اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


في سنجار، هناك خليط من الأديان والقوميات والملل التي عاشت سوية لمئات من السنين بإخاء ومودة وسلام في زمن لم نسمع فيه لا بالديمقراطية، ولم تتعهد تلك الحكومات بانها سوف تجلب لنا الحرية والعدالة الاجتماعية كما قالت الحكومات الحالية، ولكننا كنا نعيش بأمان بدون هذا الكم من التشريد والقتل والطائفية والقتل على الهوية كما هو اليوم. إذن ما يحصل اليوم هو عمل ممنهج ومدروس بعناية وبدعم من أطراف سياسية لها ضلع في السلطة وضلع آخر في خلق الجريمة بتمويل (الإرهاب) من المال العام.
سنجار، هي منطقة تمتلك استراتيجية بالغة الأهمية وتدخل في حسابات الأمن القومي لكلا طرفي النزاع (العربي والكردي) في العديد من المجالات وخاصة الجيوسياسية والاقتصادية بسبب موقعها الجغرافي وما في باطنها من خيرات من معادن ونفط وكذلك ما تتمتع به من ثروة زراعية وبشرية هائلة. بالإضافة إلى تيقن الجهتين العربية والكردية بأن هذا العدد من البشر لن يضيف عبئاً عليها بقدر ما سيكون في خدمة أهدافها وخاصة الجانب الكردي، بعد أن تعذّر على الشعب الايزيدي في تحديد هويته بشكل صحيح استناداً إلى معطيات كان بالإمكان استثمارها لتحقيق تلك الهوية والخصوصية. فالموضوع لم يكن اغتيالاً بقدر ماهو سلب إرادة وتركيع شعب على الاستسلام لقدر؛ إما إجباره على ترك موطنه، أو إخضاعه لإرادة مرسومة مسبقاً. وفي كلتا الحالتين علينا البحث عن: من له في ذلك مصلحة حقيقة؟ وفي رأيي المتواضع فإن هذا الأمر يتطلب أمور عاجلة:

1. عقد جلسة عامة وطارئة لرؤساء العشائر في سنجار بعيداً عن البروتوكولات والرسميات وانتظار موقف الأمير وغيره، لإصدار بيان مشترك موجه بشكل خاص لرؤساء العشائر العربية في المنطقة بدون استثناء وبشكل واضح لا ليس فيه؛ إما أن يوضحوا موقفهم مما يحصل أو تعلن الايزيدية موقفها من أن بعد اليوم سيصبح للإيزيديين موقف أخر معهم، حيث لا يمكن القبول بأن الذي يحصل بعيداً عن اعينهم أو على الأقل بأنه ليس لهم علم بما جرى ويجري من حيث الإيواء والتستر والارتباط. وإما يبرؤون انفسهم مما يحصل وبالتالي يكون لكل حادث حديث، وعند ذاك يكون الأمر واضحا وجلياً للجميع.

2. وعلى الجانب الآخر تتم مطالبة القوات الكردية والحكومة المحلية في سنجار بعقد مؤتمر عاجل لمناقشة الواقع الأمني والوقوف على ما يحصل بكل جدية وعدم ترك الحالة على أن الإرهاب في كل العراق لأن الذي يحصل ليس له علاقة بالإرهاب بقدر ما تعمل خلفها أجندات سياسية محلية ويدفع الايزيديون ثمن التنافس على مناطقهم. وفي جميع الأحوال فإن عدد الذين سيقتلون فيما لو نهضت العشائر الايزيدية عن كبوتها سوف لن يزيد عن هذا العدد الذي يقتل بشكل يومي ناهيك عن قبول هذا الخنوع والاستسلام والتحقير والتشرّد والتغيير الديموغرافي، فهم يٌقتلون في المناطق العربية ويهانون في المناطق الكردية، ويغتصبون في مناطق سكناهم؛ إذن ما الذي بقى لكي نخشى عليه أو نخشاه لنعيش بكرامتنا على ارض أجدادنا؟

3. أدعو مخلصاً ممن يرى في نفسه إمكانية السفر إلى بروكسل وبالسرعة الممكنة تسجيل اسمائهم للوقوف أمام مقر الاتحاد الأوربي وتقديم تقرير ومذكرة حول أوضاع الايزيدية إلي البرلمان الأوربي.
من تاريخ 2/5/2014 ولغاية 8/5/2014، أي في أقل من أسبوع واحد قتل كل من (1. قري خلف قري 2. خدر إلياس رفو 3. سلو خليل إبراهيم 4. إبراهيم حميد خلف 5. خيري خدر خليل إبراهيم و6. هاشم خدر خليل إبراهيم) في ربيعة لوحدها، وتم تهجير اكثر من خمسة آلاف عائلة من ربيعة خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية حسب مصدر مؤكد، تاركين مزارعهم وأتعاب عوائلهم على مدار سنة كاملة. وباعتقادي فإن هذا الاستهداف بالقتل كان ثمناً لما حصل من خطأ في الترشيحات ومن ثم كنتيجة لما جرى من أخطاء في الانتخابات التي جرت في 30/4/2014. ولو كان العمل إرهابي عام كما يٌدعى لشمل القتل بقية الناس من الكرد والعرب كما هو في بغداد أو الرمادي أو بعقوبة، أو كان يستهدف السياسيين ومرشحي البرلمان والمسئولين الأمنيين، وليس حصر الايزيديين العزّل من الفلاحين البائسين بهذا الاستهداف المتعمد.

علي سيدو رشو
المانيا في 9/5/2014

0 التعليقات: