اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو



لا يخفى ما تعرض له الايزيديون منذ الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003، ولا حاجة بنا لتكرار تفاصيلها بدءاً بكارثة الشيخان في 14-15/2/2007 ولغاية 3/8/2014. فتوالت الكوارث تلو بعضها، وفي كل مرة كانت الوعود بالقصاص من الفاعلين ومرتكبي الجرائم والمسئولين عنها، ولكن راحت جميعها ضد مجهول (لا يعلم بها أحد). فدارت الايام وفي كل مرة كان المسببين يخرجون من العملية اكثر قوة واشد فتكاً من سابقاتها، لا بل معززين مكرمين مرفوعي الرأس وكأنهم قادة في معارك التحرير، وبالطبع حدثت جميع تلك المآسي تحت حكم وإدارة القادة الكرد للأسف.
فبدءاً بالدستور الكردستاني وانتهاءاً باغتيال المقاومة الايزيدية من خلال الاعتقال المستفز للقائد حيدر ششو بعدما تخلّت قوات البيشمركة في وضح النهار عن سنجار وتركهم فريسة سهلة لتعبث بهم داعش أمام مرآى ومسمع العالم باسره. فالحرب مستمرة على الايزيديين بلا هوادة من قبل داعش من جهة وأقولها بكل أسف من التطرف الكردي من جهة اخرى ومحاولة تفكيك كل ما هو حيوي في الاسرة الايزيدية لإنهاء هذا المعتقد الذي بدأ الكرد يخشونه أكثر من داعش بكل ما اقدم عليه من تخريب، مستغلين ظرف النازحين وإرهابهم بشتى الوسائل. أليس لكل حزب أو جمعية أو مجموعة علم خاص بها ليميزها عن غيرها؟ ألهذه الدرجة قطعة قماش تحتضن الشمس تخدش كرامة كردستان وتؤثر على أمنها القومي؟ اليس الامن القومي الايزيدي من أمن كردستان القومي؟ أم أن الذي قيل في هذا المجال هو كله للاستهلاك والضحك على الذقون؟
فإذا كانت البيشمركة قد تركت مواقعها منهزمة بدون مقاومة لتقدم الايزيدية بكل ما فيها على طبق من ذهب لداعش الإرهابي الذي يبدو بأن أعتقال المناضل حيدر ششو أكثر أهمية من كسر شوكة داعش. وإذا كانت القيادة الكردية تمنع الايزيدية من تشكيل قوة بهم لمقاومة هذا الكيان اللقيط المسمى داعش. وإذا كانت قوات البيشمركة في سنجار تمنع الايزيديين بعدم التقدم لتحرير سنجار إلا بامرتها. فكيف يمكن تفسير هذا الاجراء الجنوني بالقاء القبض على رمز المقاومة في الوقت الذي تحتضن كردستان الغالبية ممن هم محسوبون على داعش، ضاربين عرض الحائط جميع الوعود بتحرير كامل مناطق الايزيدية. فلم نعد نعتقد بأن سنجار ستتحرر بهذه الطريقة وان الموقف سيتأزم أكثر وأكثر ولذلك اقترح الآتي:
1.       أرى بأنه من الضروري التفكير بعودة النازحين إلى الجزء الشمالي من جبل سنجار الذي هو الان تحت حماية القوات الايزيدية كجزء من تخفيف الضغط على بعضهم البعض في كردستان وتشكيل قوتهم بنفسهم والدفاع عن مناطقهم مهما كلّف من تضحيات لأن الجميع في حكم الموت المذِل والمهين وتعريض السياسة الكردية إلى نكسة لا تحمد عقباها بين الوسط الدولي لتعي خطورة النار التي تلعب به. 
2.       لقد اصبح العيش المشترك بين الايزيديين مع المحيط العربي مستحيلا، كما أن العيش في المخيمات مع المحيط الكردي بدأ يلاقي صعوبات حقيقية بعدما انتقلت المشكلة من بين أيدي السياسيين إلى عامة الشعب وهو ما توضح جلياً بعد مظاهرات 23/3/2014 وأعتقال نشطاء الحرية والفكر والمجتمع المدني، ويعتبر ذلك من أخطر ما ستؤل اليها الامور. وعليه فإن العودة إلى القرى الايزيدية في سنجار من التي هي في حمايتهم هو من بين افضل الحلول في الوقت الحالي. فالموت هو واحد وأن الاحتقار والاهانة التي تتلقاها الناس في الشارع الكردي في الاونة الاخيرة على خلفية احداث تستوجب التفكير الجدّي في التفكير بالكثير مما يجب التعامل معه على الأرض لما ستثير من المشاكل شئنا ام ابينا.
3.       يجب ان يسبق هذين المقترحين زيارة وفود إلى الحكومة المركزية في بغداد والمرجعية الدينية في النجف وشرح ابعاد العيش الصعب في ظل تنامي التطرف الكردي وتجاهل حكومة كردستان لوضع مقاومة الايزيديين في جبل سنجار لأنه لا يعقل بأن يستمر الحال بهذه الكيفية التي لا يبدو بأن هنالك حلول مرئية او حتى بصيص امل لايجاد مخرج لها. كما يجب على إيزيديي سنجار اشراك عشيرة شمر المجاورة في كل ما تقوم به من اجراءات على الارض وفي الوقت ذاته مع الاشوريين والشبك في سهل نينوى لتكوين تحالفات قوية يمكنها أن تخرج بنتائج موفقة.
4.       قبل كل هذا نتمنى ونتوصل بالحكومة الكردية أن تعي خطورة ما تقدم عليه وأن تسمع أنين وآهات وأوجاع الامهات والازواج والاسيرات كما كانت تسمع أنين النساء والاباء والاسيرات الكرديات أيام محنتهم في زمن النظام السابق ,وان تترك الغرور وتحِّكم العقل والضمير والاحساس الانساني لآن الايزيديين ليسوا ضد الامن القومي الكردستاني كما يزينها البعض لهم. فالذي حدث بحق الايزيديين في 3/8/2014 كاد أن يكون مساوياً لجميع ماحصل للكرد من انفالات وحلبجة وسبي وقهر وتأثير نفسي لا تمحية الدهور، خاصة وإنه يتم توثيقه بايادي ايزيدية خالصة لتكون في متناول الأجيال المقبلة بكل تفاصيله. 

علي سيدو رشو
المانيا في 7/4/2015
    



0 التعليقات: