اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو




كلما لاح لنا القول باننا سنكف عن الكتابة تظهر أمامنا بعض الحالات التي تستنطق الصخر. فحال البؤس الذي تعيشه عشرات الالاف من العوائل الايزيدية وغير الايزيدية  في خطر حقيقي وتدهور معيشي وبؤس وفقر ليصبح المرض صنوهم الاخر وبالتالي لم يبق لهم سوى الكفر بكل القيم. فلكثرة ما تتشابك الاحداث وتتداخل في بعضها البعض، لم يعد السكوت عنها أو تغاضيها بالشيء السهل بحيث ممكن طرحها جانباً أو التجاوز عليها، إنما تستوجب الوقوف عليها بكل ما أمكن من التفاصيل.
تحت أي سلوك شجاع يمكن تصنيف هؤلاء
في سنجار، وفي مجمع خانصور بالتحديد، عاشت مجموعة من المسنين الإيزيديين ما يقارب ال 135 يوما في الخفاء بعد أن سيطرت مجموعات داعش الارهابية على مجمع خانصور كما هو الحال في عموم اقليم سنجار الاستراتيجي. هذه الاسطورة التي عاشتها هذه المجموعة في غياب تام عن العالم الخارجي تحت جنح الليل والخوف والجوع والمرض والانقطاع عن ذويهم وعوائلهم دون أن يشعر بهم أحد حتى من عوائلهم الذين فقدوا الاتصال بهم لكونهم مسنين لا يفقهون التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة تستحق الوقوف عليها وتحليل مقوماتها.
فتحت اي عنوان يمكن وصف صبر وشجاعة وصمود هذه المجموعة التي قارعت كل هذا الطغيان والاسلحة وعاشوا تحت عناوين الخوف والرعب غير آبهين بما سيحل بهم لاحقاً؟ وتحت أي عنوان يمكن اختبار حقيقة انتمائهم إلى هذا الدين لكي تقول مجموعات داعش الاجرامية بأن الإيزيديين هم من عبدة الشر؟ وماهي معايير التضحية والفداء التي يملكها الانسان الايزيدي الذي قّهر بها جميع هذه الاباداة الجماعية؟ وكيف يمكن وصف العلاقة الروحية التي تتمسك بها الايزيدية تجاه هذا الدين الذي يحاول المجرمين إخراجها بالقوة من فكرهم؟ علينا إذن أن نقتدي بشجاعة هؤلاء الابطال وصبرهم وايمانهم ونقول بأن الأيمان هو اقوى الاسلحة التي يمتلكها الانسان
صمود المقاومة ودورها التاريخي
إن الزمن بعمقه واختباراته المرعبة أثبت بأن الايزيدية كديانة باقية لن تفنيها القوة من الوجود حتى لو اجتمع عليه الانس والجن، وبعدما أصبح ذلك واقعاً حقيقاً على الأرض، فأنه يجب استثمار هذه الروحية وتجسيدها في المقاومة على الجبل بحيث تعي دورها التاريخي وتعلم بأنها الوجه الحقيقي لأمل ومستقبل الايزيديين واجيالهم. كما يجب أن نعلم بأن القتل والذبح والاغتصاب والتمثيل بالجثث والتشريد أصبحت أموراً واقعة ويجب التعامل معها بحيث لن ندع الفرصة تفلت هذه المرة أيضاً وتصب في خدمة الاخرين كما هي الحالة في كل مرة، ألا وهو أن يتم دعم المقاومة الايزيدية على الجبل بجميع الاشكال، وفي الوقت ذاته يجب تحريك المسالة سياسياً على مستوى العالم وبخاصة في جهات صنع القرار الدولي بعيداً عن التوصلات الحزبة والسياسية، وإنما تأكيداً على خصوصية الايزيديين. وعلى الجانب الاخر يجب عدم إهمال الشركاء الحقيقيين في المسالة وخاصة الاحزاب الكردية لما لهم دور في الوضع الايزيدي والأخذ برايهم بحيث يتم التنسيق على اعلى المستويات للخروج بمحصلة تصب في خدمة مستقبل الاجيال. فلا يعقل بأن الكرد لا يقبلون بخصوصية الايزيديين في الوقت الذي يفرضون خصوصيتهم على العراق بكامله سياسيا وعسكريا وقانونيا ومادياً. ولا يمكن القبول بمحاسبة ايزيدي بسيط على قوله بانه ايزيدي وفي الوقت ذاته ترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب ويخدش حياء وكرامة الايزيديين من على صفحات الاعلام وهم اساتذة جامعيين وخطباء جوامع لا يختلفون عن خطورة داعش في الاجرام والتحريض.
فنصيحتنا بأن تبقى المقاومة الإيزيدية على الجبل حتى وإن تحررت سنجار وتوابعها لأن المستقبل سوف لن يكون كما كان قبل 3/8/2014، وأن المنطقة اصبحت تحت المجهر الدولي وأنها اضحت محل شد وجذب محلي وأقليمي ودولي، خاصة بعد  قضية أسر وبيع وأغتصاب النساء الايزيديات كواحدة من أخطر قضايا عام 2014 عالميا لما اصبح لها صدى دولي وقضية راي عام. كما أنه لا يمكن التصور بأن الاوضاع سترجع الى سابق عهدها كما كان في السابق نظراً لما قامت به مجموعات من أهل المنطقة وساندوا داعش بكل اشكال الدعم المادي واللوجستي في قتل واغتصاب وخطف وعلى القادة الايزيديين في كلا الجهتين السياسية والمقاومة أن تشكل تلك القضية المحور الاساسي في اي نقاش أو حوار أو صفقة أو مساومة لأنها القضية الاخطر من بين كل ماحصل بحق الايزيديين من دون بقية فئات الشعب العراقي التي تعرضت لممارسات داعش الاجرامية. على الجانب الاخر هنالك تسليط اعلامي على جانبي قوات اليبكة والبيشمركة دون ان يكون أي ذكر ولو بالتلميح الى قوة حماية سنجار من الايزيديين وهو ما يجب الانتباه اليه وتحريك الجانب الاعلامي ليكون الايزيديين على علم بما يجري ولا يتعرض بقاءهم في الجبل على مدى اربعة اشهر للنسيان، على الاقل من جانب الشعب الايزيدي.
موقف الامير الاخير
على النقيض من الصمود الاسطوري لأبطال المقاومة على جبل سنجار وبدلا من أن يساندهم،  للأسف الشديد خاب الامل مرة اخرى بالامير تحسين بك لمواقفه المتقلبة من كفاح الايزيديين. فلن يتعرض الايزيديين إلى أقسى مما تعرضوا له الان لكي نقول بأن الاختبار يحتاج الى موقف بمستوى الحدث. لقد حاولت عدة مرات الاستماع الى كلمته من على فضائية كردستان ولكني لم افهم منه شيء يستحق الوقوف عليه بسبب هذا التقلب الذي لا يرقى الى مستوى أن يتحدث به الامير تحسين بك من على فضائية كردستان وتقلباته بين فضائية واخرى وكأنه ليس له رأي فيما يقوله عندما يقول: أن السيد البارزاني قال بأن الايزيديين هم اصل الكرد. فهذا هو ما قاله السيد البرزاني ولكن ماهو رأيك أنت في قومك؟ اليس لك انت رأي فيما تقوله؟ هل بهذه البساطة أن تقول كلام عن الاخرين من على فضائية ومن ثم تاتي وتقول كلام مناقض بعد ايام وتبني اقوالك على عواطف الشارع وما تفرزه الاحداث ام يجب أن يكون لك رأي ثابت من هذه المواقف المهمة؟ لذلك اقول بأن دعم المقاومة وبقائها وإدامتها هو السند الوحيد والحقيقي لواقع حال الايزيديين بعد الان وليس غيرهم. ستكون سنجار الفيصل في فرز الكثير من المواقف، كما ستكون سنجار الحجر الذي سيحدد نهاية الكثيرين ممن لم يستفيدوا من تجربتها.   
علي سيدو رشو
المانيا في 30/12/2014

0 التعليقات: