اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو




   في الخامس والعشرين من آذار 2015، عقدت المفوضية السامية لحقوق الانسان في جنيف دورتها الرسمية 28 بخصوص التقرير الذي أعده الموفد الخاص للمفوض السامي بشأن جرائم "عناصر دولة الخلافة الاسلامية المعروف اختصاراً داعش" بحق الايزيديين والاشوريين والشبك والصابئة المندائيين والاقليات الدينية الاخرى.
   قدّمت السيدة فلافيا بانسيل عرضاً ملخصاً للتقرير الذي أعدّه موفد المفوض السامي إلى العراق على مدى أكثر من نصف ساعة، فوصفت جرائم داعش الإرهابية في العراق بالانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان وهي تعتبر؛ جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وجرائم ابادة جماعية مجتمعة في آنِ معاً. وقالت بأن الجرائم الثلاثة ارتكبت بحق الايزيديين والاشوريين وباقي الاقليات الدينية والاثنية في العراق. فكان لمعاناة الإيزيديين حصة الاسد في جميع فقرات التقرير الاممي لما ورد فيه من حقائق مقتبسة من تقارير وزارة حقوق الانسان العراقية والمنظمات الدولية والاستماع الى شهود عيان من الضحايا، والناجين من داعش من النساء والاطفال والشيوخ وخاصة الاطفال والنساء والفتيات التي تعرضن للتعذيب والاعتداءات الجنسية المتكررة والجماعية، بحيث تليت على مسامع الجالسين بحضور ممثلين عن اكثر من 40 دولة ومنظمة عالمية ومنها وزارة حقوق الانسان العراقية. فاشارت السيدة فلافيا الى ان الايزيديين تعرضوا عشرات المرات الى الابادة الممنهجة عبر التاريخ، وأن الجرائم الاخيرة كانت عبارة عن طيف واسع من الانتهاكات الخطيرة من حيث القتل الجماعي للرجال والإغتصاب الجماعي النساء وتفريق العوائل وتجنيد الاطفال والاجبار على تغيير العقيدة الدينية والتشريد القسري، والتعذيب والاعتداء الجنسي وبخاصة إغتصاب الفتيات القاصرات من عمر 6-9 سنوات وبالتالي حثّت السيدة فلافيا بانسيل مجلس الامن الدولي على أعتبار مالحق بالايزيديين والاشوريين والشبك والصابئة المندائيين جريمة ابادة جماعية (جينوسايد)، وتقديم الجناة –أياً كان- الى المحكمة الجنائية الدولية لنيل العقاب على جرائمهم. بعد ذلك دعا السيد رئيس الجلسة، السيد وزير حقوق الانسان العراقي للتحدث عن الجرائم التي ارتكبتها مجموعات داعش في العراق.
  قدم السيد زير حقوق الانسان العراقي نبذة عن سير الانتهاكات في العراق وما تعرض له الايزيديون بشكل خاص والاشوريين والشبك وباقي مكونات الشعب العراقي على ايدي تلك المجموعات الارهابية التي استهدفت الايزيديين بشكل ومنهجية محددة لإنهاء وجودهم من على الارض، وقال بأن ما تعرض له الايزيديون لم يسبق له مثيل بحيث أرادت داعش محو الايزيديين من الوجود. وبذلك فإن ما وقع عليهم هي جريمة ابادة جماعية لتوافر جميع اركانها الاجرامية لكون أن داعش وثق جرائمه بنفسه من خلال مقاطع الفيديو والصحف والمقابر الجماعية ونشر صور هدم المقابر والرموز الدينية من اديرة ومزارات وكذلك الاثار والتراث وغيرها من الادلة التي تثبت جرائم داعش الارهابية. ثم فسح السيد رئيس الجلسة الفرصة لوفود الدول المشاركة بالقاء كلماتها. ومن الدول التي وافقت واعتبرت ما حصل بحق الايزيديين والاشوريين والشبك والصابئة المندائيين هو جريمة ابادة جماعية (جينوسايد)، حسب ترتيب الحديث هي كل من: الدنمارك، هنكاريا، استراليا، بلجيكا، ايران، الولايات المتحدة الامريكية، بريطانيا، اسبانيا، كندا، تركيا، كوريا، جمهورية مصر العربية، الصين، ايرلندا، فرنسا، السودان، لبنان، كرواتيا، الجزائر، روسيا، وسويسرا. كما القت كل من مجموعة الاقليات في العالم (MRG)، منظمة العفو الدولية، هيومن رايتس ووج، منظمة الشفافية الدولية، معهد القاهرة لحقوق الانسان، الاتحاد الاشوري العالمي، ومنظمة International Development، مداخلاتهم. إضافةً إلى المنظمات غير الحكومية المحلية وبعض نشطاء حقوق الانسان التي حضرت الجلسة كما هو الحال مع الناشطة نارين شمو التي اكدت في كلمتها على أن ما تعرض له الايزيون من قتل جماعي واغتصاب وكذلك بقية مكونات الشعب العراقي هي جرائم ضد الانسانية وجرائم ابادة جماعية.
لقد كان لجميع هذه الدول والمنظمات الحاضرة في الجلسة مشاركة فعالة بكلمات وتعليقات على التقرير الاممي، واتفقت جميع كلماتهم ومناشداتهم وتوصياتهم على أعتبار ما تعرض له الايزيديين والاشوريين والشبك والصابئة المندائيين بجريمة ابادة جماعية (جينوسايد)، لأن جميع أركان جريمة الابادة الجماعية متوفرة بالوثائق والادلة. وفي الختام أوصت السيدة فلافيا بانسيل مجلس الأمن بما يلي:
1.       إعتبار ما حصل للإيزيديين بشكل خاص والاقليات العراقية من الاشوريين والشبك والصابئة المندائيين جريمة إبادة جماعية (جينوسايد).
2.       تقديم الجناة "أي كان" إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبتهم وفق القانون الدولي.  
هذا وقد كان الوفد الايزيدي الزائر بدعوة كريمة من الجمعية الخيرية الاشورية في العراق يتألف من كل من السادة: الناشط المدني علي سيدو رشو، الحقوقي عثمان خلف ايزدين والسيد فيصل محمود خرو الذي فقد 38 شخصاً من عائلته كشاهد عن الضحايا. كما مثّل الحركة الديمقراطية الاشورية بشخص السيد كوركيس حنا مشكو/ ممثل الحركة في اوربا. وبهذه المناسبة نتقدم بخالص الشكر للجمعية الاشورية الخيرية / عراق التي كان لها الدور الكبير والفعال للمشاركة في هذا اللقاء التاريخي.
 ع/ الوفد الزائر
علي سيدو رشو
المانيا في 27/3/2015

0 التعليقات: