الباحث علي سيدو رشو

أفصح الاخ المهندس جهور سليمان عن موضوع حيوي يهمنا جميعاً، كإيزيديين وككرد في آنِ معاً، لكون أن مقام لالش يعد المكان الاثري الوحيد من حيث أهميته التراثية والتاريخية في كردستان العراق. من هذا الباب نرى بأن التعليق على ما تفضل به السيد جهور جدير بالإغناء والمزيد من الرأي والري الاخر لكي ياخذ هذا الموضوع حقه في المناقشة، ليس من باب التشهير باحد من القائمين عليه أو من الممولين أو الشركات بقدر ما يهمنا الحفاظ على حيوية الموضوع ونقاوته من التشويه، وفي نفس الوقت فأن المناقشات بشأنه ستساهم في رفع قيمة المشروع وتُعين الشركة بالكثير مما يساعدها. فمن باب أولى أن تتم مشاورة الايزيديين بشأن المشروع وعرض مراحل العمل على الجهات المختصة كمديرية شئون الايزيدية في حكومة كردستان بشكل مباشر، وأن تتم مشاورتهم في جميع مراحل التنفيذ قبل البدء به كأمر واقع. ومن ملاحظة المبلغ الذي تم صرفه على المخطط نرى بأنه قد حظي تنفيذ المشروع بأهتمام وموافقة القيادة الكردية لكون ليس فقط الجانب المادي هو المقياس لمثل هكذا مشروع اعتباري في اقليم كردستان بسبب خصوصيته. وعلى ضوء ما تم الكلام عنه بخصوص تكاليف الماستر بلان الذي كلف 850 الف دولار فإن المشروع كاملة قد يحتاج مبلغ كبير، وفي الحقيقة هذا ليس بكثير على مرفق تاريخي وتراثي بحجم لالش في بقعة تفتقد إلى غيره من الأماكن التراثية المهمة. لذلك،1. فقد يصل مقدار إجمالي المبلغ الذي سيغطي تكاليف العمل بما يقارب الثمانين مليون دولار، وهو ما أراه مناسباً لمثل أهمية ومكانة المعبد التاريخية والتراثية، خاصة وأن هذه المرة هي الاولى التي يتم فيها تعمير المعبد بهذا الحجم وبدعم مباشر من لدن سيادة رئيس الاقليم شخصياً. حيث سيتضمن المشروع إنشاء المرافق الخدمية من ساحات وكراجات واكشاك ومرافق خدمية للزوار ومكتبة ومدرسة لتخريج الكوادر الدينية مستقبلاً، وكذلك تطوير الجوانب الاثارية في منطقة جبلية وعرة.2. كان من الاجدر عرض التكاليف على القيادة وبشخص السيد مسعو برزاني ليكون على إطلاع كامل لكي لا يُحرَج أمام الرأي العام، كونه قد اوعز سيادته بتعمير المعبد على نفقة الاقليم.3. كان من المفضل لو تم عرض الجزء الذي يمكن تنفيذه بامكانات الاقليم الذاتية كعمليات المسح الطوبوغرافي واللوجستي والاتفاق مع الشركة بذلك الجزء لكي تكون على علم ودراية بما تنفذه امكانيات الاقليم الذاتية لكي لا يحصل تعارض أو تقاطع مع عمل الشركة المنفذة وتعطيها الحجج بانها لا تعلم بأوليات المخطط الاساسي.4. أرى بأن ما ذهب إليه السيد جهور من أن التكاليف المتوقعة لإعادة ترميم وتحديث وتطوير معبد لالش الاثري كبيرة جداً، وهي في الحقيقة صحيح. ولكن في رأيي المتواضع فإن العمل في هكذا أماكن أثرية يتطلب الكثير من المال والدقة والجهد مع الابقاء على حيوية ووقارة المكان، وكذلك إلزام الشركة بمدة زمنية طويلة للقيام باعمال الصيانة المطلوبة من نفس المبلغ.لذلك نقول بأن صرف مثل هذا المبلغ، وإمكانية توفير عدد كبير من فرص العمل بتشغيل الايدي العاملة المحلية العاطلة سيساهم في استقرار المنطقة ويعيد ثقة المجتمع الايزيدي بقيادة كردستان كجزء قليل من مستحقاته الكبيرة التي لا تقدر بثمن خدمةً للسياسة الكردية في عموم مناطق الايزيدية. شكرا لكل جهد يبذل في خدمة الاجيال ومستقبلهم. ومن الله التوفيق.


علي سيدو رشو


المانيا 10/9/2011