اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو


السيدات والسادة الافاضل الكرام
مع بداية السنة الميلادية الجديدة، نتمنى أن يعود الأمن والأمان ويعم الخير والسلام والنماء على البشرية جمعاء وعلى مجتمعنا الايزيدي منه بوجه خاص. منذ سنين طويلة، يهاجر المجتمع الايزيدي بلدانه من الشرق صوب أوربا طلباً للأمن والأمان بالدرجة الأساس. وأن مكوثه فيها لهذه الفترة الطويلة قد أفرز الكثير الذي يستدعي منه أن يفكر في مستقبله بعد أن أصبحت الأعداد بعشرات الالاف، بل تجاوز عددهم الكثير من الجاليات الاجنبية الاخرى في المهجر وخاصة في المانيا، وللأجيال كل الحق فيما تنتظره منا لربط الماضي الاصيل بالحاضر المتطور والمستقبل المشرق. فعندما نلتقي في المجالس الرسمية كالتعازي أو المناسبات الدينية أو اللقاءات الشخصية، نعاتب بعضنا البعض على مدى التشويش والتشّذي والخمول الفكري الذي أصابنا، ووقوفنا مكتوفي الايدي أمام التحديات الكبيرة، وما يمكننا تقديمه لخدمة هذا العدد المتنامي من مختلف الفئات العمرية وكذلك مختلف المناطق التي هاجروا منها.
قبل أيام، وبالتحديد في يوم 1/1/2012، عقدنا العزم على التفكير بتأسيس جمعية بأسم (ملتقى الشباب الايزيدي في المهجر)، وهدفنا من هذه الملتقى هو جمع أكبر ما يمكن من المال في هذا العام لكي نحتفل في الاول من السنة القادمة بجمع مبلغ كبير من خلال التبرعات. الموضوع الان في بدايته، ولكنه كفكرة بدأت على أرض الواقع عندما بدأت مجموعة من المعنيين ومن دون اتفاق مسبق بدفع 10 يورو شهريا من كل واحد منهم كأساس لهذا المشروع. هذا لا يعني بأن هذه المجموعة هي التي ستؤسس تلك الجمعية بمعزل عن الآخرين، أو أن هؤلاء هم الذين سيقعدون ويناقشون ويقررون الامور. ولكنهم بادروا لكي تكون الخميرة وكبداية لانطلاقة في هذا الاتجاه بعيداً عن السياسة وملحقاتها.
سنطرح هذه الفكرة للنقاش ونتمنى من جميع من له رأي أن يشارك فيها ويتفاعل معها بشكل إيجابي بحيث يطرح رايه الصريح وكما يرى حتى لو لم يشارك في المشروع مادياً، كما ونتمنى أن لا يجرنا أحد إلى التكهنات ويسحبنا إلى حيث لسنا في حلبته. بل أن كل ما في الامر هو التفكير بمشروع أقتصادي تنموي داعم لحالات نحن بأمس الحاجة إليها بعد أن أصبحنا جالية كبيرة لها مشاكلها ومعوقاتها الحياتية المختلفة. فبهذا المبلغ نستطيع أن نبني قاعات عصرية متكاملة الخدمة للأحتفالات والمناسبات الرسمية كالمؤتمرات، وكذلك لتدريس علوم الدين والتراث والتقاليد الاصيلة وجمع التراث الإيزيدي التقليدي أو حتى من الممكن إنشاء فضائية إيزيدية مستقلة. هذه الفكرة لن تكون بديلة عن عمل أية جمعية أو منشأ قائم، أو تمس هيبته واحترامه، أو التقليل من شأنه، وإنما لخلق منافسة نزيهة وتطوير الحال بما هو أفضل، ومن ثم لتغيير نظرة الآخرين عنا بأننا قوم نفهم في الاقتصاد والسياسة والعلم والابداع كما هو حال غيرنا من المجتمعات، ولكننا نحتاج فقط بأن نلم شتاتنا ونخلق قيادة من بيننا تحترم تضحياتنا وتتفهم معاناتنا.
بعدما نستلم الردود بشقيها السلبي والايجابي، سنطرح تلك الافكار للمناقشة مرة ثانية وسنتشاور مع الاقتصاديين والمحاسبين وذوي الخبرة والكفاءة والدراية، وسنتدارس نقاط قوة المشروع وضعفه، وكذلك الفرص المتاحة لانجاحه وما قد يصادفنا من تحديات لإفشاله على طاولة البحث لرسم مستقبل ناجح بما يطوره ويعزز من مكانته قدر المستطاع لكي ينمو ويتبلور في الاتجاه الصحيح. وفي توقعنا أن نجعل من المشروع على شكل أسهم، تكون قيمة كل سهم بعشرة يورو وتشرف عليه لجنة منتخبة بدقة وعناية وتكون متخصصة وبراتب رمزي في بداية الامر أو في حال وجد متبرعين بدون مقابل في بداية العمل، وأن يفتح حساب خاص لهذا الامر في أحد البنوك الالمانية بعد أن يتم تأسيس الملتقى بشكل رسمي وبنظام داخلي ودراسة الموقف الضرائبي حسب النظام المعمول في المانيا. هذا لا يعني بأن الامر مقتصر على إيزيديي المانيا لوحدهم، وإنما هذا المشروع لكل إيزيدي في المهجر أو على أرض الوطن، ويمكن لأي شخص أن يساهم بالمقدار الذي يرتأيه، ولكن على أساس الأسهم لكي لا أحد على حساب الآخر وإنما كل حسب مساهمته المادية.
وفي أعتقادنا، لو فكرنا بتجرد وبضمير حي وبعيد عن التدخلات الجانبية، سنحصد نتائج طيبة وسيبارك لنا البعيد قبل القريب عندما ندعم مشاريع تنموية وأخرى خدمية وثالثة تعليمية ورابعة دينية مع جوانب ونشاطات اجتماعية وثقافية وحقوق الانسان وتربية الاجيال وتفعيل دور المرأة ودعم سياسة الاندماج بما يحافظ على نقاوة الفكر الاصيل لديننا النظيف وبالتالي فتح نوافذ مع الجهات الاعلامية والثقافية لإعداد أجيال من النشء الصالح على القيم الصحيحة ودراسة اللاهوت بشكله المطلوب، سنكون عندها قد خلقنا طفرة في الواقع الايزيدي. كل هذا يمكن تحقيقه بمشاركتكم بعشرة يورو شهرياً وهو مبلغ لا يؤثر على أحداً منكم، ولكنه يحقق المعجزات فيما لو تم استثماره بشكل عقلاني محكوم بنظام محاسبي صارم لا تناله أيادي الفساد.

الاسباب الموجبة لهذه الفكرة هي:
هنالك عدد كبير جدا من مجتمعنا خارج العمل بكل قياساته، كونه قد لا يحسن الكتابة والقراءة، ولكنه يشكل زخماً كبيراً من الناحية الاجتماعية وذو أمكانيات مادية كبيرة يمكن أن نشاركه في صنع المستقبل عندما نوفر له الفرصة الصحيحة لكي يكون عونا لنا ونكون سندا له عندما نشاركه في صناعة القرار وفي نفس الوقت يستفيد هو مادياً.
لقد تعودنا باستمرار إلقاء العتاب واللوم على قياداتنا بأنها خاملة وتعمل في إطار منافعها الشخصية ولا تبالي بمعاناتنا ولا تتحسب لمستقبلنا، ولكننا في نفس الوقت لم نعاتب أنفسنا على خمولنا الفكري وعدم قيامنا بما يفرض علينا من الواجب، أو نعمل على جمع طاقاتنا ونستثمرها بشكلها الصحيح لكي نخلق البديل الحقيقي لهذه القيادات التي لم ولن نرجو منهم بعد اليوم.
لقد تأكد لنا بالملموس بأنه لا يوجد، وسوف لن يوجد أحداً يدافع عنا مالم نقم نحن بتنظيم أنفسنا من الداخل ونعمل على تقوية جبهتنا الداخلية ماديا وعلمياً، وأن نستثمر تلك الجبهة في خدمة قضايانا المصيرية بحيث نستطيع القيام بأعمال ونشاطات معتمدين على امكانياتنا الذاتية بقرار مستقل. وعند ذلك سنضمن مساندة حتى القوى السياسية عندما ترى بأننا نستطيع أن نفعل شيء بقدراتنا وامكانياتنا الذاتية بعيدة عن فرض الوصايا والتأثيرات السياسية.
لا أريد الاطالة أكثر من هذا وأن الموضوع متروك للمناقشة وإبداء الرأي، ولكن يجب أن نفكر بمستقبل أجيالنا وهذا حق طبيعي نمتلكه نحن بالتعاون مع الجهات المساندة وهم كثيرون عندما ننهض نحن من خمولنا وسباتنا الذي طال كثيراً. أرجع وأقول، يمكن عمل المستحيل بمقدار بسيط من المال عندما يتم توجيهه بشكل سليم. ولكم مني كل الاحترام.


علي سيدو رشو
المانيا / بيليفيلد
9/2/2012

0 التعليقات: