اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو




اولا: حرب التبشير والموقف الحكومي الرسمي. ثانيا: حرب الهجرة. ثاللثا: قول السيد نيجيرفان البرزاني "ماحصل في شنكال لا يقل خطورة عما حصل في حلبجة".
في الثالث من آب/2014 حدث أكبر منعطف خطير وكبير في تاريخ الايزيدياتي عبر الزمن ألا وهو الهجوم الارهابي الذي مارسته عناصر داعش المجرمة بحق ابرياء امنين ليسوا طرفا في تغيير معادلة التوازن في عراق اليوم. فالحرب والشقاء مفروضان على هؤلاء البؤساء على مختلف الاتجاهات طولياً وعرضياً وعمودياً بحيث وصل حداً فاق معه كل التصورات تحت مرأى ومسمع من المسئولين والسياسيين والمجتمع الدولي والمنظمات الأنسانية من حيث التشتت الأسري والتشريد والتفريق العائلي وتغيير الهوية الدينية والنزوح الجماعي والاغتصاب وبيع وشراء النساء والاطفال. وواحدة من أهم واخطر تلك المآسي هو ترك الديار والبحث عن موطن بديل بعد فقدان الامل في العيش من جديد تحت سقف يؤمل منه المحافظة على كرامتهم من الامتهان.
الأمر الأول: إن التبشير السياسي وكذلك الديني حق مكفول للأديان التبشيرية منذ القدم وهم يقومون بها في كل العالم وفي جميع الاوقات، ولكنه في هذه الاحوال يجب أن يخضع التبشير لقواعد اخلاقية واجب التقيد بها لظروف التبشير وتقديراً لمعاناة المعنيين به. فبالتوازي مع معالجة المرضى وتقديم لقمة العيش بيد، يتم استدراجهم واستغلال ظروفهم ومعاناتهم باليد الاخرى بنشر فكر من نوع اخر بين الشبان الايزيديين تحت مختلف المسميات واستغلال ضعفهم ومأساتهم النفسية غير المستقرة لصالح اجندات لا تختلف في مفهومها عن ما يقوم به داعش من قتل وتغيير العقيدة الدينية ولكن هذه المرة تحت غطاء حقوق الانسان. فأية حقوق هذه التي تنشدها هذه المنظمات وهي تمارس نفس الرذيلة التي مارسها داعش وبهذا الهدوء والسكينة؟ وبعد العديد من الشهادات الحية التي حصلت عليها بعض النشطاء من الايزيديين الذين يقدمون خدمات انسانية أثناء تواجدهم وتوزيع المساعدات على العوائل وجدوا بأن نشاطا من هذا النوع يمارس بين الشباب بخداعم بالسفر لاوربا مستغلين وضعهم السايكولوجي البائس بتوزيع نسخ من الكتاب المقدس عليهم. فإذا قلنا بأن حكومة الاقليم تركت حبل الانتحار ليلف حول رقبة المئات من شباب وشابات شنكال دون أن تقدم ولو ندوة تخصصية للوقوف على تلك المآسي، فلا نتوقع منها أن تقف اليوم بحزم من تنبيه تلك المنظمات بعدم نشر هذا الفكر في الوقت الحالي بين النازحين الايزيدين لانها تتعارض مع المعاناة الانسانية التي يعاني منها النازحين. لا بل من المتوقع ان تغض النظر عنها لكي تلقي بظلها على التخفيف من القاء اللوم وايجاد البديل للتغطية على ما قامت به من ترك الايزيديين في محنة قل نظيرها في هذا العصر.
الأمر الثاني والمهم جداً الذي يتعلق بحياة عدة الاف من المهاجرين في تركيا وهم ينوون الخروج باتجاه اوربا وما ينطوي على مخاطر لا تقل خطورة عن نزوحهم من سنجار في الثالث من اب/2014، وذلك بعد عام تقريبا من تدفقهم إلى تركيا تحت ظروف لا تسر العدو قبل الصديق. لذلك ومن هنا نقول بأنه على المبادرين والمشرفين على تنظيم هذه الفكرة أن يعوا مخاطر الإقبال عليها في حال رفضها من قبل الدول التي ستتم الهجرة اليها. فالافضل أن تكون هنالك حملة كبيرة تعريفية بهذه الهجرة وتقديم مذكرات الى الدول المعنية وكذلك اجراء مقابلات مع المنظمات الدولية ليعملوا لهم سندا قانونيا والا فانهم سيقعون في مشاكل قانونية اضافة إلى ما ستتحمله العوائل من تبعات مادية ومعنوية ولوجستية جراء الاقدام على هذا الفعل. فإننا إذ نرى بأن عملا من هذا القبيل يحتاج إلى الكثير من الاتصالات والحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لكي يكون المجتمع الدولي على علم بحجم الكارثة التي تعاني منها هذه الفئات التي فارقت ارضها وعرضها وتعرضت إلى ما تعرضت له من مآسي لا يمكن تحملها اكثر من هذا الوضع وبالتالي فهم ياسوا من الحياة وهم بهذا يقدمون على الانتحار الجماعي وأن تحمّل نتائج الاقدام على هذه الخطوة لا تقل خطورة عن ما تعرضوا له أثناء التهجير في 3/8/2014.
والأمر المهم الآخر هم وصف السيد نيجيرفان البرزاني أثناء مقابلته للمجلس الروحاني الايزيدي في الخامس من حزيران 2015 بأن ما حصل في شنكال "لا يقل خطورة عما حصل في حلبجة". كان المتأمل من سيادته أن يحسن المقارنة بين الحالتين لأنه بهذا الوصف قلل كثيراً من شأن ضحايا الايزيديين وبالاخص ماحصل للنساء والاطفال الايزيديات من اغتصاب وبيع وشراء الذين لا يزالون يرزحون تحت تعذيب المهانة الداعشية. صحيح حصلت لكردستان الكثير الذي يخجل منه الانسانية من اعتداء واغتصاب جماعي للنساء وحرق القرى والمدن ولكن الايزيديون في شنكال لم يكونوا طرفاً أساسياً يطالبون بالانفصال أو الحكم الذاتي أو يهددون سياسة العراق لكي يتم بحقهم كل هذا الاجرام. ورغم بأن الحالة الانسانية واحدة ولكن أن تتم مقارنة بين ما حصل لنصف مليون إنسان في شنكال وقلعهم من الجذور بما حصل لعدة الاف في حلبجة فهي مفارقة كان على البرزاني أن يحسن اختيار المقارنة وليس الاستخفاف بهذه البساطة بضحايا شنكال التي غيّرت مجرى حياة مليون انسان إيزيدي المنتشرين في أرجاء المعمورة بما لهم من أرث وتاريخ وجغرافية ورموز دينية وطقوس وحضارة وثقافة. لذلك فإن هذه المقارنة في الوقت الذي لا تعبر عن حسن نيه بقدر ما تعني استخفاف بقيمة انسانية الانسان الايزيدي. فبدلا من أن يقدم السيد البرزاني الإعتذار للشعب الايزيدي عما جرى لهم بسبب الهزيمة الشنعاء للبيشمركة بقرار سياسي وتركهم فريسة لوحوش العصر، راح يصف مقارنتهم بانها لا تقل خطورة عما حصل أثناء قصف حلبجة بالكيمياوي ككناية عن إبعاد الشبهة والمسئولية عن ادارة القيادة الكردية كما حصل بحشر السيدة الكردية في البرلمان الاوربي في شتراسبورغ مع وفد النساء الايزيديات.
علي سيدو رشو
المانيا في 12/6/2015

0 التعليقات: