اراء ومقالات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.
اهلا وسهلا بكم في موقع الباحث علي سيدو رشو




  لا أريد أن أستعرض قدراتي المعرفية ولا أن أدخل في متاهات سرد التاريخ، لكنني مضطر أن أوضح قليلا عن السفسطة ومعانيها التي"ظهرت كمفهوم حوالي عام 490 - ق. م حين كانت الفلسفة اليونانية في عز ازدهارها. والسفسطائي اسم منسوب الى السفسطة، وهي حب الجدل أو الجدل لمجرد الجدل وليس الاقتناع بفكرة أو مبدأ، بل الرغبة فى التضليل. فالسفسطائى هو الشخص الذى يجادل ويضلل كل شيء وكل حقيقة. و"سفسطائي" كانت تُستعمَل في بداية الأمر للدلالة على صاحب مهنة الكلام، ولم تكن تُستعمَل بمفهومها المنتقص الذي أضحى شائعًا فيما بعد. من المهم هنا التفريق بين السفسطة وبين المغالطة: فالمغالطة لاارادية بينما السفسطة توجد رغبة ارداية للتضليل" وارتباطا بموضوع السفسطة والتضليل، فقد خرج في رد " دونكيشوتي" ينقصه المعقولية والمنطق علينا السيد هوشنك بروكا كعادته محاولا تشويه حقائق عرفها وتعامل معها العالم باسره كوقائع لا يمكن القفز من فوقها اوتجاهلها ساعيا الى قلبها على عقب ليُري المتلقي الجانب الاسود فقط منها.
 وهنا اجد انه من المفيد ان اشير ان السيد بروكا تعمد وبمنطق سفسطائي "فوقي" مع اختيار فقرات بذاتها من مقالنا الموسوم "شتراسبورغ وييريفان، مالهما وما عليهما(1)"، وبطريقته المعروفة بعد ان وصفني ب "البعض الايزيدني " محتفظا لنفسه ب لقب ال " كل الايزيدي " على ما يبدو وكأنه المنقذ الأوحد الذي أخرج الايزيديين من مأساتهم  ومنعهم من الهروب الى المخيمات، أو أنه هو الذي دفع بالعالم من حولنا الى الاعتراف  بالجينوسايد الإيزيدي، مع كامل الاحترام لأي جهد بُذِل. فإن هذا الاسلوب في تسقيط الشخصيات وتقزيم الذوات السياسية والرموز الاعتبارية (مهما كان رأينا فيهم) والطعن في المثقفين والكتّاب والبرلمانيين بدون اعتبار لأنسانيتهم والظروف التي يمرون بها محلياً ودولياً، بالتاكيد نابع من احد أمرين: إما أنه هناك سند سياسي يحرك هذه المواقف والتسقيطات لتحقيق غايات وأهداف بعينها، وهو ما نرجحه على غيره. أو أن هناك خللاً في (الأنا الوحيد الأوحد) التي يعاني منها زميلنا هوشنك وإلا: هل على جميع هذه الذوات والرموز الايزدية الظاهرة على الساحة أخذ الاستشارة من زميلنا  لكي يتصرفوا بصورة صحيحة ؟ هل يمكن ذلك يا زميلنا هوشنك وبمعزل عن الظروف المحلية والاقليمية والدولية المحيطة؟ صحيح، وأنا على علم باليقين بان الجالية الايزيدية في امريكا وكندا كانت على مدار الساعة في تواصل مع وزارتي الدفاع والخارجية الامريكيتين وكان لهم الفضل الأكبر في إيصال القضية إلى مراكز السياسة الامريكية. ولكن لمن كانت استجابة السيد أوباما بتحريك القطع الجوية وبالسرعة التي قال عنها الاعلامي في إذاعة صوت امريكا السيد دخيل شمو بانها المرة الاولى في تاريخ الولايات المتحدة بهذه الاستجابة السريعة دون الرجوع الى سلسلة المراجع.
 وعلى ما تقدم فإن الذي اريد الوصول اليه، اننا لم نحتكر الحقيقة وكذلك لن ندافع عن اي خطأ حصل بشكل مقصود من قبل كائن مَن كان، بل انني من المؤيدين للنقد البناء ولكن بعيدا عن التجريح والتسقيط والتشويه والتسفيف الشخصي الرخيص والمتعمد بشكل يحمل ردا ومناقشة فكرية وسياسية جادة وموضوعية على الافكار والمضامين . وجدير بالذكر ان السيد هوشنك وصف قبل سنتين، المثقفين الايزيديين من الذين لهم رأي مخالف ب "جماعة الاخوان الايزيديين" على غرار جماعة الاخوان المسلمين ونزل فيمن يخالفونه بما يحلو له من النعوت والاوصاف. الآن ولمجرد اننا  قلنا بأنه علينا ان نكون واقعيين بالتصرف ازاء مواقف البعض من السياسيين واعتبار ظروفهم  والنظر اليها بواقعية كيلا نخسر الجانب الايجابي فيهم، خرج علينا زميلنا متهمنا بالسفسطائيين وما يحلو له كعادته في الهجوم متجاوزاً حدود اللياقة باعتباره كاتباً له مساحة واسعة من القراء. فالكاتب يجب ان يتصف بسعة الصدر وتقبل النقد والتوجيه، وإلا فإن حاله لا يختلف عن أي إنسان عادي يثور لمجرد التقرب من حدوده بانتقاد بسيط أو تقويم حالة يراها غيره بانه عليه أن يساهم في تصحيحها، أو على الاقل قبول الامر الواقع والانطلاق منه. ولو كنا سفسطائيين كما تفضل السيد بروكا بتسميتنا ونريد التضليل وتشويه الحقائق، لماذا نتحمّل هذه المعاناة ونبني جدراناّ بعلو السماء بيننا وبين القيادات الكردية على خلفية ما حصل بحق شعبنا منذ 2003 ولحد الان(2)؟
هكذا يصفنا السيد هوشنك بأننا سفسطائيين ونريد التضليل بقصد التعمية على افكار الناس، وليس كما كتبنا به بأن الموضوع الذي تحدثت عنه السيدة النائب  فيان دخيل ليس كله هكذا بالسوداوية التي وصفها، وانما هنالك جوانب ايجابية يجب احترامها وانتقاد الجوانب السلبية بدلا من هذا الوصف الهابط. لذا فإننا نؤكد أولا ان هذا الوصف لا يليق بالسيد بروكا ككاتب، وفي الوقت ذاته لا يليق بأية شخصية مهما كانت وانما بالامكان انتقاد موقفها كما هو الحال مع بيان قوة مقاومة شنكال الذي وصف بالمعقولية والرزانة، بدلا من التشهير والتسقيط واستخدام عبارات والفاظ موحية والاستهداف الشخصي بحق النائب دخيل أو غيرها. وفي السياق نفسه كنا قد ذكرنا كل ما تستحقه السياسة الكردية فيما يتعلق بذات الموقف في شتراسبورغ، ولكن للاسف كان الرد انتقائيا لتضليل الراي العام الايزيدي والظهور على حساب الاخرين بمظهر "البطل القومي" في انقاذ الايزيديين من محنتهم.  
لسنا هنا في معرض المجادلات والاتهامات المتبادلة، كما ولست محامياً للدفاع عن السيدة فيان كما وصفنا السيد بروكا مع الاسف، لأني وبكل بساطة اقول بأني لم التقِ السيدة دخيل في حياتي ولم أكلمها حتى عبر الهاتف ولكن الضمير يستوجب قول السلب والايجاب وليس التاكيد على اظهار السلبيات ووأد الحقائق بهدف التسقيط الشخصي بالأوصاف الهابطة وتضليل الرأي العام وتغليف الجزء الايجابي في المواقف بالسلبيات، في الوقت الذي نحن بامس الحاجة لأي موقف مساند لمحنة النازحين، حتى ولو 1%. فعندما ذهب السيد مسعود البرزاني إلى أمريكا حاملا في ذهنه الكثير بما في ذلك مشروع الدولة الكردية ولكنه صٌعِق بالرد الامريكي؛ فهل يجب أن تقوم القيامة على رأسه لأنه لم يحقق هدفه أم أن ظروفاً معينة منعته من تحقيق الهدف الاساسي؟ هل اطلعنا على الظروف المحيطة بالمهزلة التي رافقت مسرحية جلب السيدة الكردية إلى شتراسبورغ؟ هل أن السيدة فيان جاءت بتلك السيدة أم أنها فرضت عليهم؟ وقد يكون الامر كله بدون علمها. فمشكلتنا دائماً هي الحكم على الوقائع من خلال النتائج فقط من دون دراسة للاسباب والمسببات وبالتالي نقع فيما نقع فيه. 
لقد اتصلت بالسيد حيدر ششو في بداية آب /2014، عندما كان يقاتل في جبل شنكال وقلت له: أن الواجب يستدعي أن تعلن عن تشكيل سياسي أو تنظيم عسكري أو حتى تسمية منظمة مدنية من الموجودين الايزيديين على الجبل آنذاك وتجعل منهم قوة على الأرض لكي تسد الطريق على بقية القوى السياسية الأخرى، وبالتالي تستطيع أن تتفاوض بأسمهم لأنكم الآن تمثلون القوة الحقيقية على الأرض، وأنه بدون ذلك سوف لن تستطيع الحصول على أي دعم لوجستي أو عسكري فيما بعد. ولكن الرجل لم يقتنع بالفكرة قائلا بأن الوقت لم ينضج بعد وأن الموضوع سابق لأوانه. فالمشكلة في الشنكاليين هي أنهم ليسوا على ثقة بأي إنسان من بينهم ولا يتقبلون منهم أية نصيحة. ويتكرر الآن نفس سيناريو المأساة في نشأة الحركة الايزيدية من أجل الاصلاح والتقدم عندما أٌرسِل السيد أمين جيجو وأدار دفتها كما يحلو للمخططين لإفشال مستقبل الحركة، مع اختلاف الظروف والأدوار والأهداف.
ملخص الكلام هو أننا لم ولن ندافع عن أي خطأ أقترفته أية جهة أو شخصية، ولكننا نقصد وندين هذا التشهير والتقزيم الشخصي بهدف التشهير والطعن بالرموز الاعتبارية (شخص سمو الأمير تحسين بك والمجلس الروحاني والشخصيات الإيزيدية التي ساهمت بشكل أو بآخر في تذليل محنة الايزيديين وباقي العراقيين). وانما مانقصده هو الرد على المواقف وعدم تغيير مسار حقيقة الكارثة بتوجيه الإتهام للشخصيات الايزيدية لتغطي بذلك على مواقف القيادة الكردية المشينة بحق (الكرد الاصلاء)، من خلال توضيح الحقائق وتقديم الأدلة وتنوير الفئات الاجتماعية ونشر الوعي وكسب الأصدقاء والتثقيف على الاليات التي يمكن بها تحريك الموقف الدولي بقبول محنة الايزيديين على أنها جينوسايد يجب التعامل معه على هذا الاساس. وعلى الجانب الآخر علينا احترام تضحيات ومواقف الشعب الكردي الذي قدم الكثير لتذليل محنة الايزيديين وعدم التفريط بتلك المواقف. ومن هنا أشدد على أهمية الحفاظ على التوازن الاجتماعي واحترام الالقاب وابراز الجوانب الانسانية بالتوازي مع فضح المواقف السلبية حيث ما يقارب النصف مليون ايزيدي الان في مخيمات كردستان وأن أية شرارة لا سامح الله ستخلق كارثة لا تحمد عقباها.
ملاحظة أخيرة للسيد هشام عقراوي: أرجو ان تكون بصفتك كرئيس لموقع الكتروني له حضوره موضوعيا ومحايدا في التعامل مع المواضيع التي تنشرها وذلك  بترك المساحة نفسها للجميع بدون تحيز، وأنت اعلامي وتعلم ما اقصده.  

 علي سيدو رشو
8/5/2015


0 التعليقات: