذه الثقافة تحتاج إلى تدريب حيث يجب أن يتعلم الجوانب الفنية التي يجب التركيز عليها كما هو الحال في مجالات حقوق الطفل والمراة والتعذيب في السجون والإعدامات خارج القانون وحقوق الأقليات والتجاوز على حرمة الأماكن المقدسة وغير ذلك من الحالات، وخاصة ما يتعلق بالسجناء الذين أمضوا فترات طويلة من دون محاكمة أو استجواب بعد أن دوهمت بيوتهم من غير أذن شرعي، وإجبار البعض على انتهاج سلوك معين أثناء لحظة الاعتقال خوفاً من أن يكونوا إرهابيين بزي حكومي.
ج- لا يزال السكان المدنيون وخاصة الأقليات الدينية والأثنية والعرقية في العراق هي إحدى أهم أهداف الجهات الخارجة عن القانون، وبعض المتطرفين الذين يمارسون ألقتل على الهوية من أخطر ما يتعرض له هذه الجماعات، بل والبعض ممن يرى في ذلك مصلحته في إفراغ البلد من سكانه الأصليين بقوة السلاح واستخدام أدوات المقاومة والمسلحين في تحقيق ذلك. ولكون هذا التقرير يعتبر الأول من نوعه فلا بأس من ذكر جميع ما حصل منذ السقوط ولحد الآن ليكون الأرضية لما قد ينبني عليه مستقبلاً. ففي سنجار وصل عدد القتلى الإيزيديين من المدنيين منذ السقوط ولحد الآن 123، وفي الشيخان وصل العدد إلى 67، أما في بعشيقة فقد بلغ العدد 59 مدنياً أي ما مجموعه 249 ، وزادت عدد العوائل التي نزحت وتركت أعمالها بسبب تلك الأحداث عن 250 عائلة، ما عدا الحالات التي رافقت ذلك وعدد الأيتام والأرامل التي خلفتها تلك المأساة. وأن المأساة الكبرى هي في زيادة عدد الأيتام والأرامل الذين أصبحوا يشكلون عبئاً كبيراً على الواقع الاجتماعي والسياسي.
د- لقد حدثت مآسي من خلال هجوم إرهابي في 15/2/2007 من قبل عدة آلاف من العشائر الكردية على الإيزيديين في مركز قضاء الشيخان وحرق ونهب ممتلكات عامة وخاصة ومراكز ثقافية وما رافقها من قذف وتجاوز على الرموز المقدسة وهي لا تختلف عن أي جامع أو حسينية أو كنيسة، وكذلك التجاوز على بيت الإمارة وترتب على ذلك تغيير ديموغرافي وإحداث خلل في التركيبة السكانية بهدف إخراج الإيزيديين من مناطقهم الأصلية وإحلال المسلمين من الأكراد مكانهم. وقد ولدّت تلك الحالة ردة فعل عنيفة لدى الشارع الإيزيدي والمجتمع الدولي وانعكس تأثير تلك الحالة على نفسية المجتمع الإيزيدي مما زاد من التفكير بالخروج من العراق وزادت على أثرها طلبات الدعوة للهجرة والتسجيل لدى المنظمات الدولية.
ه- على غير بعيد من تلك الحادثة المشينة التي حدثت في الشيخان، حصلت حالة مأساوية في بعشيقة وتم على أثرها قتل فتاة بدعوى غسل العار بطريقة بربرية في 7/4/2007 وهي ظاهرة مدانة من قبلنا، وقد حظيت باهتمام إعلامي لم يسبق له مثيل في تاريخ الصحافة العراقية وخاصة الصحافة في كردستان. مما أثار من غضب الإرهابيين وقاموا بقتل 24 عاملاً بريئاً من بعشيقة وبحزاني يوم 22/4/2007، وعدد آخر من سنجار والشيخان وتهجير البقية الباقية من الإيزيديين من مراكز المدن العراقية ليحصر الإيزيديين في مناطقهم ذات الغالبية الإيزيدية رغماً عنهم. إضافةً إلى ترك أكثر من 1200 طالب إيزيدي من جامعة الموصل والبقية الباقية من الأساتذة الجامعيين بسبب التهديدات المباشرة وحرق ممتلكات البعض منهم بعدما مغادرتهم لبيوتهم ومنهم عائلة الشيخ سليمان شيخ درويش، وأن البقية غير قادرة على نقل أثاثها لغاية الآن.
و- لقد انسحبت تأثيرات أحداث الشيخان وبعشيقة على العمل اليومي الذي كان عدة مئات من العمال الإيزيديين يعملون في كردستان، مما أثار من غضب المتطرفين المسلمين من الأكراد في دهوك واربيل والسليمانية وبقية مناطق كردستان بسبب التصعيد الإعلامي حول قتل دعاء بالتعرض للعاملين الإيزيديين، مما أدى إلى حصول اشتباكات ومضايقات وقذف وشتم الدين والمقدسات الإيزيدية والذي سبب ترك جميع العمال الإيزيديين في كردستان لأعمالهم وترك قسم كبير منهم أجورهم ومعاشاتهم مما أثار من غضبهم وتصعيد العمل ضد التواجد الكردي في سنجار وتم حرق بعض مقراتهم الحزبية في خانصور ومجمع الجزيرة. وقد أعقب الهجوم على مقراتهم، حملات دهم واعتقال وفصل ومنع وصول خدمات إلى مناطقهم عقاباً لهم وما إلى ذلك من مضايقات للناس.
ز- لم يكتفوا بهذا الذي جرى بحق الإيزيديين وإنما وصل الأمر بأن تعرض الإيزيديون في نقاط التفتيش الرسمية في كردستان إلى السب والشتم والبصق على ألهويات بعدما تأكدوا من أنهم إيزيديون كما حصل مع السيد خلف مراد حسو من مجمع الجزيرة بتاريخ 2/5/2007، إضافة إلى المضايقات عبر الهواتف النقالة كما حصل مع السيد حواس أحمد جونو بتاريخ 5/5/2007 الذي تعرض للإهانة من قبل صاحب النقال 07702129627، والتعرض لذوي المهن كالهجوم الذي حدث بتاريخ 3/5/2007 على مخزن للمشروبات في دورة "خالة حاجي"، في السليمانية بسيارة مرسيدس تقل مجموعة من المهاجمين على العمال الإيزيدين، وتخلصوا بأعجوبة بعد إهانتهم واخذ المشروب منهم بالقوة. وفي يوم 5/5/2007 وفي ضاحية كركوك، هاجمت سيارتي مونيكا محملتين بالأشخاص ثلاثة إيزيديين على مقربة من السيطرة وانهالوا عليهم بالضرب وقد قام أحد هؤلاء بضرب الأشخاص الثلاثة على نفس الطريقة التي تم بها قتل الفتاة دعاء، ولكن ولحسن حظهم مرت من هناك دورية أمريكية مما اضطر المهاجمين من الهرب وتركهم بعد أن أشبعوهم الضرب والسب والشتم.
ح- تم توزيع الاستمارة المرفقة على المواطنين في سنجار والقرى التابعة لها ومكتوب فيها علناً بأنه يجب نقل المواد التموينية إلى محافظة كركوك التي تم الترحيل منها. وفي هذا الإجراء مخالفة صريحة لما كان قد حصل من تهجير للإيزيديين الذين تم ترحيلهم من قرى في سنجار أو الشيخان أيام النظام السابق وتم إسكانهم في مجمعات سكنية ضمن نفس المحافظة (نينوى). فلماذا إذن يتم نقل البطاقة التموينية إلى كركوك؟ وهنالك كلام غير مؤكد بتسجيل أعداد من الأكراد المسلمين في محافظات دهوك واربيل على أمل تحويلهم إلى سنجار بهدف تغيير التركيبة السكانية فيها. لذلك نناشد الجهات الدولية بأن تتصدى لمثل هذه الخروقات التي تمس تغيير الواقع السكاني بهدف تغيير ديموغرافيته لأهداف سياسية لما يعتبر من إنه انتهاك لحقوق الإنسان.
ط- في يوم 27/2/2007 تم اختطاف الشاب حسن سلو خلف من أمام بيته في قرية السكينية بقضاء سنجار حيث كان يرعى بعض أغنامه وأفرج عنه مقابل مبلغ قدره 50000 خمسين ألف دولار أمريكي. وبتاريخ 17/3/2007، تم اختطاف المواطن خالد دخيل سيدو من قبل مجموعة مسلحة من قرية الصديد التابعة لقضاء البعاج، وأفرج عنه بعد أن تدخلت جهات متعددة ومفاوضات مجهدة. وفي 1/4/2007 اختطف المواطن خضر كطي خلف لوكو من بيته بعد استدراجه إلى محله لبيع الحديد وأفرج عنه مقابل 35000 خمسة وثلاثين ألف دولار أمريكي وكان قد تعرض لضرب اطلاقات نارية أثناء الاختطاف. وفي يوم 3/6/2007 تم اختطاف المواطن ميرزا خلف فارس من مجمع تل قصب عندما كان يحصد غلته بحاصدته، وبعد 9 أيام أفرج عنه مقابل 20000 دولار أمريكي. وعلى طريق بغداد تم اختطاف خمسة عمال إيزيديون مدنيين وهم 1- خالد كارص. 2- محسن رفو حسن. 3- فرج عبو رشيد. 4-سيروان حميد. 5- ستار خدر حسو عندما كانوا عائدين من بغداد إلى ذويهم. وفي يوم 22/6/2007، تم اعتقال المواطن كمال مراد خليل من مجمع الجزيرة أثر مداهمة بيته من قبل قوات الحرس الوطني. وكان المواطن حجو وابنه (مدنيان)، من سكان مجمع اليرموك قد تعرضوا للقتل على أيدي مسلحين مجهولين في ناحية ربيعة بتاريخ 17/6/2007. بينما كان شفان كجو بري (مدني) قد تعرض إلى حادث قتل يوم 6/6/2007 في ناحية ربيعة على أثر الانفجار الذي حدث في مركز الشرطة. وفي 5/6/2007 تعرضت سيارة لمجموعة من الكسبة الإيزيديين في ناحية الشمال بقضاء سنجار وكانت سيارتهم محملة بالفاكهة والخضر وقتل شخص وجرح آخر على أيدي مسلحين مجهولين. وفي ناحية الشمال/مجمع خانصور تعرضت ستة نساء مع ثلاثة شباب إلى القتل في ظروف غامضة، كما قتل ثلاثة نساء في مجمع بورك التابع لناحية الشمال في قضاء سنجار وبنفس الأسلوب أيضاً. وفي مجمع الجزيرة قتل ثلاثة شباب في ظروف غامضة وهم 1- جلال حسين. 2-خالد برجس. 3- جمال مسكين، كما تم قتل إمراتين في مجمع تل قصب بقضاء سنجار، وفي شهر نيسان قتل ابن الدكتور كفاح وشقيقة الدكتور عيس في حادث مؤسف في جبل سنجار على أيدي مسلحين مجهولين، كما تعرض ضابط مركز مجمع الجزيرة المدعو عبد سرحان إلى القتل على أيدي عصابة مجهولة، وفي 5/6/2007 تعرض شبان عرب من قرية الصديد إلى الهجوم من قبل مسلحين وقتل على أثرها شخصان. وكان قد تم قتل شاب عربي "متيوتي" غدراً في سنجار إضافةً إلى شابين مسلمين من مجمع دهولا على أيدي مجهولين، هذا بالإضافة العديد ممن لم نستطع الحصول على بياناتهم بشكل رسمي، وكان قد تعرض المواطن سعيد خديدا من مجمع تل بنات إلى الاعتقال من قبل القوات الأمريكية في شهر نيسان الماضي بعد إنزال جوي على مسكنة على أثر تهمة كيدية وأفرج عنه بعد ثلاثة أيام من التحقيق، وعندما طلبنا منه تدوين الحقيقة، امتنع بسبب الخوف الذي يتملكه رغم الوضع النفسي المزري لعائلته والخوف الذي بدا يسيطر عليهم بعد تلك العملية الرهيبة. وفي 20/6/2007 تم نسف دار أحد المواطنين في قضاء سنجار بعبوة ناسفة. وبتاريخ 1/7/2007 تعرض المواطن رشيد برجون من قرية كهبل للقتل مع حرق سيارتين محملتين بالمواد التموينية على أيدي عصابة مجرمة، وكان قد تعرض المواطن نايف من مجمع زورافا إلى القتل وحرقت سيارته الشخصية المحملة بالفاكهة والخضراوات على أيدي مجهولين. وفي 4/7/2007 تعرضت مركبة لحرس الحدود إلى كمين من قبل مسلحين مجهولين مما نتج عنها قتل احد الأشخاص المدعو مراد حسن شمو وجرح أربعة آخرين في نفس الحادث.
ي- بتاريخ 4/7/2007 التقينا بالمواطن خلف رشو خلف وروى لنا الآتي: في يوم 12/6/2007 وعندما كنا في قضاء الدور بمحافظة صلاح الدين منذ 11/7/2003، جاءتنا ثلاث سيارات سوبر محملة بأشخاص مدججين بالسلاح وطلبوا منا إما تغيير ديننا إلى الإسلام أو ترك المنطقة . وعلى أثر ذلك قمت في اليوم التالي بحمل عائلتي تاركين جميع ممتلكاتنا وأمتعتنا ورجعنا إلى سنجار نحن العوائل المدرجة في أدناه: 1- خلف رشو خلف من مجمع بورك. 2- خلف حسين برجس من مجمع كهبل. 3-بابير خديدة شيبو من مجمع تل قصب. 4- بركات خلف حسونة من مجمع سنون. 5- رشو قاسم يوسف من مجمع حطين. 6- بركات قاسم يوسف من مجمع حطين. ولكن بقت العوائل التالية أسماءهم أدناه في قضاء الدور وأجبروا على تغيير ديانتهم لعدم تمكنهم من العودة إلى سنجار بعد أن ضاقت بهم السبل وهم كل من: 1- يوسف سلو عفورا من مجمع حطين. 2- راكان عيدو من مجمع القحطانية. 3- مراد معاوية من مجمع الجزيرة. 4- بشار خلف من مجمع الجزيرة. 5- علي عيدو عرار من مجمع الجزيرة.
ك- غاب السيد حسين خلف من قرية الصولاخ/ غرب سنجار عن الأنظار في بداية حزيران/2007 ، ومن ثم عاد بعد ثلاثة أسابيع من غيابه وروى لنا من مقربين له بتاريخ 4/7/2007: تبين بأن حسين كان قد تعرض من قبل مجموعة كردية في دهوك إلى حلق شواربه وضربه بقسوة ومن ثم رميه في أطراف الموصل. وقد عاد إلى البيت بعد معاناة ومعالجة من قبل ناس وهو طريح الفراش بسبب الإهانة التي تلقاها على أيدي هذه المجموعة المجرمة ويطالب الجهات المسئولة تعويضه مادياً ومعنوياً.
ل- تعرضت مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في كل من مجمع الجزيرة بقضاء البعاج ومجمع وخانصور في ناحية الشمال بقضاء سنجار إلى الحرق وإنزال العلم الكردي وإحراقه بتاريخ 28/4/2007 على خلفية طرد العمال الإيزيديين من كردستان، مما أثار من تصعيد في الموقف السياسي والعشائري الذي أربك الوضع الأمني واعتقل على أثرها مجموعة من الشباب المشتبه بهم في خلق تلك المشكلة وهم: حجي رشو حسن ميرزا الذي جرح أثناء الاعتقال، وبازيد نايف قاسم، ونايف رشو قطو، وبدل رشو علي، وزياد ألياس علي الذي جرح على اثر الاعتقال، وجلال حسين رشكو، ومراد سليمان ميشو، وخضر حمو الياس، وأحمد علي باجو. كما تم اعتقال ثلاثة من أبناء سليمان الياس عدو وابن حجي الياس عدو فيما بعد من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني، ولا زال الموضوع يتفاعل وهناك مطلوبين آخرين بهدف الاعتقال. وقد أمضى قسم منهم أكثر من شهر في الاعتقال بدون محاكمة، كما أن الاعتقالات كانت بدون موافقة مسبقة من الجهات القانونية ولا زال قسم منهم رهن الاعتقال.

5- حرية التعبير وتشكيل الجمعيات والمراكز:
يعتبر هذا الحق من الحقوق المقدسة للشعوب في ظل التحولات الديمقراطية للمجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة بهدف تغييرها نحو مجتمعات مدنية متحضرة مؤمنة بحقوق الإنسان وتحقيق العدالة الانتقالية، ومن أهم هذه الجمعيات ما تهتم منها بحقوق الإنسان كحقوق المراة والطفل والتعليم وغيرها. وإننا في قضاء سنجار وباقي مناطق الإيزيدية نفتقر إلى المنظمات المستقلة كالمنظمات النسوية ومنظمات حقوق الطفل وغيرها التي تعني بحقوق الإنسان إلاّ ما ارتبط منهم بالحزب الديمقراطي الكردستاني أو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني. وفي هذا مخالفة صريحة لبنود وشروط تشكيل الجمعيات والمؤسسات غير الحكومية التي تنص تعليماتها على كونها منظمات مستقلة غير حكومية وغير حزبية ولا تتبنى الطائفية والإرهاب. ولهذا فإن جهود المنظمات الدولية التي قد تعمل في المنطقة هي تسير عبر الأجهزة الحكومية وبالتالي تستخدم للدعاية الحزبية والكسب الحزبي على حساب الحقائق وأفكار الناس. وقد قدمت جهات عديدة للحصول على تراخيص رسمية بتشكيل جمعيات ومراكز ثقافية، إلا أنه باءت جميع جهودهم بالفشل ما عدا تلك التي نظمت من قبل الأحزاب أو إجبار المنظمات القديمة على أن تسير في فلكها رغماً عنها من خلال التأثيرات المادية أو الحد من نشاطها من خلال تلفيق التهم والعمل لحساب جهات أجنبية أو بعثية.
ومن الجانب الآخر لا يوجد في المنطقة مراسلين صحفيين لنقل حقيقة ما يجري في المنطقة، وقد حصلت حالات عديدة أريد من خلالها دعوة الصحفيين لتغطية نشاطات جماهيرية أو إقامة مظاهرات للاحتجاج على أمر معين، ولكن تم منع وصول المصورين والصحفيين لتغطية تلك الأحداث من قبل جهات حزبية ذات نفوذ وسلطة في المنطقة. وعندما أردنا القيام بمظاهرة سلمية من خلال طلب رسمي إلى قائممقام سنجار على خلفية أحداث الشيخان في 15/شباط الماضي، تم ربط الموضوع بالإرهاب وتبليغ القوات العسكرية ومنعونا من التعبير عن حقنا الطبيعي وقد أعلمنا السيد مسئول حقوق الإنسان في العراق بما حصل في حينه.

6- الهجرة والتهجير:

الهجرة من العراق أصبحت الشغل الشاغل للجميع وخاصة فئة الشباب من حملة الشهادات التي لا تعرف شيئاً عن مستقبلها المجهول. وأن هذه العملية مستمرة بشكل ملفت في الفترة الأخيرة بسبب المعاناة المعاشية والبطالة وازدياد نفوذ الأحزاب وتضييق الخناق على ذوي المهن الحرة بحجة توفير الأمن وما يتعلق منه بحجج الإرهاب. وهناك العشرات من الشباب الذين عرضوا ممتلكاتهم للبيع والحصول على التراخيص للهجرة مقابل عشرات الآلاف من الدولارات وترتب على ذلك تنشيط السوق السوداء وحالات الغش والتزوير والتلاعب والفساد بكافة أشكاله وخاصة بعدما تم منع الإيزيديين من السفر إلى الموصل وغيرها من مراكز المدن، حيث وصل سعر جواز السفر الواحد إلى 1000 دولار أمريكي، وسعر رخصة الخروج (الفيزا) إلى عشرة آلاف دولار. وخلال هذا الشهر ارتفع عدد الذين تركوا البلد من الكفاءات وخاصة المهندسين بشكل مثير جداً.
إن الذي يترتب على هذه الهجرة هو إفراغ البلد من سكانها الأصليين ومن الطاقات الشابة والقادرة على الإنتاج والعمل التنموي، إضافةً إلى ما يحدثه من خلل اجتماعي ببقاء عشرات الآلاف من الفتيات بدون زواج بسبب تلك الهجرة. إنها مأساة إنسانية بحاجة إلى إلتفاتة ومعالجة سريعة للتقليل من أثرها الضار على مستقبل المنطقة.

7- المواد التموينية:

تعيش المنطقة في حالة فقر متقع، حيث لا وجود لمشاريع خدمية تمتص البطالة الهائلة أو لمشاريع زراعية، كون أهل المنطقة من الذين لديهم باع طويل في هذا الحقل الحيوي. وكذلك تتمتع المنطقة بأمن مستتب قياساً بباقي مناطق العراق منذ بداية السقوط ولحد الآن. وكانت جميع المشاريع في المنطقة سابقاً تقام على أساس الإبقاء على تخلف الإيزيديين واستغلالهم كأذلاء ومتخلفين بحيث لا ينعمون بالاستقرار على مدار السنة، والهدف منه هو تذويب المجتمع الإيزيدي فيما بين بقية الشعب بهدف الأسلمة. وأن الذي يجري الآن لا يختلف في مفهومه عن ما كان يجري في السابق، حيث الهجرة والبحث عن العمل في ظروف قاهرة لسد لقمة العيش فقط. فلم تصل المواد التموينية إلى سنجار منذ أكثر من ستة أشهر، مما يثير من الغضب والهيجان الشعبي ورفض هذا الواقع. ونتيجة لهذا الوضع المزري الذي تعيشه المنطقة ومعرفتهم الحقيقية بأن الذي يجري هو من صنع جهات لها فيه مصلحة اقتصادياً وسياسياً، وذلك من خلال التجارة التي تنتعش يومياً فيقوم عدة أشخاص بجلب أعداد من الشاحنات من المواد التموينية كالطحين والزيت والرز وغير ذلك من دهوك وزاخو وبيعها بسعر السوق السوداء تحت حماية سيارة لاندكروز واحدة وبحماية عدة أشخاص مدنيين فقط. أليس بإمكان الحكومة أن ترسل عدة شاحنات وبنفس الطريقة التي يتم بها جلب المواد من دهوك وزاخو وتوفير الحماية ببعض من القوات بدلاً من أن تداهم البيوت؟ فالمنطقة تستغيث وتطلب التدخل السريع لحل هذه المشكلة المفتعلة والتي يمكن حلها في ظرف ساعات وبدون أدنى تأخير.

8- الواقع الزراعي.

يعتبر المجتمع الإيزيدي من الفئات المتمرسة في الإنتاج الزراعي وقد ساهم بشكل فعال في هذا الحقل أثناء فترة الحصار الاقتصادي. ونظراً لارتفاع أسعار المحروقات وانقطاع التيار الكهربائي وبسبب الظرف الأمني والقيود التي فرضتها على حركة الناس، تدهور هذا الحقل بشكل مزري حيث يعتبر العماد الأساس في معيشة المجتمع الإيزيدي وبالتالي انعكس تأثيره السلبي على واقع محافظة نينوى الاقتصادي.
(*): التقرير الثاني سينشر بعد اسبوع من الآن


علي سيدو رشو/ رئيس رابطة المثقفين الإيزيديين في العراق.
ناشط في مجال حقوق الإنسان.
^ 20/7/2007


0 التعليقات: